يوم في جُبن
صحوت من النوم على صيحات ولدي جمال المملؤه بالضحك , وهو يشدني من شعر الرائس ,
نظرت اليه مبتسماً ثم ما لبثت ان لا حظت طلوع الشمس , نظرت الى ساعتي فأذا بعقرب الساعه
يشير الى الثامنه , ياللمصيبه لقد تأخرت على العمل , ايقضت زوجتي من النوم مستغرباً عدم
نهوضها مبكره اذ انها في العاده تكون قد ايقضتني بعد ساعه من عودتي من صلاة الفجر
اخبرتي انها شعرت ببعض آلآم الرائس فقررت ان ترتاح قليلاً لكن النوم غلَبها
سارعت زوجتي في النهوض متوجهه نحو المطبخ لتصنع لي ساندوتشاً على عجل
بعد ان ادركت تأخري على الدوام , اما انا فقد امسكة بهاتفي الخلوي وهاتفت مدير شركة البُن
التي اعمل فيها مسؤلاً للعلاقات العامه والتسويق , اعتذرت له عن تأخري شارحاً له الوضع
اخبرني ان الاجتماع المزمع عقده مع احد الشركات الكُبرى في اليمن سيبداء خلال ساعه
وقال وظواهر الغضب ظاهرةً من نبرة صوته "ان لم تكن هنا خلال خمسةٌ واربعين دقيقه
من الان اعتبر نفسك معفيٍ من من وضيفتك" اكدت له انني سأفعل ما بوسعي لأكون هناك
على الموعد ان شاء الله , ارتديت ملابسي الرسميه بعد ان غسلت وجهي على عُجاله
واخذت حقيبة اعمالي وتوجهت مسرعاً نحو باب المنزل, حيث رائيت ام جمال تنتظرني
بكوب القهوه المُحكم الاغلاق وساندوتش البيض , اخذتهن من يدها على عجل ثم ودعتها
هي وجمال الذي كان يقف الى جانبها في برائه.
خرجت من البيت لا الوي على شيء متوجهاً نحو محطة القطار السريع التي تقع
الى جوار مستشفى النهضه العام و بُرج مثنى علي على بُعد ثلاثه شوارع من منزلنا .
عند وصولي الى المحطه وجدت ان القطار المتوجه الى وسط مدينة العقر قد ذهب
نظرت الى الساعه فوجدتها تُشير الى الثامنه والثُلث قُلت في نفسي لا بأس لا يزال
هنالك متسعٌ من الوقت لبلوغ مقر الشركه في القطار التالي والذي سيأتي خلال سبع
دقائق , خلال انتظاري رائيتُ أمين عبد الملك يقف في المكان المخصص للانتظار
سألته ان كان متوجهاً الى عمله والذي لا يبعد كثيراً من المكان الذي اعمل فيه
هز رائسه سلباً وقال لي انه سيتوجه الى مدينته المكتظه بناطحات السحاب نعوه
في زياره لبعض اقاربه , طلبت منه نقل سلامي لبعض الاصدقاء هناك , وودعته
اذ ان قطار نعوه قد وصل , بعده بدقيقه جاء قطار العقر , ركبت احدى عرباته
شديدة الازدحام مظطراً للوقوف طوال الطريق النفقي وماهي الا عشرة دقائق
واذا بي بين عمارات العقر الشاهقه , حثيت الخُطى متوجهاً نحو مقر الشركه الذي
يقع على شارع صلاح الدين الايوبي وهو الشارع الرئيسي الذي يقطع مدينة
العقر الى نصفين , ما أن بلغت المقر , حتى رائيت الاخ خالد مدير شركة الامه
للتجاره العامه مع بعض مرافقيه يُركنون سياراتهم في الموقف الخاص بالشركه
زدت من سرعتي حتى دخلت من الباب دون ان يروني , وفي صالة الاستقبال
اخبرىي السكرتيران المديرالعام ينتظرني على احر من الجمر وقبل ان ايمم بوجهي
صوب مكتبه دلف الباب خارجاً وفي صُحبته نائبه احمد وجه لي المدير حُذيفه
نظره ذات مغزى ثم اشار لي ان اتبعه , مضينا جميعاً نحو قاعة الاجتماعات ثم
انتظرنا الوفد الصنعاني , قمنا بالسلام الحار عليهم , ثم جلسنا حول الطاوله
المستديره , اخرجت جهاز حاسوبي المحمول وبدأت بشرح فوائد وايجابيات
تولينا مهام تزويد شركته ببُن شركتنا عالي الجوده وكيف اننا نضمن بضاعتنا
لتأكدنا من الناس يفضلونها عن الكثير من المنتجات والتي عادةً ما تكون
خارجيه , لم يدُم النقاش طويلاً حتى وافق مدير شركة الامه وجميع افراد
الوفد على الصفقه والتي ستعود على شركتينا بالكثير من الارباح قمنا بتوقيع
العقد الذي سيستمر لعشرة سنوات قابله للتجديد, ثم طلبنا منهم تناول طعام
الغداء معنا احتفائاً بهذه المناسبه الكبيره , وافق الجميع على ذلك وقمنا
بالتوجه الى جامع مدينة العقر الكبير لأداء صلاة الظهر فيه , بعدها
ذهبنا لاحد مطاعم محمد الجبري السياحيه الفخمه , وطلبنا افضل ما لديهم
من مأكولات شرقيه وغربيه, بعد ان اتم الجميع الاكل , استأذنونا في
المغادره نحو العاصمه فطائرتهم ستُقلع بعد نحو ساعه من الان
رافقناهم الى المطار وودعناهم طالبين منهم تكرار الزياره ثُم عدنا
نحو مقر الشركه والجميع في غاية السعاده على سير الامور
بأفضل من المتوقع , وفي الطريق وعلى شارع الياسين تحديداً
فوجئنا بسياره تتقدم نحونا من الجهه اليسرى في سرعه جنونيه
حاول السائق تجنُبها لكن القدر كان اسرع فارتتطمت في سيارة
النور 1 التي كُنَا نستقلها وعندها صحوت من النوم لأجد نفسي
مازلت في مدينة اوكلاند الامريكيه نظرت الى الساعه فأذا بها
تُشير الى الثامنه , يا للمصيبه لقد تأخرت على العمل .
السلام عليكم