إنه لقسم لو تعلمون عظيم !
كنت أقرأ في الأحاديث المتفق عليها بين الشيخين ، فمررت على حديث أنس في الشفاعة ، يقول عليه الصلاة والسلام - بعد أن ذكر شفاعته للخلائق يوم القيامة ، ولبعض المؤمنين الذين دخلوا النار - :
( .. ثم أعود الرابعة ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال: يا محمد ! ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفّع. فأقول: يا رب ! ائذن لي في من قال لا إله إلا الله . فيقول الله تعالى : وعزتي وجلالي ، وكبريائي وعظمتي ! لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) .
كاد قلبي أن ينخلع من هذا القسم الإلهي العظيم ، وقفت مذهولاً .. أقشعر جسمي .. قف شعري .. قد هزت عظمة القسم كياني ، وحركت كل ساكن فيّ .. مشاعر مختلفة كالموج المتلاطم تضطرب في صدري لا أدري ما هي ، وما مصدرها تحديداً !
يا إلهي ما أرحمك وأعظمك وأكرمك !
لم أعلم تحديداً ما سبب هذه الهزة العنيفة التي أصابتني .. أبسبب العظمة الظاهرة في القسم ؟ أم بسبب قدرة رب العالمين المطلقة وعزته المطلقة ؟ أم بسبب الرحمة الواسعة التي تأبى أن يمكث في النار من قال لا إله إلا الله ؟ نعم أظن أن الأخير هو السبب ..
لا إله إلا الله ما أعظمها من كلمة ، وأصدقها وأشرفها وأحسنها !
لا أريد أن أكثر في القول ، وأزيد في الكلام ، إنما هو شعور أحسست به عند قراءة هذا القسم الرهيب ، فأحببت أن أقيّده وأنشره ، فلعل هناك من يشعر بهذا الشعور ، ويحس بذلك الإحساس ، ولا أظن أن مسلماً متدبراً يمرّ عليه هذا القسم العظيم إلا وينخلع قلبه ، وتبرد عظامه ، وترجف بوادره ، ويضطرب فؤاده !
اللهم إنّا نشهد أن لا إله إلا الله ، فنسألك أن تهدينا ، وتشرح صدورنا ، وتصلح قلوبنا ، وتغفر ذنوبنا ، وتستر عيوبنا ..
وعزتي وجلالي ، وكبريائي وعظمتي ! لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ..
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..