[]
القمرية اسم يطلق على الفتحات المقوسة التي تعلو عادة النوافذ مباشرة في العمارة اليمنية، والقمرية يعتقد أن اسمها اشتق من الوظيفة التي تقوم بها وهي السماح لأشعة الضوء بالنفاذ إلى داخل حجرات المنازل.. لاسيما منها أشعة ضوء القمر في الليالي المقمرة عندما كانت وسائل الإنارة الحديثة منعدمة آنذاك ومحدودة الانتشار . والقمرية مرت بمراحل تطور مختلفة سواء في أشكالها أو أحجامها اواغراضها، واليوم إلى جانب الأغراض المتوخاة منها أصبحت ذات قيمة جمالية أما البدايات الأولى للقمرية فقد كانت على غير ماهي عليه اليوم وإنما عبارة عن عقد مقوس يمتد رأسيا بطول اكبر من الامتداد الأفقي ولم يكن يولى العناية الفائقة كما هو الحال اليوم وكان هذا الطوق يلف حول قطعة مرمرية أو رخامية بلورية تسمح بنفاذ أشعة الشمس والقمر إلى الداخل، وهذه المادة المرمرية كانت في العادة تجلب من مناطق بعيدة محدودة للغاية كوادي ظهر قرب العاصمة صنعاء أو من محافظة المحويت ولإنها نفذت من المحاجر التي كانت تستخرج منها ونظرا لمواكبة التطور العمراني فقد جرى الاستعاضة عنها بالتدريج بالزجاج الملون الذي يجري استيراده من الخارج دون أن يقضي ذلك على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية الذي لا يمكن تصوره بغير القمرية ولو بهيئتها الحالية اليوم التي تعطيه رونقاً وبعداً جماليا يميز المعمار اليمني بخصوصيته الفريدة . والقمرية تصنع اليوم كما في الماضي من الجبس على شكل رسوم وأشكال متعددة مطرزة ومطعمة غالباً بالزجاج الملون يقول عنها محمد علي ناصر الذي ورث حرفة صنع القمريان عن والده: منذ أن عرفت نفسي لم أجد بيتا يمنيا واحدا بدون قمرية ، ويضيف الاعتناء بالقمرية ونوعيتها يختلف من غرفة إلى أخرى وعادة ما تكون الغرفة الأخيرة التي يطلق عليها اسم "المفرج" أو "الطي رمانة" وغرفة استقبال الضيوف الأوفر حظا في اختيار النوعية الجيدة للقمرية ، وكذا حجمها .
ويستطرد علي ناصر: حتى البيوت الحديثة وان استعاضت عن البناء باليا جور الحجارة إلا أنها لم تستغن عن القمريان بل إن أصحابها اكثر حرصا على انتقاء القمرية وحجمها وشكلها وألوانها وبما يتناسب مع حجم البيت وصاحبه . لهذا لا يمكن تصور ان يكون هناك بيتاً أو منزلاً يمني دون قمريات صغر هذا المنزل او كبر شأنه.
ويقول محمد شوعي وهو صانع قمريات من محافظة المحويت التي يشتهر أبناءها بهذه الحرفة: الصالات المفتوحة في البناء الحديثا ضحت اليوم تأخذ حقها من العناية بالقمريات وهذا مالم يكن مألوفا من قبل لأنها صارت في كثير من هذه الصالات الواسعة توضع على شكل لوحات دون ان تكون مطلة على الخارج وهذا يؤكد أهمية القمرية يوما بعد يوم.
اذا كانت العمارة اليمنية تظل متميزة بطابعها التقليدي العريق الذي جعلها منظرا للفرجة والتأمل خاصة عند الزائر الاجنبي ، فإن "القمرية " بنقوشها الفسيفسائية الملونة وتنميقاتها الزاهية تشكل لوحة فنية جمالية تبدو وكما لو انها محاكاة للفن الحديث بتداخل الوانها وتمازجها ، وهي كذلك دون ان تتخلى عن طابعها العربي الإسلامي المميز ، وبمعنى اصح طابعها اليمني الفريد . وهي بذلك تجسيداً لمحاكاة تاريخية طويلة يورثها الآباء للأبناء الذين بدورهم يضفون عليها لمساتهم الخاصة وربما متطلبات زبائنهم.
[/url]
القمرية اسم يطلق على الفتحات المقوسة التي تعلو عادة النوافذ مباشرة في العمارة اليمنية، والقمرية يعتقد أن اسمها اشتق من الوظيفة التي تقوم بها وهي السماح لأشعة الضوء بالنفاذ إلى داخل حجرات المنازل.. لاسيما منها أشعة ضوء القمر في الليالي المقمرة عندما كانت وسائل الإنارة الحديثة منعدمة آنذاك ومحدودة الانتشار . والقمرية مرت بمراحل تطور مختلفة سواء في أشكالها أو أحجامها اواغراضها، واليوم إلى جانب الأغراض المتوخاة منها أصبحت ذات قيمة جمالية أما البدايات الأولى للقمرية فقد كانت على غير ماهي عليه اليوم وإنما عبارة عن عقد مقوس يمتد رأسيا بطول اكبر من الامتداد الأفقي ولم يكن يولى العناية الفائقة كما هو الحال اليوم وكان هذا الطوق يلف حول قطعة مرمرية أو رخامية بلورية تسمح بنفاذ أشعة الشمس والقمر إلى الداخل، وهذه المادة المرمرية كانت في العادة تجلب من مناطق بعيدة محدودة للغاية كوادي ظهر قرب العاصمة صنعاء أو من محافظة المحويت ولإنها نفذت من المحاجر التي كانت تستخرج منها ونظرا لمواكبة التطور العمراني فقد جرى الاستعاضة عنها بالتدريج بالزجاج الملون الذي يجري استيراده من الخارج دون أن يقضي ذلك على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية الذي لا يمكن تصوره بغير القمرية ولو بهيئتها الحالية اليوم التي تعطيه رونقاً وبعداً جماليا يميز المعمار اليمني بخصوصيته الفريدة . والقمرية تصنع اليوم كما في الماضي من الجبس على شكل رسوم وأشكال متعددة مطرزة ومطعمة غالباً بالزجاج الملون يقول عنها محمد علي ناصر الذي ورث حرفة صنع القمريان عن والده: منذ أن عرفت نفسي لم أجد بيتا يمنيا واحدا بدون قمرية ، ويضيف الاعتناء بالقمرية ونوعيتها يختلف من غرفة إلى أخرى وعادة ما تكون الغرفة الأخيرة التي يطلق عليها اسم "المفرج" أو "الطي رمانة" وغرفة استقبال الضيوف الأوفر حظا في اختيار النوعية الجيدة للقمرية ، وكذا حجمها .
ويستطرد علي ناصر: حتى البيوت الحديثة وان استعاضت عن البناء باليا جور الحجارة إلا أنها لم تستغن عن القمريان بل إن أصحابها اكثر حرصا على انتقاء القمرية وحجمها وشكلها وألوانها وبما يتناسب مع حجم البيت وصاحبه . لهذا لا يمكن تصور ان يكون هناك بيتاً أو منزلاً يمني دون قمريات صغر هذا المنزل او كبر شأنه.
ويقول محمد شوعي وهو صانع قمريات من محافظة المحويت التي يشتهر أبناءها بهذه الحرفة: الصالات المفتوحة في البناء الحديثا ضحت اليوم تأخذ حقها من العناية بالقمريات وهذا مالم يكن مألوفا من قبل لأنها صارت في كثير من هذه الصالات الواسعة توضع على شكل لوحات دون ان تكون مطلة على الخارج وهذا يؤكد أهمية القمرية يوما بعد يوم.
اذا كانت العمارة اليمنية تظل متميزة بطابعها التقليدي العريق الذي جعلها منظرا للفرجة والتأمل خاصة عند الزائر الاجنبي ، فإن "القمرية " بنقوشها الفسيفسائية الملونة وتنميقاتها الزاهية تشكل لوحة فنية جمالية تبدو وكما لو انها محاكاة للفن الحديث بتداخل الوانها وتمازجها ، وهي كذلك دون ان تتخلى عن طابعها العربي الإسلامي المميز ، وبمعنى اصح طابعها اليمني الفريد . وهي بذلك تجسيداً لمحاكاة تاريخية طويلة يورثها الآباء للأبناء الذين بدورهم يضفون عليها لمساتهم الخاصة وربما متطلبات زبائنهم.
[/url]
والقمرية من تلك النقوش ذات الفوائد المتعددة فهي منافذ للاضاءة وتحجب الرؤية الخارجية لأنها مرتفعة وفتحاتها صغيرة اضافة الى انها دوما تعلو النافذة الرئيسية وتكون على هيئة قوس فوق هذه النافذة ، كذلك تكمن قيمتها في انها واجهة جمالية مزدوجة فهي تضفي لمسة جمالية على خصوصية الفن المعماري من خارج المبنى كأقواس ملونة تنفرد بها العمارة اليمنية وايضا تبدو من الداخل على شكل لوحة زاهية ملونة ، لا سيما عندما تنساب الاضاءة من فتحاتها ذات الالوان المتعددة ما يجعل الجلوس في الداخل متعة تسر الناظر كما هو الحال للمشهد من الخارج مع فارق فيما يخلقه الاقتراب من استئثار وامتلاك.
أما الطفل محمد علي النوار الذي كان يتحدث بزهو بينما هو منهمك في صنع قمرية يقول عن سعر القمرية: انه يتوقف على نوع النقش والحجم والزجاج الذي منه الهندي و الالماني وهذا الاخير اغلى واجود انواع الزجاج المستخدم في زينة القمريات ، كما انه يتميز عن مثيله بدوام الوانه مدى الحياة على عكس الزجاج الهندي الذي يفقد بريقه وتبهت الوانه بالتدريج مع مضي الوقت ، ولذلك فغالبا ما يقع الاختيار للزجاج الهندي على قمريات الغرف العادية ، اما صالات الضيوف وغرف الجلوس لا يختار لها سوى الزجاج الالماني ، مضيفا انه اضحى من الاشياء التي يتفاخر بها اليمنيون.
وبالقمرية تغدو متعة الجلوس داخل مبنى يمني كمتعة الفرجة اليه من الخارج