--------------------------------------------------------------------------------
صفارة نهاية العام
أطلق صفارته نحوي
وأشار لي بيده أن أتوقف الى يمين الطريق
توضأت باللبن ، وامتثلت لأوامره
أتى اليّ بخطوات وئيدة , ونظر الى وجهي متفحّصا
ثم طلب مني دفتري وأوراقي , وسألني عن وجهتي ؟
وان كنت أعرف الطريق الصحيح ؟
سألته بغرابة : ولكن ما الأمر ؟؟
هل قمت بأي مخالفة ؟؟ هل سرعتي كانت زائدة ؟؟
رد بصوت حازم : انه اجراء روتيني من أجل سلامتك
تابعت طريقي غير آبهة
تكررت هذه الواقعة معي عدة مرات , حتى استوعبت الأمر
فصرت أحضر دفتري وأوراقي , وأتوقف الى يمين الطريق
وأترقب وقع أقدامه ، أصبحت أرى ابتسامته لتوقفي قبل صفارته
ثم بدأت أشعر بارتياح عندما تفصح أسارير وجهه عن رضاه
بعد اطلاعه على أوراقي
في ليلة رأس كل سنة
حيث الشوارع تضج بالحركة والصخب
والأشجار ماتزال ترتدي معطفها الذهبي
وكثير من الناس يحتفلون , يرقصون , يغنون
يشربون , يسكرون , يتبادلون التهاني
يرتدون القبعات الملونة وملابس السهرة
يحضّرون أطايب الطعام والحلوى
يحجزون في الفنادق ، يسافرون من بلد لآخر
يتبادلون الهدايا وبطاقات المعايدة
كل هذا من أجل عام رحل , وآخر أطلّ
وأنا أمضي معهم في زحمة البهجة
الى ما قبل الخط الأحمر ببضعة كيلومترات
ولكن في هذا الوقت من كل عام
لابد لي من الركون الى جانب رصيف الحياة
رغم الازدحام الجنوني في شارع الانصياع
ولابد من مراجعة دفاتر وأوراق ذاتي , بعد سماع صفارة الضمير
لكل قاعدة استثناء
القاعدة ، أن يحتفل المرء بالنصر , بالنجاح , بالربح
والاستثناء ، أن يحتفل بالخسارة , وهل هناك من يحتفل بالخسارة ؟؟
نعم , كلنا نحتفل بيومين في العام
ألا يحتفل أكثر الناس بعيد رأس السنة وعيد ميلادهم ؟
وفي هذين اليومين ألسنا نحتفل بالواقع
بخسارة سنة من رصيدنا العمري ؟
هي ليست نظرة تشاؤمية
اذ بمقدوري أن أحدثكم لساعات طويلة
عن نظرة معاكسة تماما , نظرة تفاؤلية
تعطي لهاتين المناسبتين قيمة تستحق الاحتفال
وأرجو ألا يفهم كلامي على أني ضد الاحتفال
فقد أصبحنا نتصيّد المناسبات الحلوة
كي نثبت أننا مازلنا نعرف طعم الفرح
لكني في المقابل أدعوكم لفتح دفاتركم الانسانية
ومراجعة حساباتكم الوجدانية , وجداول أعمالكم السنوية
والقيام بعملية الجرد كي تعرفوا ميزان داخلكم
وأي كفة رجحت على الأخرى ؟؟
أهي كفة النوايا والأعمال والخصال الصالحة ؟
أم كفة النوايا والأعمال والخصال الطالحة ؟
وهل كانت تجارتكم في أسواق العمر خاسرة أم رابحة ؟
سنة تمضي وسنة تأتي
وحياتنا تنزلق من بين أصابعنا كحفنة رمال
وأيامنا تذوب بين أصابعنا كغزل البنات
والأمر لا يحتاج الى ارادة ماردة
الأمر يحتاج الى مواجهة خفاياك
وتملك زمام أمرك
ومحاسبة قرارة نفسك
وإعطائها درجات عادلة , لتعرف ان كنت ستجازيها بصفعة تأنيب
أم بحماس الانتقال من حسن الى أحسن
الموت حق علينا جميعا
حقيقة يجب ألا تغرب عن البال
وقد لا يحمل لنا العام القادم فرصة الاحتفال به
وربما يكون الفرح الصادق الذي نحتفل به
هو أننا بقينا على قيد الحياة عاما آخر
كل عام وأنتم بألف خير
كل عام وأنتم الى الهدى والحق والصواب أقرب
كل عام وأنتم عن الضلال والعبث والسوء أبعد
كل عام وصفارة ضمائركم تفوز باللحن الأطرب
,,,,,,,,,,,,,,,,,
وصلني رسالة
ودمتم
صفارة نهاية العام
أطلق صفارته نحوي
وأشار لي بيده أن أتوقف الى يمين الطريق
توضأت باللبن ، وامتثلت لأوامره
أتى اليّ بخطوات وئيدة , ونظر الى وجهي متفحّصا
ثم طلب مني دفتري وأوراقي , وسألني عن وجهتي ؟
وان كنت أعرف الطريق الصحيح ؟
سألته بغرابة : ولكن ما الأمر ؟؟
هل قمت بأي مخالفة ؟؟ هل سرعتي كانت زائدة ؟؟
رد بصوت حازم : انه اجراء روتيني من أجل سلامتك
تابعت طريقي غير آبهة
تكررت هذه الواقعة معي عدة مرات , حتى استوعبت الأمر
فصرت أحضر دفتري وأوراقي , وأتوقف الى يمين الطريق
وأترقب وقع أقدامه ، أصبحت أرى ابتسامته لتوقفي قبل صفارته
ثم بدأت أشعر بارتياح عندما تفصح أسارير وجهه عن رضاه
بعد اطلاعه على أوراقي
في ليلة رأس كل سنة
حيث الشوارع تضج بالحركة والصخب
والأشجار ماتزال ترتدي معطفها الذهبي
وكثير من الناس يحتفلون , يرقصون , يغنون
يشربون , يسكرون , يتبادلون التهاني
يرتدون القبعات الملونة وملابس السهرة
يحضّرون أطايب الطعام والحلوى
يحجزون في الفنادق ، يسافرون من بلد لآخر
يتبادلون الهدايا وبطاقات المعايدة
كل هذا من أجل عام رحل , وآخر أطلّ
وأنا أمضي معهم في زحمة البهجة
الى ما قبل الخط الأحمر ببضعة كيلومترات
ولكن في هذا الوقت من كل عام
لابد لي من الركون الى جانب رصيف الحياة
رغم الازدحام الجنوني في شارع الانصياع
ولابد من مراجعة دفاتر وأوراق ذاتي , بعد سماع صفارة الضمير
لكل قاعدة استثناء
القاعدة ، أن يحتفل المرء بالنصر , بالنجاح , بالربح
والاستثناء ، أن يحتفل بالخسارة , وهل هناك من يحتفل بالخسارة ؟؟
نعم , كلنا نحتفل بيومين في العام
ألا يحتفل أكثر الناس بعيد رأس السنة وعيد ميلادهم ؟
وفي هذين اليومين ألسنا نحتفل بالواقع
بخسارة سنة من رصيدنا العمري ؟
هي ليست نظرة تشاؤمية
اذ بمقدوري أن أحدثكم لساعات طويلة
عن نظرة معاكسة تماما , نظرة تفاؤلية
تعطي لهاتين المناسبتين قيمة تستحق الاحتفال
وأرجو ألا يفهم كلامي على أني ضد الاحتفال
فقد أصبحنا نتصيّد المناسبات الحلوة
كي نثبت أننا مازلنا نعرف طعم الفرح
لكني في المقابل أدعوكم لفتح دفاتركم الانسانية
ومراجعة حساباتكم الوجدانية , وجداول أعمالكم السنوية
والقيام بعملية الجرد كي تعرفوا ميزان داخلكم
وأي كفة رجحت على الأخرى ؟؟
أهي كفة النوايا والأعمال والخصال الصالحة ؟
أم كفة النوايا والأعمال والخصال الطالحة ؟
وهل كانت تجارتكم في أسواق العمر خاسرة أم رابحة ؟
سنة تمضي وسنة تأتي
وحياتنا تنزلق من بين أصابعنا كحفنة رمال
وأيامنا تذوب بين أصابعنا كغزل البنات
والأمر لا يحتاج الى ارادة ماردة
الأمر يحتاج الى مواجهة خفاياك
وتملك زمام أمرك
ومحاسبة قرارة نفسك
وإعطائها درجات عادلة , لتعرف ان كنت ستجازيها بصفعة تأنيب
أم بحماس الانتقال من حسن الى أحسن
الموت حق علينا جميعا
حقيقة يجب ألا تغرب عن البال
وقد لا يحمل لنا العام القادم فرصة الاحتفال به
وربما يكون الفرح الصادق الذي نحتفل به
هو أننا بقينا على قيد الحياة عاما آخر
كل عام وأنتم بألف خير
كل عام وأنتم الى الهدى والحق والصواب أقرب
كل عام وأنتم عن الضلال والعبث والسوء أبعد
كل عام وصفارة ضمائركم تفوز باللحن الأطرب
,,,,,,,,,,,,,,,,,
وصلني رسالة
ودمتم