[size=24][
رفع عامر بن ثابت بن الزبير يديه بعد صلاة الفجر وقال: يارب أسألك الميتة الحسنة ؟ فقال أبناؤه: ماهي الميتة الحسنة ؟
قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .
فحضرته سكرات الموت ، فقبضت روحه وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب !!
يقول الذهبي: إن عبد الملك بن مروان لما حضرته الوفاة قال: أنزلوني من على سريري، فأنزلوه، فسمع بجانب القصر غسالا يتغنى، فقال: ياليتني كنت غسالاً، يا ليتني ما توليت الخلافة !
قال ابن المسيب لما سمع ذلك : الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ولا نفر إليهم .
قيل لأحد الصالحين: هل تتذكر أحدا وأنت في صلاتك ؟؟
قال: والله لو اختلفت الأسنة وراء ظهري ، ما تذكرت إلا الله ..
أحد الفنانين رقص على نغمة :
أخبروها إذا أتيتم حماها — أنني ذبت في الغرام فداها
وتراقصت أطراف جعفر رضي الله عنه على زمجرة :
يا حبذا الجنة واقترابها —- طيبة وبارد شرابهــــا
حرام بن ملحان رضي الله عنه طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورشّ القاتل وهو يقول: فزت ورب الكعبة ..
يروى أن بعض بني إسرائيل تاب من ذنب وعبد الله تعالى سنين ثم سأل بعض الأنبياء أن يدعو له بالقبول ، فأوحى الله عز وجل إليه: لو تشفع بأهل السموات والأرض ماقبلته وحلاوة الذنب في قلبه ..
قال أبو سعيد الخدري: إنكم لتعملون أشياء هي أدق عندكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
قال الحسن البصري : لو لم يُذنب المؤمن لطار في الهواء .. ولكن الله تعالى قمعه بالذنوب ..
وقال أيضا: بين العبد وبين الله حد من المعاصي ، إذا بلغه طبع الله على قلبه فلم يوفق لخير ..
وقال: يابن آدم .. خالف موسى الخضر ثلاث مرات ، فقال له : هذا فراق بيني وبينك ، وأنت تخالف الله في اليوم مرات ، ألا تخشى أن يقول لك هذا فراق بيني وبينك ؟؟
قال بعض السلف : ليست اللعنه بسواد في الوجه ، ولا بنقص في المال ، وإنما اللعنه ان لا تخرج من ذنب إلا وقعت في مثله أو أعظم منه.
وفي بعض الآثار : يقول الله عز وجل : إن أدنى ما أصنع بالعبد إذا آثر شهوته على طاعتي ، أن أحرمه لذيذ مناجاتي …
ويقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ،، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم ..
قال حماد بن زيد : إذا أذنب الرجل أصبح ومذلته في وجهه …
وقال يحيى بن معاذ : ابن آدم .. إحذر الشيطان فإنه عتيق وأنت جديد .. وهو فارغ وأنت مشغول .. وهمته واحده وهي هلاكك وأنت مع همم كثيرة … وهو يراك وأنت لا تراه … وأنت تنساه وهو لا ينساك …
شكا بعض الطلاب إلى شيخه كثرة النوم فقال له الشيخ : إن لله تعالى نفحات بالليل والنهار تصيب القلوب المتيقظه ، وتخطيء القلوب النائمة .. فتعرضوا لتلك النفحات فقال له : يا أستاذ ، تركتني لا أنام ليلا ولا نهارا ..
وقال أحد السلف : عجبت لمن يحتمي من الطعام والشراب مخافة الداء ، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار..
كان أبو الدرداء يقول : لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ولا ساعة واحدة :
الظمأ بالهواجر ، والسجود في ظلام الليل ، ومجالسة أقوام ينفقون أطايب الكلام كما تنفقون أطايب التمر ..
وقيل لبعض المجتهدين في العبادة : لم تعذب هذا الجسد ؟؟ فقال : إنما أريد كرامته ..
دخلوا على أحدهم وهو يبكي فسألوه عن بكائه فقال : ماصليت البارحة جماعة وما قرأت وردي ، وما هذا إلا بذنب أحدثته ..
قال الحسن : أدركت أقواما وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون من الدنيا بشيء أقبل ، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، وكانت عندهم أهون من هذا التراب كان أحدهم يعيش عمره كله ماله ثوب زائد فيطوى ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ، أدركتهم عاملين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيهم ، إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون ربهم في فكاك رقابهم ، إذا عملوا حسنة فرحوا بها وداموا على شكرها وسألوا الله تعالى أن يقبلها ، وإذا عملوا سيئة حزنوا على فعلها وتابوا إلى الله منها ، وسألوا الله تعالى أن يغفرها لهم ، والله مازالوا كذلك ووالله ماسلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة ..
كان داوود الطائي ينادي في الليل : إلهي همك عطّل علي الهموم ، وحال بيني وبين الرقاد ، وشوقي إلى لقائك حال بيني وبين اللذات ، وأنا في سجنك ياكريم ..
قال بعض الصالحين : سمعت في جنح الليل صوتا حزينا على ساحل البحر فملت إليه ، فإذا هو رجل واقف يقول : ياقرّة عيني وياسرور قلبي ، ما الذي أسقطني من عينك ؟؟ فطوبى لقلوب ملأتها من خشيتك ، واستولت عليها محبتك ، فخشيتك مانعة لها من ولوج كل مقصد ، خوفا من حلول سخطك ، ومحبتك قاطعة لها عن سبيل كل شهوة غير ذكرك …
قال مالك بن دينار : جاهدوا أنفسكم كما تجاهدون أعداءكم ..
كانت أم محمد بن كعب تقول له : يابني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك بالليل والنهار، فقال : يا أماه ، وما يؤمني أن يكون قد اطلع الله عليّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتني .. وقال : إذهب فلا غفرت لك ..
وقال وهب بن منبه : مكتوب في التوراة : شوقناكم فلم تشتاقوا ، وخوفناكم فلم تخافوا ، ونحنا لكم فلم تبكوا ، وإن لله كل يوم مناديا ينادي : أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده ، أبناء الخمسين هلموا إلى الحساب ، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم لا عذر لكم ، أبناء السبعين عدوا نفوسكم في الموتى ، ليت الخلق لم يُخلقوا ، فإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا ، ألا أتتكم الساعة ، ألا خذوا حذركم ..
وكان الحسن يبكي ليلا ونهارا ويقول : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي !!
وكان محمد بن المنكدر كثير البكاء فسئل عن ذلك فقال : آيه في القرآن أبكتني وهي قوله تعالى : (( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون )).
لما رأت أم الربيع بن خيثم كثرة بكائه واجتهاده قالت : يابني لعلك قتلت قتيلا فأنت خائف من ذنوبه ، قال : نعم يا أماه ، قالت : فقل لنا من هو لعلنا نطلب من أهله أن يسامحوك .. فوالله لو رأوا ماتصنع بنفسك لرحموك ، قال : يا أماه إنما هي نفسي قتلتها بتقصيري في حقوق الله تعالى …
قال رجل لبعض الصالحين : إني عاجز عن قيام الليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار
وقال الفضيل : إذا لم تقدر على الصيام والقيام ، فاعلم أنك محروم بذنوبك ..
قال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه : حب الدنيا يخرج حلاوة الإيمان من قلبك
قال ابراهيم بن أدهم : قلب المؤمن نقي كالمرآة فلا يأتيه الشيطان بشيء إلا أبصره ، فإن أذنب ذنبا ألقى في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب مُحيت ، وإن عاد إلى المعصية ولم يتب بقيت النكتة حتى يسود القلب فقل ماتنفع فيه الموعظة ..
وقال الحسن : الذنب على الذنب يُظلم القلب حتى يسود .. ويقال : القلب كالكف لا يزال يُقبض إصبع بعد إصبع حتى يطبق ..
قال عمر بن الخطاب : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم .. والقلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، فإنما الناس معافى ومبتلى ، فارحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية …
وقيل لآخر في مرضه : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت ومالي حاجة إلا أن يتوفاني الله على الإسلام ..
قال بعضهم : مررت بجماعة يتحدثون وواحد جالس منفردا عنهم ، فتقدمت إليه فأردت أن أكلمه فقال : ذكر الله أشهى ، قلت : إنك وحدك ، قال : معي ربي وملكان ..
قال أبو الجوزاء : إن الرجل ليحدث الذنب فلا يزال نادما حتى يدخل الجنة ، فيقول إبليس : ياليتني لم أوقعه فيه ..
وقال علي بن أبي طالب : ما ألهم الله العبد الاستغفار وهو يريد أن يعذبه ..
وقال لابنه : يابني ، خف الله خوفا قويا لو ترى أنك أتيت بجميع حسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وارج الله رجاء ترى لو أنك أتيت بجميع ذنوب أهل الأرض لغفرها لك …
ثابت البناني بكى حتى ذهبت عينه من خشية الله وبقى على عين واحدة ، فقالوا : نخرج بك إلى حدائق خراسان لعلك ترى الخضرة والماء فيعود لك بصرك .. فخرجوا به فرأى الحدائق الغناء ورأى البساتين ، ورأى الماء يجري ، وكان كلما رأى بستانا أو حديقة تذكر الجنة وبكى .. ولما عاد إلى البصرة سألوه : كيف وجدت رحلتك ، فقال : والله ما أعجبني في نزهتي كلها إلا عجوزا رأيتها تصلي ركعتي الضحى …
والله إن هناك من ينظر إلى هذه القصور وهذا العمار وهذه الدور وكأنها الأحذية أو التراب أو الرماد ، يوم يتفكر في جنة عرضها السموات والأرض …
أتى إبن المبارك ليشرب من زمزم ، فتذكر حديثا من مرويّاته
(( ماء زمزم لما شُرب له )) فقال : اللهم إني أشربه لظمأ ذاك اليوم ..
زمزم في بلدي لكِنّ من — يَقنعُ الناسَ بجدوى زَمْزَمِ
قام شاب من الأنصار والرسول على المنبر فقال : يارسول الله لا تحرمني دخول الجنة ، والله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة .. فقال صلى الله عليه وسلم : بم تدخل الجنة .. فقال : بأني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف .. فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال : إن تصدق الله يصدقك … فصدق الله و استشهد رضي الله عنه …
ابن تيمية قال له الملك : تريد ملكا ؟
قال : والله ما أريد ملكك ولا ملك أبيك ولا ملك أجدادك ، لكن أريد جنة عرضها السموات والأرض ..
لا يكاد يحضر لصلاة الفجر في المسجد صفاً واحداً، فكم من صف سيحضر لقتال الكفار؟/size]
قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .
فحضرته سكرات الموت ، فقبضت روحه وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب !!
يقول الذهبي: إن عبد الملك بن مروان لما حضرته الوفاة قال: أنزلوني من على سريري، فأنزلوه، فسمع بجانب القصر غسالا يتغنى، فقال: ياليتني كنت غسالاً، يا ليتني ما توليت الخلافة !
قال ابن المسيب لما سمع ذلك : الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ولا نفر إليهم .
قيل لأحد الصالحين: هل تتذكر أحدا وأنت في صلاتك ؟؟
قال: والله لو اختلفت الأسنة وراء ظهري ، ما تذكرت إلا الله ..
أحد الفنانين رقص على نغمة :
أخبروها إذا أتيتم حماها — أنني ذبت في الغرام فداها
وتراقصت أطراف جعفر رضي الله عنه على زمجرة :
يا حبذا الجنة واقترابها —- طيبة وبارد شرابهــــا
حرام بن ملحان رضي الله عنه طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورشّ القاتل وهو يقول: فزت ورب الكعبة ..
يروى أن بعض بني إسرائيل تاب من ذنب وعبد الله تعالى سنين ثم سأل بعض الأنبياء أن يدعو له بالقبول ، فأوحى الله عز وجل إليه: لو تشفع بأهل السموات والأرض ماقبلته وحلاوة الذنب في قلبه ..
قال أبو سعيد الخدري: إنكم لتعملون أشياء هي أدق عندكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
قال الحسن البصري : لو لم يُذنب المؤمن لطار في الهواء .. ولكن الله تعالى قمعه بالذنوب ..
وقال أيضا: بين العبد وبين الله حد من المعاصي ، إذا بلغه طبع الله على قلبه فلم يوفق لخير ..
وقال: يابن آدم .. خالف موسى الخضر ثلاث مرات ، فقال له : هذا فراق بيني وبينك ، وأنت تخالف الله في اليوم مرات ، ألا تخشى أن يقول لك هذا فراق بيني وبينك ؟؟
قال بعض السلف : ليست اللعنه بسواد في الوجه ، ولا بنقص في المال ، وإنما اللعنه ان لا تخرج من ذنب إلا وقعت في مثله أو أعظم منه.
وفي بعض الآثار : يقول الله عز وجل : إن أدنى ما أصنع بالعبد إذا آثر شهوته على طاعتي ، أن أحرمه لذيذ مناجاتي …
ويقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ،، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم ..
قال حماد بن زيد : إذا أذنب الرجل أصبح ومذلته في وجهه …
وقال يحيى بن معاذ : ابن آدم .. إحذر الشيطان فإنه عتيق وأنت جديد .. وهو فارغ وأنت مشغول .. وهمته واحده وهي هلاكك وأنت مع همم كثيرة … وهو يراك وأنت لا تراه … وأنت تنساه وهو لا ينساك …
شكا بعض الطلاب إلى شيخه كثرة النوم فقال له الشيخ : إن لله تعالى نفحات بالليل والنهار تصيب القلوب المتيقظه ، وتخطيء القلوب النائمة .. فتعرضوا لتلك النفحات فقال له : يا أستاذ ، تركتني لا أنام ليلا ولا نهارا ..
وقال أحد السلف : عجبت لمن يحتمي من الطعام والشراب مخافة الداء ، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار..
كان أبو الدرداء يقول : لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ولا ساعة واحدة :
الظمأ بالهواجر ، والسجود في ظلام الليل ، ومجالسة أقوام ينفقون أطايب الكلام كما تنفقون أطايب التمر ..
وقيل لبعض المجتهدين في العبادة : لم تعذب هذا الجسد ؟؟ فقال : إنما أريد كرامته ..
دخلوا على أحدهم وهو يبكي فسألوه عن بكائه فقال : ماصليت البارحة جماعة وما قرأت وردي ، وما هذا إلا بذنب أحدثته ..
قال الحسن : أدركت أقواما وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون من الدنيا بشيء أقبل ، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، وكانت عندهم أهون من هذا التراب كان أحدهم يعيش عمره كله ماله ثوب زائد فيطوى ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ، أدركتهم عاملين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيهم ، إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون ربهم في فكاك رقابهم ، إذا عملوا حسنة فرحوا بها وداموا على شكرها وسألوا الله تعالى أن يقبلها ، وإذا عملوا سيئة حزنوا على فعلها وتابوا إلى الله منها ، وسألوا الله تعالى أن يغفرها لهم ، والله مازالوا كذلك ووالله ماسلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة ..
كان داوود الطائي ينادي في الليل : إلهي همك عطّل علي الهموم ، وحال بيني وبين الرقاد ، وشوقي إلى لقائك حال بيني وبين اللذات ، وأنا في سجنك ياكريم ..
قال بعض الصالحين : سمعت في جنح الليل صوتا حزينا على ساحل البحر فملت إليه ، فإذا هو رجل واقف يقول : ياقرّة عيني وياسرور قلبي ، ما الذي أسقطني من عينك ؟؟ فطوبى لقلوب ملأتها من خشيتك ، واستولت عليها محبتك ، فخشيتك مانعة لها من ولوج كل مقصد ، خوفا من حلول سخطك ، ومحبتك قاطعة لها عن سبيل كل شهوة غير ذكرك …
قال مالك بن دينار : جاهدوا أنفسكم كما تجاهدون أعداءكم ..
كانت أم محمد بن كعب تقول له : يابني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك بالليل والنهار، فقال : يا أماه ، وما يؤمني أن يكون قد اطلع الله عليّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتني .. وقال : إذهب فلا غفرت لك ..
وقال وهب بن منبه : مكتوب في التوراة : شوقناكم فلم تشتاقوا ، وخوفناكم فلم تخافوا ، ونحنا لكم فلم تبكوا ، وإن لله كل يوم مناديا ينادي : أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده ، أبناء الخمسين هلموا إلى الحساب ، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم لا عذر لكم ، أبناء السبعين عدوا نفوسكم في الموتى ، ليت الخلق لم يُخلقوا ، فإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا ، ألا أتتكم الساعة ، ألا خذوا حذركم ..
وكان الحسن يبكي ليلا ونهارا ويقول : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي !!
وكان محمد بن المنكدر كثير البكاء فسئل عن ذلك فقال : آيه في القرآن أبكتني وهي قوله تعالى : (( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون )).
لما رأت أم الربيع بن خيثم كثرة بكائه واجتهاده قالت : يابني لعلك قتلت قتيلا فأنت خائف من ذنوبه ، قال : نعم يا أماه ، قالت : فقل لنا من هو لعلنا نطلب من أهله أن يسامحوك .. فوالله لو رأوا ماتصنع بنفسك لرحموك ، قال : يا أماه إنما هي نفسي قتلتها بتقصيري في حقوق الله تعالى …
قال رجل لبعض الصالحين : إني عاجز عن قيام الليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار
وقال الفضيل : إذا لم تقدر على الصيام والقيام ، فاعلم أنك محروم بذنوبك ..
قال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه : حب الدنيا يخرج حلاوة الإيمان من قلبك
قال ابراهيم بن أدهم : قلب المؤمن نقي كالمرآة فلا يأتيه الشيطان بشيء إلا أبصره ، فإن أذنب ذنبا ألقى في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب مُحيت ، وإن عاد إلى المعصية ولم يتب بقيت النكتة حتى يسود القلب فقل ماتنفع فيه الموعظة ..
وقال الحسن : الذنب على الذنب يُظلم القلب حتى يسود .. ويقال : القلب كالكف لا يزال يُقبض إصبع بعد إصبع حتى يطبق ..
قال عمر بن الخطاب : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم .. والقلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، فإنما الناس معافى ومبتلى ، فارحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية …
وقيل لآخر في مرضه : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت ومالي حاجة إلا أن يتوفاني الله على الإسلام ..
قال بعضهم : مررت بجماعة يتحدثون وواحد جالس منفردا عنهم ، فتقدمت إليه فأردت أن أكلمه فقال : ذكر الله أشهى ، قلت : إنك وحدك ، قال : معي ربي وملكان ..
قال أبو الجوزاء : إن الرجل ليحدث الذنب فلا يزال نادما حتى يدخل الجنة ، فيقول إبليس : ياليتني لم أوقعه فيه ..
وقال علي بن أبي طالب : ما ألهم الله العبد الاستغفار وهو يريد أن يعذبه ..
وقال لابنه : يابني ، خف الله خوفا قويا لو ترى أنك أتيت بجميع حسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وارج الله رجاء ترى لو أنك أتيت بجميع ذنوب أهل الأرض لغفرها لك …
ثابت البناني بكى حتى ذهبت عينه من خشية الله وبقى على عين واحدة ، فقالوا : نخرج بك إلى حدائق خراسان لعلك ترى الخضرة والماء فيعود لك بصرك .. فخرجوا به فرأى الحدائق الغناء ورأى البساتين ، ورأى الماء يجري ، وكان كلما رأى بستانا أو حديقة تذكر الجنة وبكى .. ولما عاد إلى البصرة سألوه : كيف وجدت رحلتك ، فقال : والله ما أعجبني في نزهتي كلها إلا عجوزا رأيتها تصلي ركعتي الضحى …
والله إن هناك من ينظر إلى هذه القصور وهذا العمار وهذه الدور وكأنها الأحذية أو التراب أو الرماد ، يوم يتفكر في جنة عرضها السموات والأرض …
أتى إبن المبارك ليشرب من زمزم ، فتذكر حديثا من مرويّاته
(( ماء زمزم لما شُرب له )) فقال : اللهم إني أشربه لظمأ ذاك اليوم ..
زمزم في بلدي لكِنّ من — يَقنعُ الناسَ بجدوى زَمْزَمِ
قام شاب من الأنصار والرسول على المنبر فقال : يارسول الله لا تحرمني دخول الجنة ، والله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة .. فقال صلى الله عليه وسلم : بم تدخل الجنة .. فقال : بأني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف .. فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال : إن تصدق الله يصدقك … فصدق الله و استشهد رضي الله عنه …
ابن تيمية قال له الملك : تريد ملكا ؟
قال : والله ما أريد ملكك ولا ملك أبيك ولا ملك أجدادك ، لكن أريد جنة عرضها السموات والأرض ..
لا يكاد يحضر لصلاة الفجر في المسجد صفاً واحداً، فكم من صف سيحضر لقتال الكفار؟/size]