المعالم الأثرية والتاريخية:
إضافة إلى أن الجزيرة سياحية ترفيهية فإنها تتمتع أيضاً بمجموعة من المعالم التاريخية والأثرية من أهمها:
قلعة كمران :-
ترجح كثير من المصادر أنها تعود إلى فترة الاحتلال الفارسي للجزيرة عام 620م ، وقد تم تجديد بنائها على فترات متلاحقة منها عام 1517م أثناء الحملة البرتغالية ، وتتكون القلعة من عدة غرف متفرقة تحيط بها متاريس ، ويوجد بها مخازن لحفظ الحبوب والطعام وبها بئر ماء بالإضافة إلى نفق .
الجامع الكبير :-
الجامع الكبير – كمريعد من أهم المعالم التاريخية والأثرية في جزيرة كمران وترجح كثيراً من المصادر بداية تأسيسه إلى حسين الكردي قائد الحملة المملوكية على اليمن عام 921هـ 1515م ثم شهد بعدها الجامع عمليات تجديد متكررة وتوسيع كان أخر عام 1948م من قبل الملك فاروق ملك مصر السابق عند زيارته للجزيرة .
مسجد الجبانة :-
يعود تاريخ إنشائه إلى فترة تواجد المماليك في الجزيرة لصد حملات البرتغاليين عن جنوب البحر الأحمر حوالي عام 921هـ - 1515م .
منطقة العقل :-
وبه مسجد العقل بني في عهد الاحتلال التركي للجزيرة ورمم في عهد الاحتلال البريطاني وتضم عدد من المنشآت القديمة لتخزين المياه عبارة عن سبع آبار جوفية وخزان سطحي من المرمر ما تزال مستخدمة حتى اليوم .
مسجد سابق الريح وهو مسجد قديم وعدد من الأضرحة والمباني القديمة التي تتوزع في مناطق متفرقة من الجزيرة .
حديقة الترار أنشئت في عهد الإنجليز في عام 1938م وبها بئر كبير وخزان مياه وتمثال أسد عند مدخل البوابة.
منزل الحاكم التركي تحول في عهد الاحتلال البريطاني إلى مدرسة ابتدائية.
ضريح الحوطة وتوجد به قبور كثيرة وبقايا أحجار لجامع قديم.
شواطئ الجزيرة :
تتميز بهدوئها ونقاء مياهها وصفاء رمالها ، تعج مياهها بمساحات كبيرة من الشعاب المرجانية الزاهية الملونة وبالأسماك الأحياء والنباتات المائية العجيبة والمدهشة التي تأخذ بألباب هواة الغوص .
المقومات الطبيعية للسياحة
لكمران طبيعة رائعة، وطقس جميل على مدار العام.. والجزيرة كا لو كانت هضبة من صخور مرجانية تبدو واضحة في معظم شواطئها الشرقية، ويبدو جلياً النحر البحري الذي أحدثته الأمواج هنا على مر العصور تاركاً أشكالاً رائعة في التشكيلات الصخرية هنا وهناك.. وتحيط بالجزيرة شواطئ جميلة من جميع الجهات تتنوع ما بين رملية وصخرية.
الجزيرة تتوسطها منخفضات واسعة صالحة للزراعة في معظمها، في حالة هطول أمطار أو توفر مياه عذبة، وبخاصة جنوب الجزيرة، وفي نصف الجزيرة الشمالي الارض مسطحة تنتهي بواشطئ رملية ناعمة، كما تغطي أشجار «الجندل» أو ما يعرف بأشجار المانجروف الساحلي مساحات واسعة من شمال وشمال شرق الجزيرة تبلغ مساحتها بين 25 - 30 كيلو متراً مربعاً، وهي ملاذ للغزلان التي يتناقص أعدادها باستمرار نتيجة الصيد، وتعتبر المنطقة موائل للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، الى جانب أن المكان بيئة ملائمة لتكاثر أسماك الجمبري وعدد من الاسماك والأحياء المائية الاخرى والمكان مرشح لاعلانه محمية طبيعية.. إذ تتوفر مقومات البحث العلمي في التنوع البيلوجي من نباتي وحيواني وتكثر فيه الاعشاب البحرية والاسفنج وقنافذ البحر ومناطق تعشيش السلاحف، ناهيك عن غابات من الشعاب المرجانية التي تحيط بالمكان ممتدة على معظم الشواطئ الشرقية والغربية للجزيرة تشكل مواقع مثالية (عالمية) للغوص.. زد على ذلك مجموعة الجزر الواقعة ضمن ارخبيل كمران عند شواطئها الغربية والجنوبية التي تتوفر فيها مواقع غوص عدة على أعماق مختلفة لهواة ومحترفي الغوص وسط الشعاب المرجانيةالكثيفة والرائعة حول تلك الجزر.
يوجد في الجزيرة ثلاثة تجمعات سكانية، فإلى جانب مدينة كمران العاصمة هناك قرية «مكرم» عند منتصف الساحل الغربي وتبعد 8كم عن مدينة كمران، وهي قرية شاطئية جميلة وموقع لتجمع الصيادين في الجزيرة.. وفي أقصى الجنوب تقع قرية «اليمن» بمسافة 10كم من مدينة كمران.. أما عند نهاية الجنوب الغربي للجزيرة والمسمى بالفُرّة أو «الفُرَّعْ) فيوجد واحد من أجمل المواقع الشاطئية في الجزيرة.. المكان عبارة عن واحة خضراء من أشجار الدوم الكثيفة والنخيل والممتدة حتى الشاطئ والمكان من المواقع الرائعة الصالحة لاقامة العديد من المنشآت السياحية للسياحة والاستحمام، وممارسة مختلف أنواع الرياضات المائية.. شاطئ رملي بمياهه الصافية الزرقاء ومناظر خلابة بمحاذاة الشاطئ تجبرك على استنفاد ما جلبته معك من أفلام تصوير!.. وفي هذا المكان بالذات يمكن تسجيل أجمل لحظات غروب الشمس.
أما كمران المدينة فتعتبر بحق درة الجزيرة ومتحفاً مفتوحاً يجمع كل مفردات المنتج السياحي (البيئي والثقافي) الذي يبحث عنه الزائر والسائح والباحث والمستثمر، والمدينة هي أول ما يصادفه الزائر الى الجزيرة عبر القارب القادم من رصيف الصليف على البر الرئيسي وخلال دقائق.. ومن على رصيف القوارب في المدينة فإن أول ما يطالعك مباني المدينة التي هي شبيهة بمثيلاتها في المدن الساحلية بسهل تهامة، كما يمكنك مشاهدة جامع كمران الأثري وقلعتها التاريخية القديمة المعانقة للبحر.. أما من جهة الشرق فالمباني تأخذ طابعاً مختلفاً وهي من مخلفات المستعمر البريطاني ومنها استراحة الملكة اليزابيت ومقر الحاكم العسكري البريطاني وثكنات الجنود والضباط ومحطة تحليل المياه.. كما يوجد قبالة الرصيف مباشرة مبنى قديم لوكالة تجارية أقامها الهولنديون.. وهناك بقايا لأرصفة وجسور صغيرة.
الى الغرب من مدينة كمران توجد واحة خضراء لأشجار مثمرة وغيرها والمكان مجرى واد يسمى «حديقة باريس» يبدأ في الأعلى بسد قديم لتجميع مياه الأمطار ويليه عدد من الآبار الصخرية التي تمتلئ بالماء المتدفق من السد في حال إمتلائه من مياه الأمطار. ويبدو أنها أقيمت فيما مضى لمواجهة الشحة في المياه العذبة بالجزيرة.. وفي ضواحي المدينة شمالاً هناك بقايا المطار الذي دمره البريطانيون عند رحيلهم ويمكن إعادة تأهيله ليخدم حركة النقل من والى الجزيرة.. أما في الضاحية الجنوبية للمدينة فهناك المقبرة الملكية ومعلم آخر رائع يسمى الحديقة الملكية، حيث كان يفر إلى هنا الجنود البريطانيون من ختلف مستعمرات الكومنولث لقضاء اجازاتهم.. والمكان يمكن اعادة تأهيله والاعتناء باشجار النخيل والدوم التي تزينه وكذا المرافق الملحقة بالحديقة واستغلال المكان بما يخدم البنية التحتية للسياحة في الجزيرة.
الفرص الاستثمارية المتاحة
وفي كمران تتعدد الفرص الاستثمارية وفي مقدمتها الاستثمارات في الجانب السياحي والسياحة البيئية خصوصاً، وبنفس القدر الاستثمار في مشاريع السياحة الشاطئية ( البحرية) التي تتنوع بين السياحة والاستحمام والرياضات المائية وسياحة الغوص.. فضلاً عن السياحة الثقافية .. أما الاستثمار في الانتاج السمكي فإن المنطقة تزخر شواطئها بالعديد من الأسماك والأحياء البحرية وأسماك الزينة، وجميعها متوفرة بكميات تجارية يمكن تسويقها محلياً وخارجياً.
مما يدعو الى الاعجاب بكمران قيام احد المستثمرين المحليين بإنشاء قرية سياحية في واحد من أجمل المواقع في الجزيرة عند رصيف (المنجرة) الى الشمال من شاطئ مدينة كمران، وتضم القرية الواقعة على مكان مرتفع من الشاطئ الصخري مطعماً حديثاً بكافة المرافق التابعة له، ومن هنا يمكن مشاهدة الشعاب الملونة وأسماك الزينة بالعين المجردة على عمق بضعة أمتار فقط.كما تضم القرية السياحية عدد من الشاليهات الايوائية والحمامات وكبائن الاستحمام. والقرية مجهزة بمحطة للطاقة الكهربائية ومحطة لتحلية المياه .. أما على الشاطئ الرملي التابع للقرية والمخصص للسياحة فيوجد مبنى عبارة عن نواة لناد للغوص مجهز بمعدات وملابس للتدريب على الغوص وينظم رحلات غوص للمحترفين من الأجانب في شواطئ الجزيرة وكافة جزر الأرخبيل.
هذا المشروع السياحي نموذج يحتذى حبذا لو كانت هناك مبادرات أخرى لمستثمرين محليين و أجانب لإقامة العديد من الاستثمارات فوق الجزيرة التي تستوعب شواطئها العشرات من هكذا مشاريع.
يتـــبع