بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******* فلسفة الضـــحـــك*******
الضحك آية من آيات الله في خلق الإنسان ، شأنه في ذلك شأن البكاء
والموت والحياة ( وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا ) النجم 43-44
والضحك على وجه الإجمال غريزة تسعد الروح ، وتبهج النفس ، وتشرح
الصدر . وهي أخلاقية راقية ، في بعض وجوهها ، تقابل بها الناس فتريحهم
وتسعدهم ، وهي المفتاح الذهبي الذي يفتح لك القلوب ، ويجمع حولك
المحبين ، وتقضي لك الحاجات ، ويحل لك المشلات . الضحك أو الابتسام
دواء ناجح يقضي على الهموم والمتاعب النفسية ، ويقاوم المرض ، ويوسع
شرايين المخ والأعصاب .
إنه يتغلب على الحزن فيقهره ويبعده ، ويترتب على ذلك فتح الشهية للطعام
واستقبال السرور ، ويترتب على ما سبق سرعة الشفاء من كثير من
الأمراض النفسية والجسدية ، وإذا حدث هذا فقد اشتدت في الإنسان قوة
تحمل الأعباء وتكاليف الحياة، ولما تقدم كله يجد الإنسان نفسه
سعيداً .وراضياً حين يتعب أو ينصب أو حين يضجر أو يؤثر أو يتأثر . وبناء على
كل ما تقدم ، فإن الضحك يمكن أن يكون علاجا ً نافعاً ودواء شافياً ، حيث لا
يجتمع الفرح والحزن ، ولا السعادة والشقاء ، ولا البهجة والضيق ، وهذا كله
رهن بالضحك قوة ، والضحك فعلاً ، والضحك رغبة . فالضحك واحة سرور وسط
غابة من الأحزان ، وجزيرة أُنس وسعادة وسط بحر من الألم والشقاء .
ولذلك جعل الإسلام نوعاً من أنواع الضحك عبادة جليلة ، وتعبيراً راقياً ،
وحركة نبيلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وتبسمك في وجه
أخيك صدقة ) . ويكفي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى وهو الجبار المتكبر
يُعبر عن بعض أنواع حبَه الفريد لبعض عباده بالضحك ، وهو ضحك يليق بذاته
سبحانه وتعالى ، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي الدرداء رضى الله
تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة يحبهم الله ،
ويضحك لهم ، ويستبشر بهم ، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله
عز وجل ، والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن ، فيقوم من الليل ،
والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر
في ضراء وسراء ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن . وإذا ضحك الله
لعبده فقد أحبه ، وإذا أحبه فلا يعذبه أبداً .
[center]أنــــــــواع الضــحــــــك
--------------------------------وللضحك من حيث أسبابه وأهدافه انواع مختلفة :
( 1 )ضحك السفاهة
وهو ما يكون سببه يتنافى مع الأخلاق الرفيعة . إما للسخرية من الآخرين
والاستهزاء بهم ، أو العبث بقيمة من القيم الجليلة للأمة وما شابه ذلك من
قبيل قوله تعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )
المطففين 29 وقوله تعالى ( فلما جاءهم بآياتنا إذاهم منها يضحكون )
الزخرف 47 . وذلك ضحك يعبر عن سخرية المؤمنين ، لأنهم مؤمنون ، كما
أوضح سبحانه وتعالى ذلك صراحة في حكاية خطابه لأهل النار ( قال اخسأوا
فيها ولاتُكلَمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا
وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم
تضحكون ) المؤمنون 108-110 .
( 2 ) ضحك النباهة
وهو ضحك الكبار حين يعبرون عن الإعجاب أو المدح ، أو
الثناء لمن هو دونهم
بالمكان أو المكانة ، ومن ذلك قوله تعالى ( قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا
مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون فتبسم ضاحكاً من
قولها ) النمل 19 .والضحك والابتسام في مثل هذه الحالة يُعبر عن نباهة
الإنسان وحُسن فهمه ودقة تقديره للإبداع والجودة ، وبالتالي ، فهو لايصدر
إلا من كبار القَدر أهل العقول وأُولي الألباب .
( 3 ) ضحك النقاهة
عندما يضحك الإنسان فرحاً بنجاحه من خطر داهم ، أو سباق كبير ونحو ذلك
، مثل قوله تعالى ( وجوه يومئذِ مُسفرة ضاحكة مُستبشرة ) عبس 39 .
فهذا ضحك بعد أن نجاهم الله من النار ، فبدأوا يضحكون تلقائياً فرحاً
بخلاصهم من النار ودخولهم الجنة ، وهذا يحدث لكل من يفوز أو ينجو من
خطر أو عقوبة أو ينجز عملاً شاقاً ونادراً وخطيراً .
( 4 ) ضحك التفاهة
عندما يكون سخرية من ذي عاهة أو سقطة ، أو خطأ أو خطيئة ، أو تصرف
يدل على رقة الحال أو سذاجة التفكير ن مثل قوله تعالى ( الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) التوبة 79 وقوله عز وجل في مستهل
سورة الهمزة ( ويل لكل همزة لمزة ).
( 5 ) ضحك الكراهة
وهو ضحك يبعثه الحقد الشديد والكراهة المستحكمة والعداء المحض وحب
الانتقام ، ويدل على نفس خبيثة ونية قبيحة وسجية ملوثة بالعنصرية
والطائفية والسادية . يقول سبحانه وتعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين
آمنوا يضحكون ) المطففين 29 . من شدة كراهيتهم لهم ، وهذا من الضحك
الذي يُطلق عليه " الضحكة الصفراء " لشدة تغيرها من كراهية صاحبها
وتشفيه .
( 6 ) ضحك الولاهة
وهو الضحك في وجه من تحب منضيف أو صديق أو نحو ذلك ، كما قال تعالى
( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) هود 71
. ومن ذلك حديث ( إذا التقى المسلمان وتصافحا ، وضحك كل منهما في
وجه صاحبه ، لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما ) .
وذلك الضحك من البشر والفرح ، كما جاء في حديث عمر بن الخطاب عن
البزار رضي الله تعالى عنهما ( إذا التقى الرجلان المسلمان ، فسلم
أحدهما على صاحبه ، فإن أحبهما إلى الله أحسن بشراً لصاحبه ) .
( 7 ) ضحك الوجاهة
وهو الذي يعُبر عن الفوز والترفع عن المهاجمين ، والناقدين والمتطاولين
والسفهاء ، وهو سمت الوجهاء الذين تدعوهم وجاهتهم إلى كظم الغيظ ،
كما قال سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) آل عمران
134 . ومن هذا النوع قوله تعالى ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )
ا لمطففين34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******* فلسفة الضـــحـــك*******
الضحك آية من آيات الله في خلق الإنسان ، شأنه في ذلك شأن البكاء
والموت والحياة ( وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا ) النجم 43-44
والضحك على وجه الإجمال غريزة تسعد الروح ، وتبهج النفس ، وتشرح
الصدر . وهي أخلاقية راقية ، في بعض وجوهها ، تقابل بها الناس فتريحهم
وتسعدهم ، وهي المفتاح الذهبي الذي يفتح لك القلوب ، ويجمع حولك
المحبين ، وتقضي لك الحاجات ، ويحل لك المشلات . الضحك أو الابتسام
دواء ناجح يقضي على الهموم والمتاعب النفسية ، ويقاوم المرض ، ويوسع
شرايين المخ والأعصاب .
إنه يتغلب على الحزن فيقهره ويبعده ، ويترتب على ذلك فتح الشهية للطعام
واستقبال السرور ، ويترتب على ما سبق سرعة الشفاء من كثير من
الأمراض النفسية والجسدية ، وإذا حدث هذا فقد اشتدت في الإنسان قوة
تحمل الأعباء وتكاليف الحياة، ولما تقدم كله يجد الإنسان نفسه
سعيداً .وراضياً حين يتعب أو ينصب أو حين يضجر أو يؤثر أو يتأثر . وبناء على
كل ما تقدم ، فإن الضحك يمكن أن يكون علاجا ً نافعاً ودواء شافياً ، حيث لا
يجتمع الفرح والحزن ، ولا السعادة والشقاء ، ولا البهجة والضيق ، وهذا كله
رهن بالضحك قوة ، والضحك فعلاً ، والضحك رغبة . فالضحك واحة سرور وسط
غابة من الأحزان ، وجزيرة أُنس وسعادة وسط بحر من الألم والشقاء .
ولذلك جعل الإسلام نوعاً من أنواع الضحك عبادة جليلة ، وتعبيراً راقياً ،
وحركة نبيلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وتبسمك في وجه
أخيك صدقة ) . ويكفي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى وهو الجبار المتكبر
يُعبر عن بعض أنواع حبَه الفريد لبعض عباده بالضحك ، وهو ضحك يليق بذاته
سبحانه وتعالى ، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي الدرداء رضى الله
تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة يحبهم الله ،
ويضحك لهم ، ويستبشر بهم ، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله
عز وجل ، والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن ، فيقوم من الليل ،
والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر
في ضراء وسراء ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن . وإذا ضحك الله
لعبده فقد أحبه ، وإذا أحبه فلا يعذبه أبداً .
[center]أنــــــــواع الضــحــــــك
--------------------------------وللضحك من حيث أسبابه وأهدافه انواع مختلفة :
( 1 )ضحك السفاهة
وهو ما يكون سببه يتنافى مع الأخلاق الرفيعة . إما للسخرية من الآخرين
والاستهزاء بهم ، أو العبث بقيمة من القيم الجليلة للأمة وما شابه ذلك من
قبيل قوله تعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )
المطففين 29 وقوله تعالى ( فلما جاءهم بآياتنا إذاهم منها يضحكون )
الزخرف 47 . وذلك ضحك يعبر عن سخرية المؤمنين ، لأنهم مؤمنون ، كما
أوضح سبحانه وتعالى ذلك صراحة في حكاية خطابه لأهل النار ( قال اخسأوا
فيها ولاتُكلَمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا
وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم
تضحكون ) المؤمنون 108-110 .
( 2 ) ضحك النباهة
وهو ضحك الكبار حين يعبرون عن الإعجاب أو المدح ، أو
الثناء لمن هو دونهم
بالمكان أو المكانة ، ومن ذلك قوله تعالى ( قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا
مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون فتبسم ضاحكاً من
قولها ) النمل 19 .والضحك والابتسام في مثل هذه الحالة يُعبر عن نباهة
الإنسان وحُسن فهمه ودقة تقديره للإبداع والجودة ، وبالتالي ، فهو لايصدر
إلا من كبار القَدر أهل العقول وأُولي الألباب .
( 3 ) ضحك النقاهة
عندما يضحك الإنسان فرحاً بنجاحه من خطر داهم ، أو سباق كبير ونحو ذلك
، مثل قوله تعالى ( وجوه يومئذِ مُسفرة ضاحكة مُستبشرة ) عبس 39 .
فهذا ضحك بعد أن نجاهم الله من النار ، فبدأوا يضحكون تلقائياً فرحاً
بخلاصهم من النار ودخولهم الجنة ، وهذا يحدث لكل من يفوز أو ينجو من
خطر أو عقوبة أو ينجز عملاً شاقاً ونادراً وخطيراً .
( 4 ) ضحك التفاهة
عندما يكون سخرية من ذي عاهة أو سقطة ، أو خطأ أو خطيئة ، أو تصرف
يدل على رقة الحال أو سذاجة التفكير ن مثل قوله تعالى ( الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) التوبة 79 وقوله عز وجل في مستهل
سورة الهمزة ( ويل لكل همزة لمزة ).
( 5 ) ضحك الكراهة
وهو ضحك يبعثه الحقد الشديد والكراهة المستحكمة والعداء المحض وحب
الانتقام ، ويدل على نفس خبيثة ونية قبيحة وسجية ملوثة بالعنصرية
والطائفية والسادية . يقول سبحانه وتعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين
آمنوا يضحكون ) المطففين 29 . من شدة كراهيتهم لهم ، وهذا من الضحك
الذي يُطلق عليه " الضحكة الصفراء " لشدة تغيرها من كراهية صاحبها
وتشفيه .
( 6 ) ضحك الولاهة
وهو الضحك في وجه من تحب منضيف أو صديق أو نحو ذلك ، كما قال تعالى
( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) هود 71
. ومن ذلك حديث ( إذا التقى المسلمان وتصافحا ، وضحك كل منهما في
وجه صاحبه ، لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما ) .
وذلك الضحك من البشر والفرح ، كما جاء في حديث عمر بن الخطاب عن
البزار رضي الله تعالى عنهما ( إذا التقى الرجلان المسلمان ، فسلم
أحدهما على صاحبه ، فإن أحبهما إلى الله أحسن بشراً لصاحبه ) .
( 7 ) ضحك الوجاهة
وهو الذي يعُبر عن الفوز والترفع عن المهاجمين ، والناقدين والمتطاولين
والسفهاء ، وهو سمت الوجهاء الذين تدعوهم وجاهتهم إلى كظم الغيظ ،
كما قال سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) آل عمران
134 . ومن هذا النوع قوله تعالى ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )
ا لمطففين34