حدثان يهربان من دار الأحداث بتعز ويكشفان عن ممارسات وحشية |
الاثنين, 10-نوفمبر-2008 |
نبأ نيوز- خاص/ تعز: عبد القوي شعلان - هرب حدثان من دار رعاية الأحداث بتعز قبل يومين، على خلفية ما كشفاه من ممارسات "رعب، وعنف، وتحرش، وبلطجة" تعرضا لها داخل الدار طيلة فترة احتجازهما القصيرة فيه. حلمي علي عبد الله ( 13سنة) من محافظة اب, وصدام عبد الرحمن (16 سنة) من جبل صبر محافظة تعز، أفادا لـ"نبأ نيوز" أنهما نفذا بجلديهما هربا من فوق سور الدار بسبب ما رأياه من وحشية واعتداءات جسدية وجنسية تعرضا لها خلال فترة احتجازهما من قبل نزلاء الدار الصغار والكبار، وخاصة في منتصف الليل. ومثلا الحدثان لـ"نبأ نيوز" مشاهداً من تلك الانتهاكات اللا إنسانية التي تعرضا لها، حيث مثل الأول مشهدا لتعرضه للضرب القاسي من قبل أحد المدرسين في الدار، بينما مثل الثاني مشهداً مخجلا لعملية اعتداء مؤلمة تمثلت في إجباره على الانبطاح أرضا على بطنه ثم ممارسة الضرب بالأسلاك والعصي الخشبية على ظهره. الطفلان وجدا نفسيهما بعد هروبهما من الدار في مواجهة دائرة أخرى من العنف لا تقل بشاعة عن الدار نفسها، فالشارع- على حد قولهما- لا يرحم وعنف الكبار أفظع من عنف الصغار.. بملابس رثة، وجسد منهك, وجدتهما "نبأ نيوز" يمارسان مهنة غسل السيارات في أحد شوارع مدينة تعز, وحين يراهما المرء يدرك حجم المأساة والمعاناة التي تعرضا لها، فيما ينتاب كل صاحب ضمير حي شعوراً قوياً بالمطالبة بإغلاق هذه الدور التي تصدر المعاناة والعنف إلى الشوارع، بدلا من احتواء الأحداث برعايتها النفسية والاجتماعية مهما كانت الجنح التي يدخل بسببها هؤلاء الذين كفلت القوانين اليمنية والدولية الخاصة بالطفولة حقهما في الحماية والرعاية, ناهيكم عن المنظمات المدنية اليمنية العاملة في مجال حقوق الأطفال والأحداث التي رعت مئات الندوات وورش العمل على مدار 18 عاما. الطفلان كانا على قارعة الطريق المؤدي إلى كوخ يقيمان فيه- رفضا الكشف عن تحديد مكانه خوفا من شبح رعب الدار الذي ما يزال يطاردهما حتى الآن- فاحترمت "نبأ نيوز" خيارهما، وأجرت معهما اللقاء التالي: ... الحدث رقم (1) حلمي علي... لماذا هربت من الدار؟ - هربت من الدار بسبب الضرب * متى هربت من الدار؟ - قبل يومين * ومتى دخلته؟ - قبل أيام قليلة * وكيف تصف احتجازك في الدار؟ - مخيف جدا.. كل يوم ضرب وإهانات وأعمال مخلة بالآدب.. لا أحب ذكرها * كم عدد أفراد أسرتك؟ - أسرتي مكونة من أمي وأخواني أما أبي فقد توفى! * كم عدد إخوانك؟ - 12 أخ وأخت * ايش اللي جابك من محافظة اب؟ - جئت إلى تعز علشان اشتغل * ايش كنت تشتغل قبل دخولك دار الأحداث؟ - كنت اشتعل معرف سياحي (مرشد) للسعوديين الذين يأتون إلى اليمن وخاصة إلى إب وتعز * كم تكسب من هذا العمل؟ - كنت احصل 500 ريال باليوم * والآن ايش تشغل بعد خروجك من الدار؟ - امسح سيارات * أين تعيش الآن؟ - مافيش داعي اقل لك * ليش؟ - أنا خائف يعتقلوني ثانية ويدخلوني الدار * براحتك.... هل كنت تتعرض لمضايقات من السعوديين؟ - لا.. لأني اركب معاهم فقط لما يكون معاهم نسوان * كيف دخلت الدار؟ - سيارة الشرطة دخلتني الدار بالقوة بعد اتهامي بالسرقة وأنا مظلوم.. اقسم بالله آني مظلوم * كيف هو الطعام في الدار؟ - يعني قليل رز وبطاط * كم عدد نزلا ء الدار؟ - تقريبا 100 طفل وفي بينهم كبار ... الحدث رقم (2) صدام عبد الرحمن... * اسمك وعمرك؟ - اسمي صدام وعمري 15 سنة * هل كنت تدرس وبأي صف؟ - كنت ادرس صف ثامن والآن توقفت * كيف دخلت الدار؟ - اتهموني بسرقة موتور.. تصور موتور * ليش هربت من الدار؟ - معاملتهم أخس معاملة في العالم. * كيف.. وضح؟ - كل يوم ضرب ومعاملة قليلة الحياء والأدب * كيف كانوا يضربوك؟ - يطلبوا مني الانبطاح على البطن ثم يضربوني بالأسلاك * كم عدد أفراد آسرتك؟ - ستة أفراد.. لكن أبي تبرا منى وأنا عايش لحدي الآن في تعز وأمي متزوجة من شخص آخر * ايش تشتي تقول للمحافظ؟ - صلحوا الدار واحسنوا المعاملة وإلا اقفلوه أحسن. أخيراً.. لقد بدى من وصف الحدثين لدار الرعاية بتعز، وما يحدث فيه من فصول مختلفة من صور المعاناة ما تقشعر له الأبدان, مما يستوجب تدخل الجهات المعنية بهذه الدار، وأولها ما يقارب 600 منظمة وجمعية عاملة في المحافظة.. غير ذلك فان الدار الآخرة هي البديل الأفضل لدار الرعاية بتعز..!! تنويه: تم تعديل بعض الألفاظ العامية الحدثين لتسهيل فهمها للقاريء. |