علمتني الحياة بأن الأشياء البسيطة هي التي نهملها،
وعلمتني كذلك بأن هذه الأشياء البسيطة هي المهمة والخطيرة دائما،
كل مشاريع العالم تبدأ فكرة وتخط على ورقة ثم تنفذ على أرض الواقع..
فلنبدأ بفكرة متواضعة ونرى ما يحدث في العام القادم،،وهذا هوالعام الجديد
كل معرفة وصداقة جديدة تحققها أنت كمواطن بسيط مع عربي أو عربية فأنت تزيل بها مساحة من أسوار التقسيم لأرض العرب وتحرج بها حراس الحدود وخدم الاستعمار الحديث. وكل مرة تخطيء فيها مع عربي أو عربية قولا أو فعلا فأنت تعزز وتسند سياسية التجزئة وتعميق التشطير. هكذا بكل بساطة، عرفت بذلك أم لم تعرف، اقتنعت بذلك أم لم تقتنع.
حلمت ليلة البارحة بأنني وجه لوجه أمام الثنائي اللعين سايكس وبيكو .. كان كل واحد منهما ممسكا بقلم ويرسم به خطوطا تشكل حدودا تمزق أرض العرب و كل واحد منهما كان يقهقه وهو يعطي هذه البقعة اسما وتلك اسم آخر، وكنت أمشي خلفهما وأنا أمسح تلك الخطوط اللعينة.
كانت العملية في غاية السهولة.. بكل بساطة فقد سمعتهما يتحدثان بأن هذه الخطوط على الخرائط لا قيمة لها طالما احتفظ هؤلاء البدو (العرب) باحساسهم بالانتماء لأمة واحدة، وطالما سمحت لهم الظروف بالحديث والتواصل مع بعضهم البعض، فهذه الخطوط ليست سوى مقدمة متواضعة للحدود التي كان عليهم بنائها في النفوس والعقول عبر الثقافة المبرمجة والمستهدفة لتحقيق أغراض هذه الأسوار الخبيثة.
عرفت بأنني في كل مرة أتعرف فيها على عربي أو عربية وأأسس لقاعدة من التفهم والاحترام الشخصي فانني امسح بعضا من تلك الخطوط التي على الأرض وتلك التي في العقول والنفوس، وان بشكل شخصي متواضع. ورأيت بأم عيني جزءا كبيرا من تلك الخطوط وهي تذوب وتذوي أمام كل ابتسامة متفهمة مع كل من التقيت في المنامة و عمان وابوظبي.. و في بلاد المهجر كذلك مثل لندن وباريس وأمريكا، أناس أتعرف عليهم في دبي و أجلس معهم لأول مرة.. ولكنهم بعد ذلك اللقاء يضاف اسمي ورقم هاتفي الى مذكراتهم ويرن هاتفي بين فترة وأخرى .. معارف تحولهم الأيام الى أصدقاء.
من هنا أقول لك عزيزي بأنك في كل مرة تجلس مع عربي أو عربية وتحقق صداقة صادقة لوجه الله والأمة فأنت تمسح وللأبد مساحة من تلك الخطوط اللعينة وتحرق مساحة من ذلك الخط الذي على الأرض وفي العقول والنفوس سواء تلك التي في داخلك أو دواخل الآخرين من أخوانك وأخواتك.
بعيدا عن الأيدلوجيات والشعارات والعنتريات (التي قال عنها نزار بأنها ما قتلت ذبابه) ولنتحدث بالعربية البسيطة والسهلة، لغة الناس التي نسمعها ونفهمها أينما يممنا في أراضي العرب. ولنتساءل: لمصلحة من جزأت أراضي العرب الى دويلات ومحميات كل واحدة لا حول لها ولا قوة سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا أو اجتماعيا؟
بالتأكيد فان هذا الشيء ليس لمصلحتك ولا لمصلحتي كمواطن بسيط لا يمتلك أي شكل من أشكال السلطة والتأثير .. وحتى لو كنت من أصحاب السلطة ولكنني أحسب نفسي في خانة المواطن المحب لمصلحة وطنه وأمته فهذه التجزأة بكل تأكيد ليست في مصحلتي. ليست في مصلحتي كمواطن عربي غني أو فقير، رجل أو امرأة، متزوج أو أعزب ..
مصحلتي أن أحرك سيارتي من البيت (وبلا جوازات سفر) واستمتع بالهواء الطلق وأنا أمتع ناظري بالدمام والأحساء والدوحة وأبو ظبي وعمان وصنعاء ومكة والمدينة وجدة .. ثم أركب القطار (قطار الحجاز) الى عمان فبغداد فدمشق فتركيا …ألخ (كما كانت الناس تفعل قبل مئة سنة أو أكثر، أيام خبة التمر وكأس اللبن وقبل أن تأتينا أباليس النفط) هذه هي مصلحتي، وليست مصلحتي في ان أقف نصف نهار … بل نهارات بأكملها منتظرا في سيارتي حتى يأتي دوري وليتفضل شخص ما وينظر الى جواز سفري ويضع عليه ختما لا قيمة له الا أن يكون تذكارا بيوم اذلال من الأيام الكثيرة المشابهة (قبل خمس سنوات قضيت انا وعشرات الأسر أكثر من 14 ساعة لنحصل على ختم جواز لدخول بلدنا بعد خروجنا من الحدود). انها مصلحة أشخاص وجهات أخرى لا يهمها ولا يعنيها مصلحتي ولا مصلحة أطفالي وأسرتي وجيراني لا من قريب ولا من بعيد.
لماذا استطيع أن أقطع بسيارتي آلاف الأميال من نيويورك الى سان فرانسيسكو دون أن يسألني كائن من كان عن اثبات هوية أو يوقفني في نقطة حدود ويفتشني وأنا الغريب الذي دخل تلك البلاد بفيزة زيارة، في حين لا أستطيع أن اسافر الى البحرين التي اشاهد أنوارها ومبانيها وأنا على الساحل أمام بيتي في الخبر الا بعد نقاط التفتيش وحبر الأختام ووجوه رجال الجمارك المكفهرة؟ هل رجال الأمن والشرطة في تلك البلاد أكثر كرما معي وحبا واحتراما لي من ألئك الذين في وطني الممتد من البحر الى البحر “بساتين ورد متلاصقة بستان يهدي وروده لبستان”؟
مصلحتي أن لا يصارع أطفالي وصغاري الجوع والعطش والحر والاجهاد بين نقاط التفتيش على حدود الاستعمار التي تبنتها الحكومات العربية بلا مبرر أخلاقي أو إنساني أو اقتصادي أو اجتماعي أو ديني. مصلحتي أن لا يأتي غريب ليعبث بحقائبي التي تحمل خصوصياتي وخصوصيات أسرتي لمجرد الشهوة الأمنية المستفحلة في عقله ..
مصلحتي أن لايأتي جاهل لا يعرف القراءة والكتابة ويعبث بكتبي البسيطة التي اشتريتها من حر مالي واقتطعت ثمنها من لقمة عيالي وليضع يده عليها ويصادرها لانها من الممنوعات الخطيرة .. والتي أغلب الظن ستجد الكتب الجديدة منها طريقها الى رفوف مكتبته الشخصية.
مصلحتي أن يعود انسياب الانساب والمصاهرات بين أبناء العمومة .. فلا يعتبر الزواج من شخص في فلسطين أو لبنان أو مصر أو غيرها من أقاليم وطني بانه “زواج من أجنبي” ويتطلب معاملات وموافقات وزارات الداخلية و الخارجية .. مصلحتي ومصلحة ابنتي واختي وجارتي وكل امرأة هي أن لا تبقى منتظرة الوهم طالما كان هناك عربي صالح من أهلها وأبناء عمومتها يرغب في الزواج بها .. هذه هي مصلحتي .. والعكس صحيح.
مصلحتي أن يعلمني و يحمي بيتي وأسرتي وحلالي أخي من يتحدث لغتي ويفهم قلبي وأفهم قلبه وليست مصلحتي أن يأتي شخص أعوج اللسان وأعوج القيم، غريب لا تربطني به رابطة لكي يصبح أقرب لي من أهلي بلا مبرر عدى مصلحة المنتفعين من وراء تمزيق الشمل والرقص على ما تسببه الفرقة من حساسيات و جروح وآلام تزداد مع الأيام وجعا فوق وجع ولكي يصبح الغريب أعز من القريب.
مصلحتي أن لا يضعني أخي في فلسطين والعراق ومصر والسودان والجزائر .. وأي بقعة أخرى مع من يحكمون وطني في سرير واحد ويحاسبني على خياناتهم ان خانوا واجرامهم ان أجرموا أو فسقهم اذا فسقوا أو فجورهم اذا فجروا. ومصلحته هو كذلك أن لا أضعه أنا أو غيري في نفس الموقع.. ومصلحتي ومصلحته أن نتقاسم لقمة العيش بدلا من تبادل اتهامات أولى بها أن توجه الى من يستحقونها. آه لو تعلمون كم هو مؤلم ما نسمعه من بعض أخوتنا العرب عنا نحن أهل جزيرة العرب .. ومع ذلك اقول حسبنا الله ونعم الوكيل على من تسببوا و لا زالوا يتسببون فيما حدث ويحدث وسيحدث من أمور تسيء للأمة بأجمعها أفرادا وجماعات.
واهم كل الوهم ومخطيء كل الخطأ من يتخيل بأن هناك حاكم من بين حكامنا يضع مصلحة جماهيره أو أمته أمام ناظريه حين يفكر فيما يدور حوله. فكل مواطن متهم حيت يستمع الى مذياع غير مذياع حاكمه، ومتهم حين يقرأ جريدة غير جريدة حاكمه، ومشبوه حين يتحدث الى محطة تلفاز غير محطة حاكمه. وملعون و يستحق كل العقاب حين ينبس ببنت شفة فيما يخالف رأي حاكمه.. ومجرم من يتخيل بأنه حر فيما يخص أخص خصوصياته …لأنهم بكل بساطة جيء بهم لكي يثبتوا تلك الخطوط السرطانية التي خطتها أقلام سايكس وبيكو اللعينين.
السور ألتجزيئي منكر،
وهو شيطان أكبر، يجزء ويمزق وينشر البغض والحقد والانانية،
ولكن السور الذي في العقول أخطر وأدمر،
بإمكان كل منا أن يرمي جزءا من هذا السور بحجر،
ويرمي شياطين بيكس وبيكو في عينيهما بالجمر،،
هكذا بكل بساطة يستطيع كل واحد منا أن يفعل ..
كل ذلك من خلال موقف متواضع، متفهم، مسامح لأخيه العربي أينما كان ..
ولكن حين يركب الواحد منا عفاريته وغروره ونرجسيته وقطريته المريضة حينها فهو ينقل خطوط بيكو وسايكس إلى العقول والنفوس والأرحام وهذا هو الأخطر.
هذه هي أمنياتي البسيطة لعام جديد، فهل هذا صعب المنال؟ أنا شخصيا جربتها في السنوات الماضية وكانت في غاية النجاح ..
محبتي لكم وكل عام والجميع بألف خير وسلام،
ابوطارق
عدل سابقا من قبل في الأحد 13 يناير 2008, 10:23 pm عدل 1 مرات
وعلمتني كذلك بأن هذه الأشياء البسيطة هي المهمة والخطيرة دائما،
كل مشاريع العالم تبدأ فكرة وتخط على ورقة ثم تنفذ على أرض الواقع..
فلنبدأ بفكرة متواضعة ونرى ما يحدث في العام القادم،،وهذا هوالعام الجديد
كل معرفة وصداقة جديدة تحققها أنت كمواطن بسيط مع عربي أو عربية فأنت تزيل بها مساحة من أسوار التقسيم لأرض العرب وتحرج بها حراس الحدود وخدم الاستعمار الحديث. وكل مرة تخطيء فيها مع عربي أو عربية قولا أو فعلا فأنت تعزز وتسند سياسية التجزئة وتعميق التشطير. هكذا بكل بساطة، عرفت بذلك أم لم تعرف، اقتنعت بذلك أم لم تقتنع.
حلمت ليلة البارحة بأنني وجه لوجه أمام الثنائي اللعين سايكس وبيكو .. كان كل واحد منهما ممسكا بقلم ويرسم به خطوطا تشكل حدودا تمزق أرض العرب و كل واحد منهما كان يقهقه وهو يعطي هذه البقعة اسما وتلك اسم آخر، وكنت أمشي خلفهما وأنا أمسح تلك الخطوط اللعينة.
كانت العملية في غاية السهولة.. بكل بساطة فقد سمعتهما يتحدثان بأن هذه الخطوط على الخرائط لا قيمة لها طالما احتفظ هؤلاء البدو (العرب) باحساسهم بالانتماء لأمة واحدة، وطالما سمحت لهم الظروف بالحديث والتواصل مع بعضهم البعض، فهذه الخطوط ليست سوى مقدمة متواضعة للحدود التي كان عليهم بنائها في النفوس والعقول عبر الثقافة المبرمجة والمستهدفة لتحقيق أغراض هذه الأسوار الخبيثة.
عرفت بأنني في كل مرة أتعرف فيها على عربي أو عربية وأأسس لقاعدة من التفهم والاحترام الشخصي فانني امسح بعضا من تلك الخطوط التي على الأرض وتلك التي في العقول والنفوس، وان بشكل شخصي متواضع. ورأيت بأم عيني جزءا كبيرا من تلك الخطوط وهي تذوب وتذوي أمام كل ابتسامة متفهمة مع كل من التقيت في المنامة و عمان وابوظبي.. و في بلاد المهجر كذلك مثل لندن وباريس وأمريكا، أناس أتعرف عليهم في دبي و أجلس معهم لأول مرة.. ولكنهم بعد ذلك اللقاء يضاف اسمي ورقم هاتفي الى مذكراتهم ويرن هاتفي بين فترة وأخرى .. معارف تحولهم الأيام الى أصدقاء.
من هنا أقول لك عزيزي بأنك في كل مرة تجلس مع عربي أو عربية وتحقق صداقة صادقة لوجه الله والأمة فأنت تمسح وللأبد مساحة من تلك الخطوط اللعينة وتحرق مساحة من ذلك الخط الذي على الأرض وفي العقول والنفوس سواء تلك التي في داخلك أو دواخل الآخرين من أخوانك وأخواتك.
بعيدا عن الأيدلوجيات والشعارات والعنتريات (التي قال عنها نزار بأنها ما قتلت ذبابه) ولنتحدث بالعربية البسيطة والسهلة، لغة الناس التي نسمعها ونفهمها أينما يممنا في أراضي العرب. ولنتساءل: لمصلحة من جزأت أراضي العرب الى دويلات ومحميات كل واحدة لا حول لها ولا قوة سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا أو اجتماعيا؟
بالتأكيد فان هذا الشيء ليس لمصلحتك ولا لمصلحتي كمواطن بسيط لا يمتلك أي شكل من أشكال السلطة والتأثير .. وحتى لو كنت من أصحاب السلطة ولكنني أحسب نفسي في خانة المواطن المحب لمصلحة وطنه وأمته فهذه التجزأة بكل تأكيد ليست في مصحلتي. ليست في مصلحتي كمواطن عربي غني أو فقير، رجل أو امرأة، متزوج أو أعزب ..
مصحلتي أن أحرك سيارتي من البيت (وبلا جوازات سفر) واستمتع بالهواء الطلق وأنا أمتع ناظري بالدمام والأحساء والدوحة وأبو ظبي وعمان وصنعاء ومكة والمدينة وجدة .. ثم أركب القطار (قطار الحجاز) الى عمان فبغداد فدمشق فتركيا …ألخ (كما كانت الناس تفعل قبل مئة سنة أو أكثر، أيام خبة التمر وكأس اللبن وقبل أن تأتينا أباليس النفط) هذه هي مصلحتي، وليست مصلحتي في ان أقف نصف نهار … بل نهارات بأكملها منتظرا في سيارتي حتى يأتي دوري وليتفضل شخص ما وينظر الى جواز سفري ويضع عليه ختما لا قيمة له الا أن يكون تذكارا بيوم اذلال من الأيام الكثيرة المشابهة (قبل خمس سنوات قضيت انا وعشرات الأسر أكثر من 14 ساعة لنحصل على ختم جواز لدخول بلدنا بعد خروجنا من الحدود). انها مصلحة أشخاص وجهات أخرى لا يهمها ولا يعنيها مصلحتي ولا مصلحة أطفالي وأسرتي وجيراني لا من قريب ولا من بعيد.
لماذا استطيع أن أقطع بسيارتي آلاف الأميال من نيويورك الى سان فرانسيسكو دون أن يسألني كائن من كان عن اثبات هوية أو يوقفني في نقطة حدود ويفتشني وأنا الغريب الذي دخل تلك البلاد بفيزة زيارة، في حين لا أستطيع أن اسافر الى البحرين التي اشاهد أنوارها ومبانيها وأنا على الساحل أمام بيتي في الخبر الا بعد نقاط التفتيش وحبر الأختام ووجوه رجال الجمارك المكفهرة؟ هل رجال الأمن والشرطة في تلك البلاد أكثر كرما معي وحبا واحتراما لي من ألئك الذين في وطني الممتد من البحر الى البحر “بساتين ورد متلاصقة بستان يهدي وروده لبستان”؟
مصلحتي أن لا يصارع أطفالي وصغاري الجوع والعطش والحر والاجهاد بين نقاط التفتيش على حدود الاستعمار التي تبنتها الحكومات العربية بلا مبرر أخلاقي أو إنساني أو اقتصادي أو اجتماعي أو ديني. مصلحتي أن لا يأتي غريب ليعبث بحقائبي التي تحمل خصوصياتي وخصوصيات أسرتي لمجرد الشهوة الأمنية المستفحلة في عقله ..
مصلحتي أن لايأتي جاهل لا يعرف القراءة والكتابة ويعبث بكتبي البسيطة التي اشتريتها من حر مالي واقتطعت ثمنها من لقمة عيالي وليضع يده عليها ويصادرها لانها من الممنوعات الخطيرة .. والتي أغلب الظن ستجد الكتب الجديدة منها طريقها الى رفوف مكتبته الشخصية.
مصلحتي أن يعود انسياب الانساب والمصاهرات بين أبناء العمومة .. فلا يعتبر الزواج من شخص في فلسطين أو لبنان أو مصر أو غيرها من أقاليم وطني بانه “زواج من أجنبي” ويتطلب معاملات وموافقات وزارات الداخلية و الخارجية .. مصلحتي ومصلحة ابنتي واختي وجارتي وكل امرأة هي أن لا تبقى منتظرة الوهم طالما كان هناك عربي صالح من أهلها وأبناء عمومتها يرغب في الزواج بها .. هذه هي مصلحتي .. والعكس صحيح.
مصلحتي أن يعلمني و يحمي بيتي وأسرتي وحلالي أخي من يتحدث لغتي ويفهم قلبي وأفهم قلبه وليست مصلحتي أن يأتي شخص أعوج اللسان وأعوج القيم، غريب لا تربطني به رابطة لكي يصبح أقرب لي من أهلي بلا مبرر عدى مصلحة المنتفعين من وراء تمزيق الشمل والرقص على ما تسببه الفرقة من حساسيات و جروح وآلام تزداد مع الأيام وجعا فوق وجع ولكي يصبح الغريب أعز من القريب.
مصلحتي أن لا يضعني أخي في فلسطين والعراق ومصر والسودان والجزائر .. وأي بقعة أخرى مع من يحكمون وطني في سرير واحد ويحاسبني على خياناتهم ان خانوا واجرامهم ان أجرموا أو فسقهم اذا فسقوا أو فجورهم اذا فجروا. ومصلحته هو كذلك أن لا أضعه أنا أو غيري في نفس الموقع.. ومصلحتي ومصلحته أن نتقاسم لقمة العيش بدلا من تبادل اتهامات أولى بها أن توجه الى من يستحقونها. آه لو تعلمون كم هو مؤلم ما نسمعه من بعض أخوتنا العرب عنا نحن أهل جزيرة العرب .. ومع ذلك اقول حسبنا الله ونعم الوكيل على من تسببوا و لا زالوا يتسببون فيما حدث ويحدث وسيحدث من أمور تسيء للأمة بأجمعها أفرادا وجماعات.
واهم كل الوهم ومخطيء كل الخطأ من يتخيل بأن هناك حاكم من بين حكامنا يضع مصلحة جماهيره أو أمته أمام ناظريه حين يفكر فيما يدور حوله. فكل مواطن متهم حيت يستمع الى مذياع غير مذياع حاكمه، ومتهم حين يقرأ جريدة غير جريدة حاكمه، ومشبوه حين يتحدث الى محطة تلفاز غير محطة حاكمه. وملعون و يستحق كل العقاب حين ينبس ببنت شفة فيما يخالف رأي حاكمه.. ومجرم من يتخيل بأنه حر فيما يخص أخص خصوصياته …لأنهم بكل بساطة جيء بهم لكي يثبتوا تلك الخطوط السرطانية التي خطتها أقلام سايكس وبيكو اللعينين.
السور ألتجزيئي منكر،
وهو شيطان أكبر، يجزء ويمزق وينشر البغض والحقد والانانية،
ولكن السور الذي في العقول أخطر وأدمر،
بإمكان كل منا أن يرمي جزءا من هذا السور بحجر،
ويرمي شياطين بيكس وبيكو في عينيهما بالجمر،،
هكذا بكل بساطة يستطيع كل واحد منا أن يفعل ..
كل ذلك من خلال موقف متواضع، متفهم، مسامح لأخيه العربي أينما كان ..
ولكن حين يركب الواحد منا عفاريته وغروره ونرجسيته وقطريته المريضة حينها فهو ينقل خطوط بيكو وسايكس إلى العقول والنفوس والأرحام وهذا هو الأخطر.
هذه هي أمنياتي البسيطة لعام جديد، فهل هذا صعب المنال؟ أنا شخصيا جربتها في السنوات الماضية وكانت في غاية النجاح ..
محبتي لكم وكل عام والجميع بألف خير وسلام،
ابوطارق
عدل سابقا من قبل في الأحد 13 يناير 2008, 10:23 pm عدل 1 مرات