أخي
الحاج
والمعتمر :
أقدم لك بعض النصائح التي تفيدك إن شاء الله – في رحلتك المباركة إلى الحج ، وبعد رجوعك منه ، أرشد إليها الشرع الحنيف ، وأملتها التجربة الميدانية ، والواقع المعيش.
1- اخلص نيتك لله في كل عمل تقوم به ، أو منسك تؤديه ، مبتغياً وجه الله، والدار الآخرة ( وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ( القصص : 60 ) ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) (1).
- واحذر الرياء والمباهاة ، والافتخار….
2- احرص على أداء فريضة الحج في مقتبل عمرك ، وأنت صحيح البدن ، كامل القوى ، لتنفع نفسك وغيرك، وتنتفع بحجك في مستقبل أيامك، صحة في إيمانك ، واستقامة في سلوكك … فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( شاب نشأ في عبادة الله) (2).
-واحذر من تأخير حجك إلى أواخر العمر ، لأن العوارض تطرأ ، والقوة تضعف….
3- وطن نفسك على معاشرة إخوانك الحجاج بالحسنى ، ومعاملتهم بالمعروف ، ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) (3).
- واحذر من الغضب لأدنى سبب ، وسوء الظن ، والحسد ، والكبر.
4- لا بأس أن تصنع معروفاً بمناسبة حجك بيت الله ، ورجوعك سالماً غانماً ، ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء) (4).
- واحذر من الإسراف في الولائم ، فحاجة الفقراء إلى تلك الأموال أشد!.
5- اعقد عزمك على أن يكون إيمانك وسلوكك أفضل مما كان علية قبل الحج ، فإن ذلك من علامات قبول حجك ، ( فالحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة ) كما قال الحسن البصري .
- واحذر من العودة إلى العصيان بعد حجك ، فإن ذلك من علامات عدم القبول – والعياذ بالله-
6- يستحب لك التطوع بحجة أخرى بعد أداء فرضك احتياطاً له ، وجبراً لما عسى أن يكون قد وقع فيه من نقص ، ( حصنوا فروضكم بالنوافل ) (5) وبعد ذلك أنفق أموالك في تسديد حاجات الفقراء والمساكين - خاصة أقرباءك – إطعاماً وكسوةً ، وإسكاناً ، وتزويجاً ، وتعليماً ، وعلاجاً … ، وانفع بها المشاريع الخيرية من مساجد ومدارس وأوقاف ، فهذا أنفع لك وأثمر ، وأبرك…
قال الإمام جابر بن زيد : ( لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين أحب إلي من حجة بعد حجة الإسلام ).
7- إذا كنت مصاباً بمرض ما ، مثل: مرض السكري ، ومرض القلب ، وتصلب الشرايين ، والضغط الدموي ، وقرحة المعدة ، شفاك الله - فأجر فحوصاً استثنائية لدى طبيبك المختص الأمين ، واتبع إرشاداته ونصائحه ، لأن الحج موسم بذل الجهد ، وأتعاب البدن.
8- استغل فرصة وجودك في البقاع المقدسة لاغتنام الأجر ، والتوبة من الذنوب ، والدعاء بخير الدنيا والآخرة ، والاستعاذة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وطلب النجاة من النار ، والفوز بجنة النعيم … سيما في المواطن التي يستجاب فيها الدعاء.
قال الحسن البصري : ( إن الدعاء يستجاب في خمسة عشر موضعاً : ( في الطواف - وعند الملتزم - وتحت الميزاب - وداخل البيت ( الكعبة ) – وعند زمزم – وعلى الصفا والمروة – وفي السعي – وخلف المقام – وفي عرفة – ومزدلفة – ومنى ـــ وعند الجمار الثلاث) ).
(1) رواه الربيع في صحيحه
(2) رواه الربيع في صحيحه
(3) رواه الربيع في صحيحه
(4) رواه الترمذي
(5) رواه الطبراني في الأوسط
وفق الله الجميع
مع تحيات أخيكم أبومحمد
عبدالجبارمحمدمحسن طيرم