إحدى الحرف التقليدية التي يكثر انتشارها في جنوب المملكة العربية السعودية واليمن وعمان ، والجنبية والخنجر من السلاح الأبيض، إلا أن الخنجر يتميز بمقبضة الفضي، أما الجنبية فرأسها من قرن الوعل أو سن الفيل أومن قرن الزراف وهو الأغلى، إذا يزخرف القرن بالنقوش الجميلة التي تعتمد على مهارة الحرفي.
ومن أشهر أنواع الخناجر؛ العماني والسعودي، ومن أشهر أنواع الجنابي فهي الهندي والحضرمي والمشرفي.
للجنبية قيمة اجتماعية
للجنبية قيمة معنوية في أوساط المجتمع اليمني منذ قدم الزمان.
وقد تحولت إلي مفخرة يبالغ الإنسان في ثمنها الذي قد يصل إلي
أكثر من مهور مائة عروس أحياناً.
إذا كان من المعروف أن السلعة العادية ينخفض ثمنها عندما تصبح قديمة إلاّ أن هذا القانون في القيمة لا يجري علي الجنبية التي يمدها القدم بالنضارة والبهاء فيزداد ثمنها أضعافاً مضاعفة كما تزداد قيمتها إذا كان مالكها من الوجهاء أو الأسر العريقة.
اليمني الذي يملك جنبية قديمة موروثة يحاول قدر الإمكان المحافظة عليها كونها جزءاً من مقوماته الشخصية يتعذر التفريط بها أو بيعها لأن ذلك في نظره عار وتفريط بشيء علي صلة بشرف العائلة.
أنواع الجنابي
هناك الجنبية الحاشدية نسبة إلي قبيلة حاشد وهناك الجنبية البكيلية نسبة إلي قبيلة (بكيل) وهناك الجنبية الحضرمية نسبة إلي حضرموت وهي الأكثر عراقة في التراث اليمني وهناك الجنبية التوزة التي تتميز بحزام عريض ووضعها يكون مائلا علي حصر مرتديها وهذه الجنبية يتميز بارتدائها القضاة والسادة إنها إذن أحد معالم التمايز القبلي والطبقي الاجتماعي، كما أنها مقياس تقاس به وجاهة الأشخاص ومكانتهم الاجتماعية وهي هكذا حتي اليوم.
الحضرمية أشهر الجنابي والصيفاني أغلاها
تفنن اليمنيون في صناعتهم للخنجر الجنبية منذ القدم فجعلوها عامرة بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها تحفة نفيسة غالية الثمن، وبذلك أصبحت مصدر دخل للكثير من الأسر وعامل جذب للكثير من الزائرين والسياح.
وتتكون الجنبية من الرأس الذي يسمي رأس الجنبية وهو الجزء الذي تتوقف عليه قيمة الجنبية والذي يعد أهم جزء فيها وعادة ما يصنع هذا الرأس من قرون الحيوانات وعظام الزراف وحوافر الجمال كما يتم صنعه أيضاً من بعض أنواع المواد البلاستيكية والخشب وهو أنواع فمنه ما يسمي الصيفاني والذي يحتل المرتبة الأولي وسمي بهذا الاسم لشدة صفائه ورونقه ويصنع من لب قرن حيوان وحيد القرن، ويأتي في المرتبة الثانية الرأس الأسعدي نسبة إلي أحد ملوك اليمن القدماء وهو الملك أسعد الكامل ثم رأس الزراف وفي المرتبة الأخيرة الكرك ويقوم صانع رأس الجنبية باستيراد قرون وحيد القرن من كينيا ودول القرن الأفريقي والهند.
وأكثر الرؤوس طلباً وأغلاها ثمناً هو الرأس الصيفاني نظراً لما يتمتع به من مميزات إذ أنه بمرور الزمن يكتسب قيمة أكثر من سابقها كما أن كثرة تعرضه للمس والفرك واستخدامه يضفي عليه المزيد من الروعة والجمال حيث يتغير لونه من قاتم إلي فاتح حتي يصبح شفافاً كالزجاج.
ويتراوح عمر الجنبية التي تحمل رأساً صيفانيناً بين 400 عام و1500 عام وهي لا تقدر بثمن، ولعل السبب الخفي في ارتفاع هذا النوع من الرؤوس في الآونة الأخيرة يعود إلي قرار منظمة حماية حقوق الحيوان الذي يقضي بمنع استيراد قرون وحيد القرن خوفاً علي هذا الحيوان من الانقراض.
أما الجزء الثاني في الجنبية فيسمي النصل ويعتبر من أهم الأجزاء المكملة للجنبية علي الإطلاق وهو عبارة عن قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة يوجد علي كل من وجهيها خط مجوف إلي الأعلي يسمح بدخول الهواء في الجرح أثناء الطعن وبالتالي فإنه يؤدي إلي إصابة الجرح بالتسمم، والنصل أنواع فمنها الحضرمي والجولي والبتار ويصنع في محافظات حضرموت والبيضاء وذمار وصنعاء وأفضل أنواعها هي النصلة الحضرمية .
وللحفاظ علي الجنبية وإعطائها المنظر الجمالي البراق صنعت اليد اليمنية ما يسمي بالجراب أو العسيب أو الجهاز أو الجفل وهو الغمد المصنوع من الخشب، ويعد خشب التالوث والعشار أفضل أنواع الأخشاب التي يصنع منها الغمد العسيب وهو نوعان الحاشدي وهو الأكثر انتشاراً حيث يتميز هذا النوع بصغر زاوية انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبه حرف اللام وهو أكثر استخداماً في الوقت الحاضر، أما النوع الثاني فهو البكيلي وشكله يشبه حرف الراء، وهذا النوع يكاد يكون مقتصراً علي طبقة معينة تتمثل في طبقة السادة والقضاة.
تااااااااااااااااااااااااابع