منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبندخول

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن


descriptionالحق ما تلحق(( أَيُّهَا المُوَحِّدُ..[1].. التَّوْحِيْدُ أسَاسٌ وَهَدَفٌ ))

more_horiz
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، محيينا وخالقنا ورازقنا، المتفضل على خلقه بنعمه، الذي تفتقر إليه الخلائق، وتصمد إليه بالدعاء والحاجات، تبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره، له الحمد حتى يرضى، وله الحمد بعد الرضى، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، أهل الثناء والمجد، كم نخطئ فيمهلنا، وكم نعصيه فيحلم علينا، وكم نبتعد عنه فيردنا إليه، كم دعوناه فأجاب، وكم سألناه فأعطى، لا تنفد خزائنه، ولا يمل سائليه سبحانه.

وصلى الله وسلم على أشرف خلقه، وخاتم رسله، النبي الأمين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه سلسلة مقالات مقتضبة، أسميتها (أيها الموحد) وهي عن أساسيات لا بد لجيل التوحيد والتمكين من معرفتها، وغرسها في النفوس، وتربية النفس عليها، ولا أدعي أني أحصيت هذه الأساسيات وأحطت بها، أو أعطيتها حقها، ولكنها تذكرة من أخ لإخوة أفاضل، تنعقد عليهم الآمال بعد الله عزوجل ليحرروا أمتهم وأرضهم، ويقيموا شرع ربهم على أرضه، فينشروا توحيده، ويحكموا أمره، ويخزوا عدوه، وما هي إلا إشارات من مسلم عاميٍّ، علها تجد طريقاً إلى كل من علم عن الله ودينه من العلماء أو طلبة العلم فيصحح غلطها، ويقيم ميلها، ويعيد كتابتها بعد إثرائها بالأدلة الشرعية، والمواقف التاريخية، والسنن الربانية في خلقه، ما يخرجها بحلة رصينة ثمينة علمية عملية.

فأبدأ وبالله التوفيق، وعليه التكلان، سائله الإخلاص في القول والعمل:




الحلقة الأولى





(( أَيُّهَا المُوَحِّدُ.. التَّوْحِيْدُ أسَاسٌ وَهَدَفٌ ))


اعلم أيها الموحد.. رحمك الله ومكن لك في الأرض، أن الحكمة من وجودك هي التوحيد، والذي هو عبادة الله تعالى وحده لا شريك، والكفر بما سواه، قال تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فهذا أساسُ ومرجعُ مبادئك كلها، والتي أوجب الله عليك أن تقيمها:

1. في نفسك، ودليل ذلك قوله تعالى: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً).
2. وعلى أرضك، ودليله قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، والفتنة الشرك، والقتال يكون حتى لا يكونَ شركٌ، ولن يكون شركٌ إلا بعد إقامة التوحيدِ على أرضك بعد إقامته في نفسك.


أما إقامتها في نفسك فيكون باعتقادك ويقينك بها، والعمل بمقتضاها، والتمكن من إظهارها والدعوة إليها، ولن تتمكن من إظهارها والدعوة إليها دون عوائق إلا إذا أقمتها على أرضك، بتحكيم شرع الله تعالى، وهذا التحكيم لا يكون إلا بسلطة أو دولة، والتي لا تقوم إلا بالدعوة والهجرة والجهاد، والعلم يسبق ذلك كله في الحدوث ويزامنه، وما هو إلا وسيلة لمعرفة الله الموصلة إلى توحيده وعبادته حق عبادته.

فالعلم والدعوة والهجرة والجهاد والدولة إنما هي وسائل لإقامة المبدأ الأساسي: "التوحيد"، في نفوس العباد وعلى أرض رب العباد، ولا تغلط كما غلط الكثيرون فكان لسان حالهم أن الدولة هي الهدف والأساس، فصاروا يتنازلون عن مبادئهم، ثم تساهلوا في أمر توحيد ربهم، ففوتوا ما خلقهم الله له، فمنهم من أفنى عمره يتنازل عن مبادئه فلم يحفظها ولم يبلغ افلام عالم حواءانجليزى ما ضيعه من أجلها، فدخل في مجالس التشريع الشركية التي تنازع الله عز وجل الله حقاً من حقوق ربوبيته، ور..نَ إلى الذين ظلموا فاستحق بذلك الذل في الدنيا، والعذاب في الآخرة، وميع الدين حتى ضيع عراه عروةً عروةً، وأول ما ضيعه حقيقة معنى الإيمان، وكون العمل داخل في ماهيته، فنتج عن ذلك هدمُ الولاء والبراء، واستشراء النفاق، وتعطيل الجهاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومنهم من وصل إلى السلطة -ولكنَّ من شبَّ على شيء شاب عليه- فاستمر معه خلق التنازل حتى بعد فوات دواعيه عندَ وبعدَ استلامه للسلطة، فضيع دينه، وكفر بنعمة الله التي أعطاه بتضييعه لعناصر شكر نعمة التمكين، فلم يُقِم الدين ولم يأمر بمعروف أو يَنْهَ عن منكر، وهذا مآله ضياعُ سلطته ودينه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فأنت إن جعلت هدفك التوحيدَ تحقيقاً في نفسك، وحكماً على أرضك، باتباع أوامر ربكَ، فلحتَ في الدنيا والآخرة، ولم تخسر كخسارتهم، ووجه ذلك أنَّ أكثر من ضيع هذا الأصل، وتنازل عن مبادئه، ودخل فيما حرم الله عليه من مجالس التشريع الشركية، والركون إلى الذين ظلموا، طلباً للسلطة والدولة إنما هم في الحقيقة مضيعون لأركان عظيمة رئيسة في التوحيد، أولها إخلالهم بالانقياد لله ظاهراً وباطناً، والمقتضي لاتباع أوامره سبحانه والانتهاء عن نواهيه والاعتبار بسننه الكونية والالتزام بطريقته التي أمرنا بسلوكها لنصل إلى الإيمان والتمكين حتى لو ظهر لنا -بسبب جهلنا- أنها لا توصلنا إلى مرادنا، وأن مخالفتها قد توصلنا إليه، فلا نرضى بحكم الطاغوت، ولا نكون جزءاً منه بالتشريع أو التوطيد أو المنعة، ولا نترك قتالَ أهله، ولا الدعوةَ إلى الكفر بهم وبه، حتى لو ظهر لنا أن هذا قد ينزل علينا البلايا من سجنٍ وتعذيبٍ وقتلٍ، وأن مخالفة ذلك وسلوك غير طريقته قد يوصلنا إلى مرادنا.

فالموحد في الأساس مؤمن بالغيب واليوم الآخر، وإيمانه بالغيب فيه التصديق بوعد الله سبحانه وتعالى القائل في كتابه (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) فبالصبر والتقوى والتي أصلها الانقياد إلى الله بالطاعة لا يضرنا كيدهم شيئاً، وبالصبر واليقين يُمَكِّنُ الله لنا في الأرض، قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)، فذهاب ضررهم هباءً، وتمكين الله لنا في الأرض وعدانِ ممن لا يخلف وعده، والإيمان والتصديق بوعده وبمآل وثمرة طاعته جزءٌ عظيم من الإيمان بالغيب.

وأما إيمانك أخي الموحد باليوم الآخر فهو من أعظم أسس اليقين بالله، فأنت إن آمنت به لم يكن لك في الدنيا مقصدٌ يبعدك عن الله وأمره ونهيه، فتنقاد إلى ربك حتى لو علمت أن انقيادك له لن يمكنك من بلوغ النصر والتمكين، فأنت في الحقيقة تقول في نفسك: سأتبع أمركَ يا ربُّ، ولا عَلَيَّ إن لم أرَ النصر والتمكين في حياتي، ففي آخرتي سأجد منك خيراً وخيراً.

فخلاصة القول أخي الموحد: أن هناك هدفٌ رئيسٌ، ووسائل موصلة إليه، فالهدفُ الرئيس هو إقامة التوحيد في نفسك وعلى أرضك، بالطريقة التي علمتها من ربك، والوسائل هي: العلم والدعوة والهجرة والجهاد والدولة، فتنبه لذلك ولا تخلط في فيه بفهمٍ أو عملٍ.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً...
وإلى لقاء قريب في حلقة قادمة بإذن الله تعالى..


descriptionالحق ما تلحقرد: (( أَيُّهَا المُوَحِّدُ..[1].. التَّوْحِيْدُ أسَاسٌ وَهَدَفٌ ))

more_horiz
جزاك الله خيراً هذا هو ما كان ينقص المنتدى أو أصح هذا القسم وهو جانب العقيدة والتوحيد
كون النقاش فيها يحتاج إلى شخص متفقه كي يرد على بعض التساؤلات التي سوف تظهر من هنا وهناك من الشباب علماً بأن هذا الموضوع من الصعب أن يدركه المتلقي بسرعه كونه صعب
ولكن إن شاء الله أن لدينا من بأستطاعته إن يرد علينا وعلى المشاركين شكراً لك يا أختي العزيزه
موضوع مهم جداً ومفيد
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد