تواعد الغريمان التقليديان الأرجنتين والبرازيل في الدور نصف النهائي من مسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة في بكين، بعد فوزين صعبين السبت في ربع النهائي، الأول على هولندا 2-1 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1-1)، والثاني على الكاميرون 2-صفر بعد التمديد أيضاً (الوقت الأصلي صفر-صفر)، بينما يشهد نصف النهائي الآخر مواجهة بين بلجيكا الفائزة على إيطاليا 3-2، ونيجيريا التي تخطت ساحل العاج 2-صفر. الأرجنتين - هولندا في المباراة الأولى التي أقيمت في شانغهاي وحضرها الأسطورة الأرجنتيني دييغو ارماندو مارادونا الذي قدم خصيصاً إلى الصين لمتابعة منتخب بلاده، احتاج منتخب التانغو حامل ذهبية أثينا 2004 إلى وقت إضافي للعبور على حساب هولندا بصعوبة 2-1. وعاد إلى تشكيلة المنتخب الأرجنتيني جميع لاعبيه الأساسيين وعلى رأسهم ليونيل ميسي وسيرجيو اغويرو والقائد خوان رومان ريكيلمي بعدما أراحهم المدرب سيرجيو باتيستا في المباراة السابقة أمام صربيا، بينما بدا نظيره الهولندي فوبي دي هان حذراً فأبقى جيرالد سيبون وروي ماكاي على مقاعد البدلاء معتمداً على راين بابل وحيداً في خط المقدمة. وكانت الفرصة الأولى في اللقاء هولندية بعد مجهود فردي من رويستون درينتي على الجهة اليمنى لعب على اثره كرة عرضية وصلت إلى بابل الذي هيأها بدوره إلى اوربي ايمانويلسون فسددها الأخير مباشرة إلى جانب القائم الأيمن لمرمى اوسكار اوستاري (7)، رد عليها ميسي بعد دقيقة واحدة باختراق للمنطقة الهولندية فتخطى الحارس كينيث فيرمير وسدد الكرة باتجاه الشباك، بيد أن ايفاندر سنو كان لها بالمرصاد. ونجا المرمى الهولندي مجدداً بعد كرة سددها انخيل دي ماريا من خارج المنطقة وأفلتت من فيرمير، لكن لم يتواجد أي من اللاعبين الأرجنتينيين لمتابعتها (11). وسرعان ما ترجم ميسي المد الهجومي الأرجنتيني إلى هدف أول مستغلا خطأ في التشتيت من كالفن يونغ-بين فخطف الكرة ودخل المنطقة متخطياً الحارس فيرمير ببراعة ومطلقا تسديدة قوية في شباكه (14). ورغم السيطرة الأرجنتينية على مجريات اللقاء تمكنت هولندا من إدراك التعادل بعد ركلة حرة هيأها ايمانويلسون إلى سنو الذي سددها قوية فارتدت من خافيير ماسكيرانو إلى المغربي الأصل عثمان بقال غير المراقب والذي لم يجد صعوبة في إيداعها شباك اوستاري (36). وانخفضت وتيرة المنتخبين في الشوط الثاني، وخصوصاً بعد تشديد الهولنديين الخناق على المهاجمين الأرجنتينيين الذين اعتمدوا على محاولاتهم الفردية من دون إصابة النجاح، وخصوصاً عبر اغويرو الذي أهدر وهو منفرد فرصة ثمينة بعد دقيقتين على انطلاق الوقت الإضافي. وحسم الأرجنتينيون اللقاء لمصلحتهم بعدما ضرب ميسي خط الدفاع الهولندي بكرة بينية رائعة وصلت إلى دي ماريا الذي سددها بيسراه زاحفة إلى يسار الحارس فيرمير، مسجلاً هدف الفوز (105). البرازيل - الكاميرون وفي المباراة الثانية، قدم منتخب السامبا أسوأ مباراة له في دورة الألعاب الأولمبية لكنه نجح في العبور بفوزه بعد التمديد (الوقت الأصلي صفر-صفر) بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السويسري جوزف بلاتر. وأجرى مدرب البرازيل كارلوس دونغا تعديلاً أساسياً على تشكيلته معتمداً على رافايل سوبيس في خط الهجوم بدلاً من الكسندر باتو الذي شارك أساسياً في المباريات الماضية، ولعب من خلفه كالعادة الثنائي رونالدينيو ودييغو الذي عانى منذ صافرة البداية من خشونة المدافعين الكاميرونيين الذين خسروا ستيفان مبيا بعد ربع ساعة على انطلاق اللقاء بسبب الإصابة وحل مكانه ألان أوليه. وفي ظل سعي البرازيل إلى افتتاح التسجيل منذ الدقائق الأولى للقاء، باغت الكاميروني غوستاف بيبيه الجميع بتسديدة بعيدة المدى كادت تخدع الحارس رينان الذي حولها بأطراف أصابعه إلى ركنية (13)، تحولت بعدها المباراة مملة من دون أن تشهد أي فرصة حقيقية على المرميين. ولم تكد تمضي ست دقائق على بداية الشوط الثاني حتى طرد المدافع الكاميروني البير بانينغ لنيله الإنذار الثاني اثر خطأ قاس ارتكبه على لوكاس لايفا، لكن رغم الأفضلية العددية بدا المنتخب البرازيلي عاجزاً عن تهديد مرمى خصمه والدليل أنه لم ينجح في صنع فرص خطرة، في الوقت الذي انكفأ فيه الكاميرونيون إلى الخلف خوفاً من اهتزاز شباكهم فابتعدوا بدورهم عن المرمى. ولجأ المنتخبان إلى وقت إضافي كان لسوبيس الكلمة الأولى فيه، إذ استغل ثغرة في الدفاع الكاميروني فانسل مستفيداً من تمريرة بينية من دييغو ثم لعب الكرة إلى الشباك من فوق الحارس امور تينييمب فور خروج الأخير لملاقاته (101). وجاء الهدف البرازيلي الثاني بعد لعبة منسقة بدأت عند رونالدينيو الذي لعب الكرة إلى البديل تياغو نيفيس فمررها الأخير من لمسة واحدة إلى ظهير أيسر ريال مدريد الإسباني مارسيلو المندفع إلى داخل المنطقة والذي تابعها بيمناه إلى الزاوية اليسرى لمرمى تينييمب (105). وحقق منتخب البرازيل الساعي إلى الظفر بالميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخه، ثأره القديم على الكاميرون والذي يعود إلى العام 2000 في سيدني حيث خطف "الأسود غير المروضة" الذهب مطيحين في طريقهم "السيليساو" من ربع النهائي (2-1 بعد التمديد). إيطاليا- بلجيكا وكانت بلجيكا قد أقصت إيطاليا بالفوز عليها 3-2. تقدم الإيطاليون بواسطة مهاجم فياريال الإسباني جوسيبي روسي الذي نجح في ترجمة ركلة جزاء احتسبها الحكم على توماس فرمالين ورفع البطاقة الحمراء في وجهه لعرقلته روبرت اكوافريسكا المنفرد (18). إلا أن البلجيكيين نجحوا في تحقيق المفاجأة عندما عادلوا النتيجة عبر موسى ديمبيلي بكرة رأسية أبعدها لوكا تشيغاريني، بيد أن الحكم اعتبر أنها عبرت خط المرمى حيث يقف المدافع الإيطالي (24). وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع مرر توم دي مول كرة أمامية إلى مهاجم ليل الفرنسي كيفن ميرالاس الذي استدار على نفسه داخل منطقة الجزاء وسددها بيسراه زاحفة إلى يسار الحارس اميليانو فيفيانو. وحصل الإيطاليون على ركلة جزاء ثانية بعدما شد سيب دي روفر قميص باولو دي سيلييه داخل المنطقة، انبرى لها الاختصاصي روسي بنجاح مرسلا الكرة إلى يسار الحارس الاحتياطي ايف ما-كالامباي الذي دخل مكان لوغان بايلي المصاب (74). وهذا الهدف الرابع لروسي في البطولة والثالث من ركلة جزاء فانفرد بصدارة ترتيب الهدافين. وفرض ديمبيلي مهاجم الكمار الهولندي نفسه نجما من جديد، اذ قاد هجمة سريعة انهاها بتسديدة زاحفة من مشارف المنطقة اخطأ فيفيانو في تقديرها فسكنت شباكه (79)، ثم تساوى الفريقان في عدد اللاعبين بعد طرد الحارس الايطالي بالبطاقة الحمراء المباشرة لضربه ميرالاس من دون كرة (81). وستتواجه بلجيكا مع نيجيريا التي أقصت جارتها ساحل العاج بفوزها عليها 2-صفر في كينهوانغداو. وافتتح بيتر اودموينغي التسجيل لحامل ذهبية أولمبياد أتلانتا 1996 قبل دقيقة واحدة على نهاية الشوط الأول بكرة سددها بقوة من داخل المنطقة مستفيداً من مجهود فردي قام به فيكتور اوبينيا الذي تخطى أكثر من مدافع. وحمل الهدف النيجيري الثاني توقيع اوبينيا نفسه وسجله من ركلة جزاء بعد خطأ ارتكبه سليمان بامبا على شينيدو اوغبوكه داخل المنطقة (82). ويقام الدور نصف النهائي الثلاثاء المقبل.