بسم الله الرحمن الرحيم
البداية
"فارس ....فارس" تنادي الام على ابنها الذي لم يتجاوز عمرهُ الربيع الثامن, لكنه لا يُجيب تقترب منه و تهزه برفق
مكرره ندائها له ومردده عتابها المعتاد عليه " فارس .. كنك او قدك مجنون" يلتفت اليها في ذهوله المعتاد ايضاً
"هاه...ويش .... ويشه" " ويشه ؟؟؟؟ لي لا داعيك ساعه ... قد جاوبوني من بيت ناجي واصل وانته لا اديتني
لا عجمى ولا فصيحه" يرمق فارس امه بنظره اكثر استغراباً" والله ما سمعتش , ذلحين ويش اشتيش؟" " اشتيني
اول بدا انك تبطل الجنان حقك , وتكن تحظر حسك لما احدا يكن يدعيك... ويش قد عليك يوم قد لا تظلي مفسر هكذا؟"
يلقي فارس بنظره الى الارض وبوادر الخجل باتت ظاهرتاُ عليه , يحاول ان يجد جواباً لامه لكن دون جدوى, لذا
يواصل حديثه لها متجاهلاُ تساؤلها" ناهي .... ذلحين ويش اشتيش؟" لا تملك الام بداً من ان تصرف نظرها عن الامر
الذي اصبح يتكرر كثيراً مؤخراً رغم قلقها المتزايد على ولدها , ففارس اصبح يطيل السرحان حتى يشعر كُل من حوله
وكأنه يعيش في عالمِ اخر , لكن امه ليست الوحيده فقط التي باتت تلاحظ ذلك عليه فأخوته الذين يكبرونه سنَاً باتو
يلحظون ذلك عليه وطالما استمتعو بسرد نوادره التي اصبحت تتكرر كثيراً , بل اكثر من ذلك انهم اصبحو يتقولون
عليه بعض القصص والنكت , مغالاتاً في الامر وتعظيماً له وحباً للفُكاهه والطرافه التي لا تخلو منها المواقف التي
يمر بها فارسُنا. لكن المحزن في الامر ان الجميع لم يدرك ان فارس فلته من فلتات الزمان , وقد كانو يعجبون
من تفوقه على اقرانه في المدرسه , بالرغم من حديث الجميع عن شروده الدائم في غرفة الدراسه, اما هوا فلا
يلقي بالاً لُكل ما يقال عنه وكأن هنالك اموراً اكثر اهميه تشغله , لكنه مع ذلك يشعر بالخجل اذا ما واجهه احدهم
متسائلاً عن سر ذلك الشرود . على الرغم من حداثة سنه الا ان هنالك الكثير من الامور التي تستحوذ على عقله وقلبه
الصغيرين , امور قد لا يلقي لها الكثير من من بلغوا سن الرشد اي بال, لكنه دائماً ما يحجم عن شرح ما يختلجه الى
من حوله ظاناً - وله الحق في ذلك- انهم لن يفهموه , او على الاقل قد يطلبو منه ان لا يُتعب نفسه في امور هي
اكبر منه , ولذا لم يكن له من خيار سوى الصمت والشرود ومداومة التفكير فيها.
تطلب امه منه ان يذهب الى السوق ليشتري اللحم والخظار وبعض الفواكه وتذكره بأن لا يشتري (الشركه) الا من عند
عبده عكش فهو صديقٌ لوالده ودائماً ما يفي الكيل والميزان لعمه عبده الذي يُكن له الكثير من الحب والتقدير
يأخذ فارس النقود من امه متوجهاً الى السوق المركزي , وعند وصوله يتوجه الى الى اكثر الاماكن ازداحاماً في السوق ذلك ان الوجبه الاهم في السوق وهي اللحم تباع هناك , ثم ما يلبث ان ينظم الى بقية الناس في
الصياح والنداء الذي يوحي بعدم الانتظام " عم عبده..... وا عم عبده ... انا اول " التنافس على الحصول على اللحم
مبكراً اصبح عاده اعتادها الناس , ذلك ان افضل اللحوم تُباع في بداية اليوم لذا يُزاحم فارسنا الصغير كغيره للخروج
بأفضل اللحم حتى ينجو من لوم والديه له, بعد الكثير من الصياح والمناداه بأصوات عاليه لاحظ عبده عكش فارسنا الذي
لا يُكاد يُرى من بين جموع المتنافسين فقدمه وفاءً لعمه عبده والد فارس واوفى له الكيل طالباً منه نقل سلامه لوالده ومنبهاً له بأنها لحمة الكتف المفظله عند ابيه, يشكر فارس بائع اللحم ثم يتوجه الى قسم الفواكه والخضروات لشراء ما تبقى من متطلبات البيت , لكنه عند تلك اللحظه يُدرك انه قد نسي بقية ما طلبته امهُ منه , فالزحام على اللحم يُنسي
المرء امهُ وابيه........ للحكايه بقيه
السلام عليكم
البداية
"فارس ....فارس" تنادي الام على ابنها الذي لم يتجاوز عمرهُ الربيع الثامن, لكنه لا يُجيب تقترب منه و تهزه برفق
مكرره ندائها له ومردده عتابها المعتاد عليه " فارس .. كنك او قدك مجنون" يلتفت اليها في ذهوله المعتاد ايضاً
"هاه...ويش .... ويشه" " ويشه ؟؟؟؟ لي لا داعيك ساعه ... قد جاوبوني من بيت ناجي واصل وانته لا اديتني
لا عجمى ولا فصيحه" يرمق فارس امه بنظره اكثر استغراباً" والله ما سمعتش , ذلحين ويش اشتيش؟" " اشتيني
اول بدا انك تبطل الجنان حقك , وتكن تحظر حسك لما احدا يكن يدعيك... ويش قد عليك يوم قد لا تظلي مفسر هكذا؟"
يلقي فارس بنظره الى الارض وبوادر الخجل باتت ظاهرتاُ عليه , يحاول ان يجد جواباً لامه لكن دون جدوى, لذا
يواصل حديثه لها متجاهلاُ تساؤلها" ناهي .... ذلحين ويش اشتيش؟" لا تملك الام بداً من ان تصرف نظرها عن الامر
الذي اصبح يتكرر كثيراً مؤخراً رغم قلقها المتزايد على ولدها , ففارس اصبح يطيل السرحان حتى يشعر كُل من حوله
وكأنه يعيش في عالمِ اخر , لكن امه ليست الوحيده فقط التي باتت تلاحظ ذلك عليه فأخوته الذين يكبرونه سنَاً باتو
يلحظون ذلك عليه وطالما استمتعو بسرد نوادره التي اصبحت تتكرر كثيراً , بل اكثر من ذلك انهم اصبحو يتقولون
عليه بعض القصص والنكت , مغالاتاً في الامر وتعظيماً له وحباً للفُكاهه والطرافه التي لا تخلو منها المواقف التي
يمر بها فارسُنا. لكن المحزن في الامر ان الجميع لم يدرك ان فارس فلته من فلتات الزمان , وقد كانو يعجبون
من تفوقه على اقرانه في المدرسه , بالرغم من حديث الجميع عن شروده الدائم في غرفة الدراسه, اما هوا فلا
يلقي بالاً لُكل ما يقال عنه وكأن هنالك اموراً اكثر اهميه تشغله , لكنه مع ذلك يشعر بالخجل اذا ما واجهه احدهم
متسائلاً عن سر ذلك الشرود . على الرغم من حداثة سنه الا ان هنالك الكثير من الامور التي تستحوذ على عقله وقلبه
الصغيرين , امور قد لا يلقي لها الكثير من من بلغوا سن الرشد اي بال, لكنه دائماً ما يحجم عن شرح ما يختلجه الى
من حوله ظاناً - وله الحق في ذلك- انهم لن يفهموه , او على الاقل قد يطلبو منه ان لا يُتعب نفسه في امور هي
اكبر منه , ولذا لم يكن له من خيار سوى الصمت والشرود ومداومة التفكير فيها.
تطلب امه منه ان يذهب الى السوق ليشتري اللحم والخظار وبعض الفواكه وتذكره بأن لا يشتري (الشركه) الا من عند
عبده عكش فهو صديقٌ لوالده ودائماً ما يفي الكيل والميزان لعمه عبده الذي يُكن له الكثير من الحب والتقدير
يأخذ فارس النقود من امه متوجهاً الى السوق المركزي , وعند وصوله يتوجه الى الى اكثر الاماكن ازداحاماً في السوق ذلك ان الوجبه الاهم في السوق وهي اللحم تباع هناك , ثم ما يلبث ان ينظم الى بقية الناس في
الصياح والنداء الذي يوحي بعدم الانتظام " عم عبده..... وا عم عبده ... انا اول " التنافس على الحصول على اللحم
مبكراً اصبح عاده اعتادها الناس , ذلك ان افضل اللحوم تُباع في بداية اليوم لذا يُزاحم فارسنا الصغير كغيره للخروج
بأفضل اللحم حتى ينجو من لوم والديه له, بعد الكثير من الصياح والمناداه بأصوات عاليه لاحظ عبده عكش فارسنا الذي
لا يُكاد يُرى من بين جموع المتنافسين فقدمه وفاءً لعمه عبده والد فارس واوفى له الكيل طالباً منه نقل سلامه لوالده ومنبهاً له بأنها لحمة الكتف المفظله عند ابيه, يشكر فارس بائع اللحم ثم يتوجه الى قسم الفواكه والخضروات لشراء ما تبقى من متطلبات البيت , لكنه عند تلك اللحظه يُدرك انه قد نسي بقية ما طلبته امهُ منه , فالزحام على اللحم يُنسي
المرء امهُ وابيه........ للحكايه بقيه
السلام عليكم