بسم الله الرحمن الرحيم

عذراً لم اعرفك

لملمت اوراقي المتناثرة في ارجاء غرفتي الصغيرة وقمت في ترتيبها.. واعادتها على ما كانت عليه.. لكنني فشلت هذه المرة... وقفت حزيناً وحيراناً على عدم قدرتي على لملمت هذه الأوراق المتناثرة والمتبعثرة هنا وهناك من شدة الهواء ....

قعدت على اريكتي وقد اصابني الملل واقبلني التثاؤب وبدأ يرودني النوم قليلاً قليلاً وشعرت بالنعاس يدب على عيني الصغيرتين,,, لكنني قاومت ذلك كله.. فقمت وصنعت لنفسي كوباً من القهوة نعم صنعت لنفسي كوباً من القهوة... فصحوت من نعاسي وطردت النوم من عيني... فكفى نوماً....
فأخذت الريموت كنترول وقمت باشغال التلفاز لكي استمع الأخبار وياليتني ما فعلت ذلك... سمعت اخبار عن اخواننا في غزة الجريحة التي تخاذل عنها الصديق والقريب والحبيب,,,
سمعت اخبار تدمى لها القلوب وتذرف لها العيون دماً... ياالهي اوصل الحال باخواننا في غزة الى هذا الحال,,,
الايجدون ماءً يشربون.. الا يجدون طعاماً يأكلون...
اوصل بهم الحال على ان يصنعوا رغيف الخبز من علف المواشي والأغنام ياللعار ياللخزي,,,
وقفت صامتاً والدمع ينسكب من عيني اي والله من عيني,,,,
تردد في جنبات الغرفة صوت انسان... وهو يقول لي لماذا خذلتني...
قلت له من انا؟؟؟؟
قال لي:: نعم انت
قلت له :: من انت
قال لي ::اما عرفتني
اما عرفت هذا الصوت الذي دائماً يناديك
قلت له:: من انت

قال لي::: ان الطفل الذي سرقت من بسمته ونهبت منه ارضه .. نعم ارضه ... تلك الأرض التي اراها
التي تمتد امامي بكل طهرها..وصدقها , وحسن صمتها,بكل افراحها واتراحها, وآلأم شعبها, بكل بقعةً منه قد تضرجت بالدم,, بكل قلب قذ احتوى فيه قلب ام,,,
انا من اجبروني على الابتعاد,, وجعلوا بيني و بينها جسراً شائكاً,, ورصاصةً في القلب قد احلتها كوم رماد,,
فامسيت هالكاً واصبحت هالكاً
فهل عرفتني

قلت له:: عذراً لم اعرفك؟؟؟؟؟
فقال :: لي نعم انت لم تعرفني ولن تعرفني
لكنني اقول لك
وبح الصوت من طفل ضعيفاً*** ينادي ولكن ما وجد منكم ردود
ينادي ايها المسلم اغثني*** من اسرائيل ذاك الشعب الحقود
ففي الأعياد كل الناس تفرح*** وتنثر من حواليها الورود
فلو شاهدتني في يوم عيدك*** ستنظر دمعتي وسط الخدود
اقاسي غربتي في عقر داري*** والقى الذل من نذلاً حقود
واصنع كيكتي مما تبقى*** من الأشلاء من باقي الجلود
فقد بقر الأعادي بطن امي*** والقى والدي خلف الحدود
حجار القدس تصرخ دنسوني*** شرار الخلق احفاد القرود

فهل عرفتني
قلت له:: وقد اعتراني الحزن نعم,,, فما تريد مني
فقال::
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمى هنا يا مسلمون يراقُ
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمى هنا يا مسلمون يراقُ
عرضى يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبى قلبة خفاقُ
عرضى يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبى قلبة خفاقُ

فلم استطيع الجواب
الا انني قلت له نعم عذرا يا طفل غزة إن قمت هذا الصباح ورفعت يدي بلقمة إلى فمي

وأنت تنظر إلي من بعيد ... وتشتهيها !!
عذرا يا شيخ غزة إن أفقت اليوم على صرخة استغاثة تطلقها عبر الفضائيات

ودمعة على خدك تغتسل بالوجع ولم أستطع ولو مسحها بمنديلي !!
عذرا يا طلاب غزة إن ابتسمت لطفلي وناولته مصروف المدرسة وأنت تبكي من أجله

ولا لوالدك من جواب إلا الدموع !!

عذراًنحن سلّمنا المفاتيح وبعنا كلّ أوراق القضية
ورضينا بالدنيّة
وجعلنا دمك المطلولَ للباغي هدية
ورجوناه بأن يعفوَ عن طيش البقيّة

فهل يكفيك اعتذاري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


فهل عرفتموه انتم
انه
طـــــفــــــــــــــــلــــــ غزة الـــــــجــــــرـــــــيحــــــــــة