doPoem(0)
يـا غربـة الـذات دلينـي عـلـى وطــن وخلصيـنـي مــن الإبـحـار والـسـفـن |
وساعديـنـي لـعـل الـمــوج يـأخـذنـي إلى الموانـي التـي تـؤوي إلـى مدنـي |
إنــي تمـزقـت فــي الأرجــاء مغتـربـا أعانـي البعـد والأسـفـار فــي ضـعـن |
وغربتـي يـا لهـا مـن غـربـة طــرأت شقـيـة ترتـضـي سـجـنـي ومـرتـهـن |
مليـت منهـا وروحـي منـهـا امـتـلأت وفاض دمعي ودمـي سـال مـن بدنـي |
و لسـت منهـا وليسـت مـن أراودهــا وليس لي فـي هواهـا صاحـب وبنـي |
غريبـة فــي عيـونـي كـيـف اعرفـهـا وعشت فيها غريب الـدار مـن غبنـي |
وقـــد رمـتـنـي لغابـتـهـا وقـسـوتـهـا وطال فيها غيابـي واصطلـى شجنـي |
وأنـت يـا غربـة فــي غـربـة نـشـأت وضاعـفـت حــدة التمـزيـق والإحــن |
لا تثقلـيـنـي بــهــمّ لــســت حـامـلــه أو تنفي الذات عن محرابهـا الحسـن |
لأشكـو البعـد والحـرمـان فــي زمــن لا يرحم الصب أن طالت مدى السنن |
فـي غربـة عـن ديـاري لا تشاركـنـي دوائــر الـدهـر فــي دوامـــة الـزمــن |
ما عدت أقوى على الأسفار يا وجعي وزادي الــهــم يـــــا للهم والــحـــزن |
فـكـيــف ألــقــاك والآمــــال بـاكــيــة وكـيـف أرضــاك حـتـى ادفــع الثـمـن |
هـلا رحلتيـن عـن روحـي وراحلـتـي كمـا تغربـت مـن داري وعـن سكنـي |
وعن محطات من عمري مضت عبثا من غربة الـذات حتـى غربـة الوطـن |