السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من خلال بحثي البسيط لفت انتباهي موضوع لهجات العرب القديمة وحبيتها ان اضعها بين ايديكم حتى تعم الفائده على الجميع
الاستنطاء: وهي جعل العين الساكنة نونًا إذا جاورت الطاء، مثل أنطى بدلاً من أعطى وقد قرأ الحسن البصري (إنا أنطيناك الكوثر) وروي عنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: (اللهم لا مانع لما أنطيت، ولا منطي لما منعت). ومن ذلك قول الأعشى:
جِيَادُكَ فِي الْقَيْظِ فِي نِعْمَةٍ تُصَانُ الجِلاَلَ وَتُنْطَى الشَّعِيرَا
ونسبت هذه اللهجة إلى سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس، والأنصار، ورُوي أنها لغة أهل اليمن. وهذه الظاهرة ليست مطردة عند القبائل التي ذُكرت، كما أنها ليست مطردة أيضاً في كل عين ساكنة تجاور الطاء، وإنما هي مختصة بكلمة (أعطى).
التَّلْتَلَة: هي كسر حرف المضارعة، فيقال: أنا إِعلم، ونحن نِعلم، وأنت تِعلم، وهو يِعلم، وروى ابن الأنباري بيتً للمرار قوله:
قد تِعْلمُ الخيلُ أيَّاماً تُطَاعِنُها مِن أيِّ شِنْشِنَةٍ أنتَ ابنَ مَنْظُورِ
ونسبت هذه اللهجة إلى قبيلة بهراء، وفي اللسان: أنها لغة كثير من القبائل العربية.
الشَّنْشَنَة: هي جعل الكاف شِيناً مطلقاً. فقد سمع بعض أهل اليمن في عرفة يقول: (لَبَّيْشَ اللهمَّ لَبَّيْشَ)، أي: لبيك، وهذه اللغة ما يزال ينطق بها أهل حضرموت إذ يقولوت: عليش بدلاً من عليك، وتتفق هذه الظاهرة مع الكشكشة من بعض الوجوه.
الطُمْطمانية: هي إبدال لام التعريف ميماً مثل: طاب امْهَواء وصفا امْجوُّ، أي: طاب الهواء وصفا الجوُّ. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، نطق بهذه اللغة فقال: (ليس من امْبرِّ امْصيام في امْسَفَر) يريد: (ليس من البرِّ الصيامُ في السَّفر)، ومن شواهدها قول بُجَير بن عَنَمَة الطائي:
ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بِامْسَهْمِ وامْسَلِمَة
وسمع الأخفش من يقول: قام امْرَجُل، يريد: قام الرَّجل. ونسبت هذه اللهجة إلى طيء والأزد وقبائل حمير في جنوبي الجزيرة العربية.
العَجْعَجَة: هي تحويل الياء جيماً، فقد روي أن العجعجة في قضاعة كالعنعنة في تميم، يحولون الياء جيماً، كقول الراجز:
خالي عُوَيْفٌ وأبو عَلِجِّ
المطعمان اللحم بالعشجِّ
وبالغداة كِسرَ iiالبَرْنِجِّ
يَقلع بالوَدِّ iiوبالصِّيصِجِّ
يريد: عليّ، وبالعشيّ، والبرنيِّ، وبالصِّيصيِّ. ونسبت هذه اللهجة إلى قضاعة.
وهناك عكس هذه الظاهرة، وهو إبدال الجيم ياء عند بني تميم، يقولون: شَيَرَة بدل شَجَرَة، وشَيَرَات بدل شَجَرَات، وفي جنوب العراق يقولون: دَيَاي، أي: دَجَاج.
العَنْعَنَة: هي إبدال الهمزة عينًا، يقولون أشهد عنَّك رسول الله: أي: أنَّك ويقولون: أخبَرنا فلان عَنَّ فلاناً حدَّثه، أي: أنَّ فلاناً، وأنشد ذو الرِّمة:
أعَنْ ترَسَّمْتَ مِن خَرْقَاءَ مَنْزلةً ماءُ الصَّبَابَةِ مِن عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ
وتنسب هذه اللغة إلى تميم، قال الخليل: والخَبْعُ: الخَبْءُ، في لغة تميم، يجعلون بدل الهمزة عيناً.
الفحفحة: هي قلب الحاء عيناً، وهي خاصة بكلمة (حتى)، قرأ ابن مسعود في الآية الكريمة (حتى حين)[يوسف:35]، عتَّى حين، وقال أبو الطيب اللغوي: ويقال اصبر حتى آتيك، وعتى آتيك. وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة هذيل باتفاق جميع اللغويين.
القُطْعَة: هي قطع اللفظ قبل تمامه، قال الخليل: والقُطعة في طيء كالعنعنة في تميم، وهي أن يقول: يا أبا الحكا، وهو يريد: يا أبا الحَكَم، فيقطع كلامه عن إبانة بقية الكلمة. وهذا يعني أن القطعة نوع من ترخيم اللفظ. وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة طيء.
الكَسْكَسَة: اختلف اللغويون في تحديد المقصود من هذه اللغة، فذهب بعضهم إلى أنها: قلب كاف المؤنث سيناً فيقولون في خطاب المؤنث: أبوسِ وأمُّسِ، يريدون: أبوكِ، وأمُّك. وتنسب إلى قبيلة بكر، وقيل: إنها زيادة سين على كاف المخاطبة في الوقوف، فيقولون: مررت بكِسْ، ونزلت عليكِس، قال سيبويه: واعلم أن ناسًا من العرب يلحقون الكاف السين ليبينوا كسرة التأنيث، وإنما ألحقوا السين؛ لأنها قد تكون من حروف الزيادة في استفعل، وذلك: أعطيتكِسْ، وأُكرمُكِسْ، فإذا وصلوا لم يجيئوا بها؛ لأن الكسرة تبين. واختلف في نسبتها، فمنهم من نسبها إلى بكر، ومنهم من عزاها إلى هوازن، ومنهم من ذكرها لربيعة ومضر.
الكَشْكَشَة: اختلف في تحديد مقصودها كما اختلف في سابقتها فذهب بعضهم إلى أنها: إبدال كاف المؤنثة شيناً، فيقولون: عليش، ومنش، وإليش، وبش، في عليكِ ومنكِ، وإليك، وبكِ، قال مجنون ليلى:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها ولكن عظم الساق منك دقيق
وذهب بعضهم إلى زيادة شين بعد الكاف المجرورة في الوقوف خاصة، فيقولون: عليكش، ومنكش، وإليكش، وبكش، في عليك، ومنك، وإليك، وبك، وتنسب هذه اللغة إلى بني سعد، وربيعة، ومضر، وبكر، وناس من أسد.
اللَّخْلَخَانية: هي العُجمة واللُّكنة في المنطق، ورجل لخلخاني، وامرأة لخلخانية، إذا كانا لا يفصحان، قال البعيث بن بشر:
سَيَتركُهَا إن سَلَّم الله جَارَها بنو اللَّخْلَخَانِيَّاتِ وهْي رُتُوعُ
وقال الثعالبي في فقه اللغة: اللخلخانية تعرض في لغات أعراب الشّحْر وعُمَان كقولهم: مشا الله كان، يريدون: ما شاء الله كان.
الوَتْم: هي قلب السين تاء، وأنشد الفراء قول علباء بن أرقم:
يا قبَّحَ اللهُ بني السِّعْلاةِ
عمرَو بنَ يربوعٍ شِرارَ النَّاتِ
لَيْسُوا أعِفَّاءَ ولا iiأكْيَاتِ
يريد بالنات: الناس، وبالأكيات: الأكياس. وتنسب هذه اللغة إلى أهل اليمن.
الوَكْم: هي كسر الكاف من ضمير المخاطبين المتصل (كم) إذا سبق بكسرة أو ياء، فيقولون: بِكِم في بِكُم، وعليكِم في عليكُم. وتنسب هذه اللغة إلى ربيعة، وقوم من كلب، وناس من بكر بن وائل.
الوَهْم: هي كسر الهاء من ضمير الغائبين المتصل (هم) مطلقاً، فيقولون: منهِم، وعنهِم وبينَهِم، في منهُم، وعنهُم، وبينَهُم. وتنسب هذه اللغة إلى بني كلب.
وأخيرًا فهناك بعض اللغات التي لم تكتسب ألقاباً معينة مثل: قلب الميم باءً، والباء ميماً، عند قبيلة مازن، أو استعمال (ذو) بمعنى (الذي) عند طيء، أو إلزام المثنى الألف عند بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة، وغير ذلك من اللغات الأخرى التي احتجنتها بطون كتب اللغة والأدب، فلم أذكرها وضربت عنها صفحًا، ويرجع في ذلك إلى مظانّها.
ومن هنا يمكن ان نقارن لهجات اليوم بهذة اللهجات التي ذكرتها الكتب القديمة والتعرف على اصولها التي لازالت بالتاكيد موجودة الى اليوم.
اتمنى انه يعجبكم وتستفيدون منه
من خلال بحثي البسيط لفت انتباهي موضوع لهجات العرب القديمة وحبيتها ان اضعها بين ايديكم حتى تعم الفائده على الجميع
الاستنطاء: وهي جعل العين الساكنة نونًا إذا جاورت الطاء، مثل أنطى بدلاً من أعطى وقد قرأ الحسن البصري (إنا أنطيناك الكوثر) وروي عنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: (اللهم لا مانع لما أنطيت، ولا منطي لما منعت). ومن ذلك قول الأعشى:
جِيَادُكَ فِي الْقَيْظِ فِي نِعْمَةٍ تُصَانُ الجِلاَلَ وَتُنْطَى الشَّعِيرَا
ونسبت هذه اللهجة إلى سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس، والأنصار، ورُوي أنها لغة أهل اليمن. وهذه الظاهرة ليست مطردة عند القبائل التي ذُكرت، كما أنها ليست مطردة أيضاً في كل عين ساكنة تجاور الطاء، وإنما هي مختصة بكلمة (أعطى).
التَّلْتَلَة: هي كسر حرف المضارعة، فيقال: أنا إِعلم، ونحن نِعلم، وأنت تِعلم، وهو يِعلم، وروى ابن الأنباري بيتً للمرار قوله:
قد تِعْلمُ الخيلُ أيَّاماً تُطَاعِنُها مِن أيِّ شِنْشِنَةٍ أنتَ ابنَ مَنْظُورِ
ونسبت هذه اللهجة إلى قبيلة بهراء، وفي اللسان: أنها لغة كثير من القبائل العربية.
الشَّنْشَنَة: هي جعل الكاف شِيناً مطلقاً. فقد سمع بعض أهل اليمن في عرفة يقول: (لَبَّيْشَ اللهمَّ لَبَّيْشَ)، أي: لبيك، وهذه اللغة ما يزال ينطق بها أهل حضرموت إذ يقولوت: عليش بدلاً من عليك، وتتفق هذه الظاهرة مع الكشكشة من بعض الوجوه.
الطُمْطمانية: هي إبدال لام التعريف ميماً مثل: طاب امْهَواء وصفا امْجوُّ، أي: طاب الهواء وصفا الجوُّ. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، نطق بهذه اللغة فقال: (ليس من امْبرِّ امْصيام في امْسَفَر) يريد: (ليس من البرِّ الصيامُ في السَّفر)، ومن شواهدها قول بُجَير بن عَنَمَة الطائي:
ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بِامْسَهْمِ وامْسَلِمَة
وسمع الأخفش من يقول: قام امْرَجُل، يريد: قام الرَّجل. ونسبت هذه اللهجة إلى طيء والأزد وقبائل حمير في جنوبي الجزيرة العربية.
العَجْعَجَة: هي تحويل الياء جيماً، فقد روي أن العجعجة في قضاعة كالعنعنة في تميم، يحولون الياء جيماً، كقول الراجز:
خالي عُوَيْفٌ وأبو عَلِجِّ
المطعمان اللحم بالعشجِّ
وبالغداة كِسرَ iiالبَرْنِجِّ
يَقلع بالوَدِّ iiوبالصِّيصِجِّ
يريد: عليّ، وبالعشيّ، والبرنيِّ، وبالصِّيصيِّ. ونسبت هذه اللهجة إلى قضاعة.
وهناك عكس هذه الظاهرة، وهو إبدال الجيم ياء عند بني تميم، يقولون: شَيَرَة بدل شَجَرَة، وشَيَرَات بدل شَجَرَات، وفي جنوب العراق يقولون: دَيَاي، أي: دَجَاج.
العَنْعَنَة: هي إبدال الهمزة عينًا، يقولون أشهد عنَّك رسول الله: أي: أنَّك ويقولون: أخبَرنا فلان عَنَّ فلاناً حدَّثه، أي: أنَّ فلاناً، وأنشد ذو الرِّمة:
أعَنْ ترَسَّمْتَ مِن خَرْقَاءَ مَنْزلةً ماءُ الصَّبَابَةِ مِن عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ
وتنسب هذه اللغة إلى تميم، قال الخليل: والخَبْعُ: الخَبْءُ، في لغة تميم، يجعلون بدل الهمزة عيناً.
الفحفحة: هي قلب الحاء عيناً، وهي خاصة بكلمة (حتى)، قرأ ابن مسعود في الآية الكريمة (حتى حين)[يوسف:35]، عتَّى حين، وقال أبو الطيب اللغوي: ويقال اصبر حتى آتيك، وعتى آتيك. وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة هذيل باتفاق جميع اللغويين.
القُطْعَة: هي قطع اللفظ قبل تمامه، قال الخليل: والقُطعة في طيء كالعنعنة في تميم، وهي أن يقول: يا أبا الحكا، وهو يريد: يا أبا الحَكَم، فيقطع كلامه عن إبانة بقية الكلمة. وهذا يعني أن القطعة نوع من ترخيم اللفظ. وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة طيء.
الكَسْكَسَة: اختلف اللغويون في تحديد المقصود من هذه اللغة، فذهب بعضهم إلى أنها: قلب كاف المؤنث سيناً فيقولون في خطاب المؤنث: أبوسِ وأمُّسِ، يريدون: أبوكِ، وأمُّك. وتنسب إلى قبيلة بكر، وقيل: إنها زيادة سين على كاف المخاطبة في الوقوف، فيقولون: مررت بكِسْ، ونزلت عليكِس، قال سيبويه: واعلم أن ناسًا من العرب يلحقون الكاف السين ليبينوا كسرة التأنيث، وإنما ألحقوا السين؛ لأنها قد تكون من حروف الزيادة في استفعل، وذلك: أعطيتكِسْ، وأُكرمُكِسْ، فإذا وصلوا لم يجيئوا بها؛ لأن الكسرة تبين. واختلف في نسبتها، فمنهم من نسبها إلى بكر، ومنهم من عزاها إلى هوازن، ومنهم من ذكرها لربيعة ومضر.
الكَشْكَشَة: اختلف في تحديد مقصودها كما اختلف في سابقتها فذهب بعضهم إلى أنها: إبدال كاف المؤنثة شيناً، فيقولون: عليش، ومنش، وإليش، وبش، في عليكِ ومنكِ، وإليك، وبكِ، قال مجنون ليلى:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها ولكن عظم الساق منك دقيق
وذهب بعضهم إلى زيادة شين بعد الكاف المجرورة في الوقوف خاصة، فيقولون: عليكش، ومنكش، وإليكش، وبكش، في عليك، ومنك، وإليك، وبك، وتنسب هذه اللغة إلى بني سعد، وربيعة، ومضر، وبكر، وناس من أسد.
اللَّخْلَخَانية: هي العُجمة واللُّكنة في المنطق، ورجل لخلخاني، وامرأة لخلخانية، إذا كانا لا يفصحان، قال البعيث بن بشر:
سَيَتركُهَا إن سَلَّم الله جَارَها بنو اللَّخْلَخَانِيَّاتِ وهْي رُتُوعُ
وقال الثعالبي في فقه اللغة: اللخلخانية تعرض في لغات أعراب الشّحْر وعُمَان كقولهم: مشا الله كان، يريدون: ما شاء الله كان.
الوَتْم: هي قلب السين تاء، وأنشد الفراء قول علباء بن أرقم:
يا قبَّحَ اللهُ بني السِّعْلاةِ
عمرَو بنَ يربوعٍ شِرارَ النَّاتِ
لَيْسُوا أعِفَّاءَ ولا iiأكْيَاتِ
يريد بالنات: الناس، وبالأكيات: الأكياس. وتنسب هذه اللغة إلى أهل اليمن.
الوَكْم: هي كسر الكاف من ضمير المخاطبين المتصل (كم) إذا سبق بكسرة أو ياء، فيقولون: بِكِم في بِكُم، وعليكِم في عليكُم. وتنسب هذه اللغة إلى ربيعة، وقوم من كلب، وناس من بكر بن وائل.
الوَهْم: هي كسر الهاء من ضمير الغائبين المتصل (هم) مطلقاً، فيقولون: منهِم، وعنهِم وبينَهِم، في منهُم، وعنهُم، وبينَهُم. وتنسب هذه اللغة إلى بني كلب.
وأخيرًا فهناك بعض اللغات التي لم تكتسب ألقاباً معينة مثل: قلب الميم باءً، والباء ميماً، عند قبيلة مازن، أو استعمال (ذو) بمعنى (الذي) عند طيء، أو إلزام المثنى الألف عند بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة، وغير ذلك من اللغات الأخرى التي احتجنتها بطون كتب اللغة والأدب، فلم أذكرها وضربت عنها صفحًا، ويرجع في ذلك إلى مظانّها.
ومن هنا يمكن ان نقارن لهجات اليوم بهذة اللهجات التي ذكرتها الكتب القديمة والتعرف على اصولها التي لازالت بالتاكيد موجودة الى اليوم.
اتمنى انه يعجبكم وتستفيدون منه