تناقضات الحياة هي التي تثبت يوما بعد يوم أن التفكير الوقتي ليس الحل لهذه البلاد. يبنون وكأن يأسهم من رحمة الله هو الذي يسير حياتهم فيتحول البناء العشوائي في طريق السيول إلى مقابر تدفن أصحابها وتدفن معها عقول الذين قبلوا أن تبنى ولم يفكروا في القادم.
لا تزال في اليمن مدن أخرى تعد بدمار مشابه وما لم يبادر السكان عبر مجالسهم المحلية لتدارس الحال منطلقين من مصلحة الناس والتفكير في مستقبلهم فسوف نصحو على مواجع أخرى ودموع حرى لمفقودين جدد.
حدقوا في الشاشات وتأملوا المنازل المنهارة، أين وقعت؟ وكم نسبة عوامل الدمار الظاهرة قبل أن يأتي المطر فيكشف عوراتها؟. ستجدون أن الأمر واقع في أماكن كانت الصرخات بالترميم والصيانة لها تسير هباء دون أن يسمعها أحد. وكأنها بلاد تسير بلا عقل، والناس مشغولون دون عمل ظاهر ودون جدوى تذكر.
ولأنها حضرموت، فقد كان من حسن الطالع أن يكون حضور الموت خلال اقتراب فترة الانتخابات، لهذا نحمد الله على سيل العطاء وسيل المبادرات بعضها يستجدى الأصوات الآتية وبعضها يركب موجة السيل ليعتلي إلى مواقع تخدم رغباته وأهدافه أو دعاياته.
لكل غاياته وليس لنا سوى أن نقول الحمدلله على كل حال.
خطاب وتفصيل جميل:
أمام مجلس النواب شرح رئيس الوزراء الإجراءات التي قامت بها الحكومة للتسريع بالإنقاذ ومواجهة المشكلات والآثار التي نتجت عن السيول. خطاب مفصل دقيق، به كل معلومة مطلوبة عن مستوى الخدمات القائم في كل منطقة، وعن الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة كل انقطاع في الكهرباء أو الهاتف او الماء او الطريق.
اسبوعان من عمل متصل قاده رئيس الجمهورية، وانخرطت فيه جموع القوات المسلحة، وتحركت طائرات الهيلوكبتر تنقل المواد الغذائية و الجرحى والمتضررين في كل مكان. وقامت سيارات النقل بتحميل الماء والغذاء إلى كل مكان. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية مشاهد الدمار ومشاهد إعادة الإصلاح وحركة الحراثات والجرارات وحاملات الصخور والأتربة.
هكذا سمعت حكومتنا تتحدث بأرقام واضحة، وبحرص على الإنجاز والسرعة يستحق التقدير.
قد تختلف مع بعض اعضاء هذه الحكومة أو تتفق لكن عملها هذه المرة بشأن حضرموت والمهرة يستحق التقدير، فقد كان العمل فعلا على مدار الساعة.
الطريق لا تزال طويلة:
المذهل لي في خطاب رئيس الوزراء كان ضآلة حجم الخدمات بالأساس المتوفرة للمهرة بالمقارنة مع ما هو مقدم لحضرموت. اتضح ذلك في عدد خطوط الهاتف كما هو في عدد محطات الكهرباء، أو بقية الخدمات. فالضرر الأكبر الذي تم رصده بوضوح في محافظة المهرة هو عدد قوارب الصيد التي تدمرت أو غرقت خلال العواصف والأمطار.
واضح أن الحال في سيره اليومي وليس فقط في مواجهة الكوارث لا يزال بحاجة إلى الكثير. تحتاج محافظة المهرة إلى استنهاض للجهود وعمل خاص يجعلها توازي حضرموت. فهي على حدود عمان الدولة التي تزدهر كل يوم أكثر وأكثر. وهي مطلة على مساحات واسعة من المحيط بخطوط صيد تبدأ ولا تنتهي يمكن أن تشكل ثروة لا تنضب لسكان السواحل وللبلاد بأسرها.
وفي باطن أرضها حقول من النفط لا تزال بحاجة للاكتشاف. وفي تاريخها عمق وقوة عندما كانت امتداد ومجد المملكة الحميرية القوية. وفي المهرة لا تزال تعيش إحدى اللغات اليمنية القديمة التي اندثر معظمها ولم يتبق سوى اللغة المهرية واللغة السقطرية للبحث في صيانتها وحمايتها.
ومثل حال المهرة تعاني من نقص الخدمات محافظة صنعاء المجاورة لأمانة العاصمة وتعاني محافظة عمران والمحويت وريمة والجوف والبيضاء ومارب وشبوة.
جهود إنقاذ طيبة للحكومة ولبعض المنظمات غير الحكومية وبعض دول الجوار المهتمة، وبعض شركات القطاع الخاص المتبرعة. لكننا يجب أن لا ننسى أن الطريق إلى التنمية لا تزال طويلة
لا تزال في اليمن مدن أخرى تعد بدمار مشابه وما لم يبادر السكان عبر مجالسهم المحلية لتدارس الحال منطلقين من مصلحة الناس والتفكير في مستقبلهم فسوف نصحو على مواجع أخرى ودموع حرى لمفقودين جدد.
حدقوا في الشاشات وتأملوا المنازل المنهارة، أين وقعت؟ وكم نسبة عوامل الدمار الظاهرة قبل أن يأتي المطر فيكشف عوراتها؟. ستجدون أن الأمر واقع في أماكن كانت الصرخات بالترميم والصيانة لها تسير هباء دون أن يسمعها أحد. وكأنها بلاد تسير بلا عقل، والناس مشغولون دون عمل ظاهر ودون جدوى تذكر.
ولأنها حضرموت، فقد كان من حسن الطالع أن يكون حضور الموت خلال اقتراب فترة الانتخابات، لهذا نحمد الله على سيل العطاء وسيل المبادرات بعضها يستجدى الأصوات الآتية وبعضها يركب موجة السيل ليعتلي إلى مواقع تخدم رغباته وأهدافه أو دعاياته.
لكل غاياته وليس لنا سوى أن نقول الحمدلله على كل حال.
خطاب وتفصيل جميل:
أمام مجلس النواب شرح رئيس الوزراء الإجراءات التي قامت بها الحكومة للتسريع بالإنقاذ ومواجهة المشكلات والآثار التي نتجت عن السيول. خطاب مفصل دقيق، به كل معلومة مطلوبة عن مستوى الخدمات القائم في كل منطقة، وعن الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة كل انقطاع في الكهرباء أو الهاتف او الماء او الطريق.
اسبوعان من عمل متصل قاده رئيس الجمهورية، وانخرطت فيه جموع القوات المسلحة، وتحركت طائرات الهيلوكبتر تنقل المواد الغذائية و الجرحى والمتضررين في كل مكان. وقامت سيارات النقل بتحميل الماء والغذاء إلى كل مكان. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية مشاهد الدمار ومشاهد إعادة الإصلاح وحركة الحراثات والجرارات وحاملات الصخور والأتربة.
هكذا سمعت حكومتنا تتحدث بأرقام واضحة، وبحرص على الإنجاز والسرعة يستحق التقدير.
قد تختلف مع بعض اعضاء هذه الحكومة أو تتفق لكن عملها هذه المرة بشأن حضرموت والمهرة يستحق التقدير، فقد كان العمل فعلا على مدار الساعة.
الطريق لا تزال طويلة:
المذهل لي في خطاب رئيس الوزراء كان ضآلة حجم الخدمات بالأساس المتوفرة للمهرة بالمقارنة مع ما هو مقدم لحضرموت. اتضح ذلك في عدد خطوط الهاتف كما هو في عدد محطات الكهرباء، أو بقية الخدمات. فالضرر الأكبر الذي تم رصده بوضوح في محافظة المهرة هو عدد قوارب الصيد التي تدمرت أو غرقت خلال العواصف والأمطار.
واضح أن الحال في سيره اليومي وليس فقط في مواجهة الكوارث لا يزال بحاجة إلى الكثير. تحتاج محافظة المهرة إلى استنهاض للجهود وعمل خاص يجعلها توازي حضرموت. فهي على حدود عمان الدولة التي تزدهر كل يوم أكثر وأكثر. وهي مطلة على مساحات واسعة من المحيط بخطوط صيد تبدأ ولا تنتهي يمكن أن تشكل ثروة لا تنضب لسكان السواحل وللبلاد بأسرها.
وفي باطن أرضها حقول من النفط لا تزال بحاجة للاكتشاف. وفي تاريخها عمق وقوة عندما كانت امتداد ومجد المملكة الحميرية القوية. وفي المهرة لا تزال تعيش إحدى اللغات اليمنية القديمة التي اندثر معظمها ولم يتبق سوى اللغة المهرية واللغة السقطرية للبحث في صيانتها وحمايتها.
ومثل حال المهرة تعاني من نقص الخدمات محافظة صنعاء المجاورة لأمانة العاصمة وتعاني محافظة عمران والمحويت وريمة والجوف والبيضاء ومارب وشبوة.
جهود إنقاذ طيبة للحكومة ولبعض المنظمات غير الحكومية وبعض دول الجوار المهتمة، وبعض شركات القطاع الخاص المتبرعة. لكننا يجب أن لا ننسى أن الطريق إلى التنمية لا تزال طويلة