شعاع أمل يضيء لنا الطريق لنخطوا مجدداً نحو الأفق، فليس كل المنارات يحجبها الغبار، وليس الثرى كالثريا، فسماؤنا كلها ثريا لا تستطيع (ثقافة الضالع) أن تحجبها!.. فتتقزم أمام شموخ منارات جبن..
لهم شهاداتهم، ولنا صفحات الجبال وبطون الأودية كأرفع الشهادات..
لنا مآذننا عالية مجلجلة: الله أكبر.. حيا على الفلاح، ولهم ثقافة (الدحبشة) وأنانية المصير!
الحبوب محمد.. كنتَ الدافعَ الأقوى لانضمامي إلى هذا المنتدى الذي سيشكل علامةً فارقةً في حياتنا.. علاقاتنا.. أفكارنا.. تواصلنا الإيجابي الذي لا بد أن يفضي إلى رؤىً جديدة تنسجم مع ديننا وتاريخنا.
هذا الدافع كلَّفني قسطاً شهرياً إضافياً هو قيمة جهاز الحاسوب الذي أردت أن تكون بدايتي الأولى معه.
الحبوب محمد.. يدي على قلبي خشية أن تعيقك زحمة المشاغل عن الاستمرار فيما بدأته، فالعمل عظيم تتمثل عظمته في هذه الردود والإعجاب منقطع النظير من جميع الأخوة والأصدقاء.. وهو في الوقت نفسه عامل توحد والتقاء لكل الأخوة الذين كثيراً ما يجعلون من مشاركاتهم سبيلاً للمد والجزر!
"من قمة القلعة وشامخ القرين".. تعيد اكتشاف ماضينا الجميل باقتدار قلّ نظيرُه، إذ أنَّك استطعتَ أن تتحكم بالأزمنة والأمكنة والأحداث والشخصيات، في تداخلٍ بديع بين الماضي والحاضر، وبين الأرض والإنسان، وبين المألوف من العادات والمأمول من القيم!
وفي فضاء الماضي، وسحر الكلمات وأناقتها، وبتقنية عالية: رسمتَ صورة خلابة لـ (جبن).. جبالها.. وديانها.. مساجدها.. رجالها.. نسائها.. أطفالها.. فكل التفاصيل واضحة الأثر تأسر النفس والوجدان!
"من قمة القلعة وشامخ القرين".. تختزل سيرة تاريخية لمدينة بأكملها، وتخلق شعوراً بعمق الارتباط بالوطن، وعمق ارتباط الابن بالأم حيث الأمومة في أبهى صورها.. وحيث التضحية والمعاناة من أجل الأبناء لا تعرف الحدود!
هذه السيرة الذاتية إطارها المجتمع بكل مفرداته في صورةٍ واقعيةٍ نَـجَـحَـتْ في شدّنا وتفاعلنا مع الماضي!.. بل أن صورة الشيخ صالح مجلي.. سيدنا قاسم.. عمر المشعري.. صالح ظيف الله الضبياني .. أحمد علي القاضي.. قاسم جيلان.. محمد موسى حسين سحاق.. كلّها مفردات أعادت نفسها بقوة إلى الذاكرة بعد أن كانت طيّ النسيان!
الحبوب محمد.. كانت روحك حاضرةً بحسّها الانساني النبيل، وبإخلاصها في الانتماء لهذا الوطن، ولا شك أن تعايشك مع أجيال متعاقبة من سيدنا قاسم إلى سعيد محمد محسن إلى عبدالباري والحاج ومحمد وسعيد والكولي ومختار وغيرهم.. هذا التعايش يضعكَ أمام التزام ليس لمثلك أن يتجاوزه، وهو المضي قدماً في هذه السيرة المضيئة حتى تكتمل صورة الحاضر الذي نعيشه، لعلنا نرى ما لحق بها من تشوهات!
لا أعتقد أن هذا العمل الأدبي مقصود لذاته، بل هو محفز لإبداعات الشباب التي تستهدف النهوض بمجتمعنا والمساهمة الفاعلة في بنائه بروح جديدة تحلّق عالياً وتلحق بركب الحياة مستلهمةً سيرة وحياة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وخطواته الأولى تجاه المحرومين والمقهورين والضعفاء لحملهم على إعادة اكتساب صفتهم الآدمية التي انْـتُـزِعَـتْ منهم في عهود الظلام البعيدة، ليكونوا فيما بعد الطليعة الأولى لصناعة الحياة الجديدة.
(Uncle Tom's Cabin ) أو (كوخ العم توم).. رواية الكاتبة الأمريكية (هارييت بيتشر) التي تناولت معاناة الزنوج الأمريكيين ونجحت في تأسيس وعي جديد ومختلف لقيمة المساواة، لتؤتي ثمارها بعد بضعة عقود من الزمان.. وهذا هو فعل الأدب العظيم!
فالعمل الأدبي ليس للإثارة والتشويق بقدر ما هو تأصيل لـلـبُـنى الروحية والثقافية للمجتمع وصولاً لتفاعل واعٍ ومثمر مع حياة المجتمع الإنساني!
الحبوب محمد.. واصل العطاء فينبوعك لا ينضب، وسيشكل تياراً قوياً يجرف معه الزبد ليذهب جفاءً، فيبقى ما ينفع الناس ماكثاً في الأرض يضيء لنا الطريق ويستنهض همم الشباب للإبداع والتميز.
رسمت ابتسامات لطيفة على محيّانا كلما أبرزت صورة لحياة مدينتنا.. أسواقها.. أعيادها.. ليلها ونهارها.. وأنا وجميع الأعضاء نحسب مراحلك العمرية أمدها الله.. فلا يجوز القفز فوق بعض المراحل.. فالقادم في هذا السياق هو الأهم لما له من أثر في الحراك الاجتماعي والسياسي.
ثم أن إلحاح الأعضاء في معرفة شخصية الحبوب محمد ليس مهماً في هذه المرحلة، فهو بين السطور، وفي معنى كل كلمة يكتبها، وكل اسم يذكره، وكل طريق مرّ عليها، وكل أمل ينشده.. رغبة علينا احترامها..
وفي بدايتي هذه، أتوجه بالشكر لكل القائمين على هذا الجهد الجاد (منتدى مدينة الملوك) وإلى كل من يسهم في بناء جسور المحبة والإخاء والوحدة.
هذه الأسماء التي قرأتها، إن لم أعرفهم بها، فأنا أعرفهم بما تفيض به أقلامهم من مشاعر إنسانية صادقة..
تحية للأخوة: رضوان، المقري، عبدالسلام، الذين منحوني شرفاً لا استحقه، وتهمة أتبرأ منها، وذلك حين اعتقدوا أنني كاتب سطور هذه الرواية.
وتحية لكل الأقلام التي تساهم بفاعلية في رفد هذا الصرح بكتاباتها الرائعة مهما بدت بسيطة.
عدل سابقا من قبل إبن رباح في الأربعاء 18 مارس 2009, 2:42 pm عدل 1 مرات