عيوب تحت المجهر
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد,
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة
أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوّه وجهها كثيراً جرّاء ذلك
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ
وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي.. وبعد ما يقاربَ
خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ..
وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها
,,,,,,,,,,,,*
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة..
وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر,
لكنها من أجل المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفترض إلى الجمال الروحي
,,,,,,,,,,,,*
ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال لكنْ
من منا أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟
و من منا وضع عيوب الاخرين تحت المجهر كي يخفي عيوب نفسه؟
برأيك لما هناك فرق بين هذا وذاك....
..............................................
....................
أرقى ما يتعلمه الإنسان
.. أن يتــعلم .
أن يستــمع لكل رأي
وليــس بالضــرورة أن يقتنــع به
.. أن يتــعلم .
أن يبكــي فالبكــاء راحة للنفــوس
شرط أن يمســح دمعــته قبل أن يراهــا الآخــرون
.. أن يتــعلم .
أن لا يســرف بحــزنه لأن
الحــياة لا تستمر على وتيــرة واحــــدة
.. أن يتــعلم .
أن لا يتدخــل فيمــا لا يعنيــه
حتى ولــو بالإشــــارة
.. أن يتــعلم .
أن الصــداقة عطــاء ثــم عطــاء ثم عطــاء
ولكــن يجب أن تكون من الــطرفين
.. أن يتــعلم .
أنه عندمــا يغــيب المنــطق يرتفــع الصــراخ
.. أن يتــعلم .
أن يتــحمل المســؤولية مهــما عظــمت طالــما
تصــدى لهــا بــكل إرادتــه الــحرة ويتحمل كــافة نتائجــها
.. أن يتــعلم .
أن يحــزن كثــيراً عندما يقــول وداعا لأي صديــق
فقد يكون وداعاً لا لقــاء بعــــده
.. أن يتــعلم .
أن لا تكــون نهاية علاقتــه مع الصديــق هي بداية كرهه له
فقــد تنتــهي المحــبة ولكن يبقــى التقدير والإحتــــرام
.............................................
..... ........................
أمور لاتقاس بأمور اخرى
لا تقاس الطيبة ببشاشة الوجه ..
فهناك قلوب تصطنع البياض ..
فهناك من يجيد تصنع الطيبة ..
ويخبئ بين زواياه خبثاً وريبة ..
لا يقاس الجمال بالمظهر ..
ومن الخطأ الاعتماد عليه فقط ..
فقد يكون خلف جمال المظهر قبح جوهر ..
لا تقاس حلاوة الإنسان بحلاوة اللسان ..
فكم من كلمات لطاف حسان ..
يكمن بين حروفها سم ثعبان ..
فنحن في زمن اختلط الحابل بالنابل ..
في زمن صرنا نخاف الصدق ..
ونصعد على أكتاف الكذب ..
لا يقاس الحنان بالأحضان ..
هناك من يضمك بين أحضانه ..
ويطعنك من الخلف بخنجر الخيانة ..
والفرق شاسع و مدفون ..
بين المُعلن والمكنون ..
لا تقاس السعادة بكثرة الضحك ..
هناك من يلبس قناع الابتسامة ..
وتحت القناع حزن دفين وغصات ألم وأنين
لا تقاس الحياة بنبض القلوب ..
فهناك من قلبه تعفن داخل أضلعه ..
وهناك من مات ضميره وودعه ..
وعلى الضفة الأخرى آخر كتمت أنفاسه ..
وثالث قتل إحساسه مقبرته ..
في عينيه شاهد حزن عليه ..
لا يقاس البياض بالنقاء ولا السواد بالخبث ..
فالكفن أبيض والكحل لونه أسود ..
وبينهما يسكن الفرق ..
لا تقاس العقول بالأعمار ..
فكم من صغير عقله بارع ..
وكم من كبير عقله خاوي فارغ ...
عاشر الناس معاشرة إن أحببتهم حنوا عليك وان مت بكوا عليك
وعاملهم ليس لأنهم كرماء بل لأنك أنت كريم
تقبلو تحياتي