1- أمام المرآة
على السلالم النازلة إلى روحِك
ببطء،
روحُك التي تركتها تحدق في الجدار
دون عيون قمرية،
سترى بقايا صورك
تتحول إلى ضباب،
كأنها السلالم اليقظى
تتهاوى.
ببطء أقل،
تصعد ديناصورات الخوف القديم
إلى ملامحك
تُقَشِّرُ الهدوء الناسجَ قشرتَه.
ببطء، تصعدُ
هي المتربعة على روحك،
كآلهة شرهة،
لتقضم آخر تباشير الأمان.
أقول لك:
هل تموت الآن،
أم هي المرآة تتهشم؟
2- مساء الفريسة
إلى سركون بولص
الذي على ناصية اليأس
يغزل موته،
أُرَكِّبُ أجزاءَه بصمت القبور في داخلي
بهذا الهذيان الصارخ
من نافذة العالم،
أُرَكِّبُهُ، كقطعة ذكريات
تَدْرُسُها حوافر الزمن
وتمضي.....
هذا المساء!
ما من صلاة تطرد شياطين الغربة
من مسامات الروح
ما من جمال يبهرُ،
كأنشودة حب طائشة
أو كأسٌ يعيد صيد الهاربات.
وحده، هذا المساء
يمزق أثواب الحكمة
المغشوشة
بأنياب عزلتك،
ووحدي أتحول الفريسة
الفريسة الطاعنة..
على ناصية اليأس
وألمحك
تمضي وحيدا
معتزلا....
ولا ألمح كم صرت خفيفا
كمجنون أبدي!
أكاد لا أصدق:
هل يسير هذا المساء إلى غروبه
بلا فرائس أخرى؟
هل صرتَ فريسة الفرائس
يا مشجب الكلمات الجريحة؟
أكاد لا أصدق،
ولا أطفئُ حجر لعنتي؟.....ذ
عدل سابقا من قبل علي قاسم علي الضبياني في الثلاثاء 25 نوفمبر 2008, 7:36 pm عدل 1 مرات