إلى الحبيبة جبن... إلى الجوهرة المنسية...إلى التاريخ المتبعثر .. جبن يازهرة المدائن إنني امتطي لك صهوة خيالي ..
لعلي اصل إلى مرتع الكلمات في داخل أعماقي..
ولعلي أجد بينها أعذب
وارق واروع الحروف لاقدمها لك من صميم فؤادي في حلة تخطها لك أناملي
بكل إجلال وتقدير ...
ولكنني أخاف أن تنقص في حقك ولاتوفيه...
جبن يادرة الأكوان... يا نبع الأصالة والطيب...انظري هاهي سحابات الحزن تجتمع في سماء مقلتاي...
فتهطل من خلالها
دموعي شوقا ولهفة إلى رؤيتك...فلم أعد يا ياجبن الحبيبة أجد من يجفف هذه الدموع سواك...
ولم اعد أجد من يرسم لي الابتسامة على شفتاي سواك..
أصبحت بعدك أعيش في عالم غريب لا يحيط به سوى
الغربة والوحدة والبعد ونيران الشوق إليك...
فأين هي السعادة التي كنت أعيشها بين جنبات جبالك وسهولك ووديانك وحنايا حاراتك وأحياءها العتيقة وفي نقاء هواك و طيبة أهلك فإنني لم أعد أجدها بدون العيش فيك...
جبن الحبيبة كم كان ماءك العذب يداعب مسمعي كل يوم ليلا ونهارا في أيام الصيف عندما كانت تنحدر من أعالي جبالك ومن على أسطح المنازل...
وكم كان هواك ونقائه ونسيم عليلك متنفسي الوحيد عندما كنت احتاجه لحظة الهموم وضيقة البال...
جبن أين أنا منك الآن؟...أين...؟ لقد قتلني الزمان بحرماني من رؤيتك...وقتلني بطول المسافات بيننا...وقتلني بمرور الساعات والأيام والشهور والسنين دون أن اسعد بلحظة رؤياك...سوى لحظات موؤدة عشت فيك وذهبت كالسراب...
إنني يا جبن أنظرإلى نفسي الآن فماذا تكون فوجدتها أوراق متناثرة على ارض الغربة..تنثرها الرياح هنا وهناك...فالمكان الذي أعيش فيه مقفرا والحياة بدونك صحراء قاحلة...فأنت يا جبن ربيع العمر وأنت الحياة ففي قربك رياض الجنة وفي بعدك براكين النار...انك يا جبن سيدة هذا الكون الذي أعيشه وسيدة السماء في ارضي ودفء الحياة في عمري...فأنا ياجبن احتاجك في كل وقت وفي كل زمن وفي كل مكان...فأنا لم أعد إلا سوى أقلام مكسرة لاتقوى أن تسير على صفحات الزمان لتخط لطريقها حروف السعد والهناء....وجسد صامت لا يقوى على الحراك بين كثبان وثلوج الغربة والوحدة...فأنا لا اشعر بوجودي بدونك يا ياأغلى وطن...فكل يوم يمر علي أناجيك و أناديك فأجد الصمت هو من يرد علي وهو رفيقي الدائم...
جبن يامن نبت حبك في وجداني وكبر مع مراحل عمري
جبن أيتها الشمعة التي كانت ولاتزال تضيء بضيائها لتنير ظلام ليلي عند سهري وعند إحساسي بألم الغربة والفراق ....
هل لنا لقاء آخر يجمعنا إلى الأبد ولا أفارقك لحظة واحده؟...
إنني احتاجك وبشدة...فمهما بحثت بكل هذه الدنيا عن عيون اشد إليها الرحال فلن أجد سوى عيون ناسك الطيبين...
ومهما بحثت عن قلب حنونا فلن أجد قلوباكما هي قلوب أبنائك....
لم يبقى لي سوى سؤالي للزمان...
هل سيجمعني بيوم من أيامه بك لاعيش في ملكوت جمالك والعيش بين حناياك ودفء شموسك...
لا أعلم..؟...
فربما ترق الأيام ويحن الزمان وتعطف قسوة الحياة علي ويتحقق الأمل والرجاء والعودة إلى مملكتك التي ولدت بها وترعرعت عليها وعشت طفولتي فيها...
جبن ستبقين في قلبي مهما كانت الظروف وسيبقى شوقي إليك هو دمي الذي يجري في عروقي...
[/size]
عدل سابقا من قبل ابومروان الزعل في الإثنين 02 مارس 2009, 10:15 am عدل 4 مرات