معاهدة الطائف بين اليمن والسعودية عام 1934م - معاهدة الطائف
[size=29]معاهدة الطائف
وقعت في جدة في السادس من شهر صفر عام 1353 هـ الموافق 1934م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. نحن الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ملك المملكة اليمانية- بما
أنه قد عقدت بيننا وبين حضرة صاحب الجلالة الملك الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة
العربية السعودية معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية لإنهاء حالة الحرب الواقعة لسوء الحظ بيننا وبين جلالته ولتأسيس
علاقات الصداقة الإسلامية بين بلدينا ووقعها مندوب مفوض من قبلنا ومندوب من قبل جلالته وكلاهما حائزان للصلاحية
التامة المتقابلة وذلك في مدينة (جدة) في اليوم السادس من شهر صفر سنة ثلاث وخمسين بعد الثلاثمائة والألف وهي
مدرجة مع عهد التحكيم والكتب الملحقة بما فيها مــا يلي:
معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية بين المملكة اليمانية- وبين المملكة العربية السعودية
حضرة صاحب الجلالة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين- ملك اليمن من جهـة . وحضرة صاحب الجلالة الإمام عبد
العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود- ملك المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.
رغبة منهما في إنهاء حالة الحرب التي كانت قائمة لسوء الحظ فيها بينهما وبين حكومتيهما وشعبيهما ورغبة في جمع
كلمة الأمة الإسلامية العربية ورفع شأنها وحفظ كرامتها واستقلالها. ونظرا لضرورة تأسيس علاقات عهديه ثابتة بينهما
وبين حكومتيهما وبلديهما على أساس المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة . وحبا في تثبيت الحدود بين بلديهما وإنشاء
علاقات حسن الجوار وروابط الصداقة الإسلامية فما بينهما. وتقوية دعائم السلم والسكينة بين بلديهما وشعبيهما.
ورغبة في أن يكونا عضداً واحداً أمام الملمات المفاجئة وبنيانا متراصاً للمحافظة على سلامـة الجزيرة العربيـة، قررا
عقد معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية فيما بينهما وانتدبا لذلك الغرض مندوبين عنهما وهمـا:
عن حضرة صاحب الجلالة ملك اليمن حضرة صاحب السيادة السيد علي عبد الله بن أحمد الوزير.
وعن حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد العزيز
نجل جلالته ونائب رئيس مجلس الوزراء.
وقد منح الملكين لمندوبيهما الآنفـي الذكر الصلاحية التامة والتفويض المطلق.. وبعد أن اطلع المندوبان المذكوران على
أوراق التفويض التي بيد كل منهما فوجداها موافقة للأصول قررا باسم ملكيهما الاتفاق على المواد الآتـية:
المادة الأول:
تنتهي حالة الحرب القائمة بين مملكة اليمن والمملكة العربية السعودية بمجرد التوقيع على هذه المعاهدة وتنشأفوراً بين
جلالة الملكين وبلديهما وشعبيهما حالة سلم دائم وصداقة وطيدة وأخوة إسلامية عربية دائمة لا يمكن الإخلال بها جميعا
أو بعضها ويتعهد الفريقان الساميان المتعاقدان بأن يحلا بروح الود والصداقة جميع المنازعات والاختلافات التي قد تقع
بينهما وأن يسود علاقتهما روح الإخاء الإسلامي والعربي في سائر المواقف والحالات ويشهدان الله على حسن النوايا
ورغبتهما الصادقة في الوفاق والاتفاق سراً وعلناً00 ويرجوان منه سبحانه وتعالى أن يوفقهما وخلفاءهما وحكومتهما إلي
السير على هذه الخطة القومية التي فيها رضاء الخالق وعزة قومهما ودينهما.
المادة الثانية:
يعترف كل من الفريقين الساميين المتعاقدين للآخر باستقلال كل من المملكتين استقلالا تاما مطلقا وبملكيته عليها فيعترف
صاحب الجلالة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ملك اليمن لحضرة صاحب الجلالة الإمام عـبد العزيــز ولخلفائه
الشرعيين باستقلال المملكة العربية السعودية استقلالا تاما مطلقا وبملكيته على المملكة العربية السعودية. ويعترف
صاحب الجلالة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل- ملك المملكة العربية السعودية لحضرة صاحب الجلالة الإمام
يحيى بن محمد حميد الدين ولخلفائه الشرعيين باستقلال مملكة اليمن استقلالا تاما مطلقا وبالملكية على مملكة اليمن
ويسقط كل منهما أي حق يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد الآخر خارج الحدود الطبيعية المبينة صلب هذه المعاهدة.
إن جلالة الإمام يحيى يتنازل بهذه المعاهدة عن أي حق يدعيه باسم الوحدة اليمانية أو غيرها من البلاد التي هي بموجب
هذه المعاهدة تابعة للملكة العربية السعودية من البلاد التي كانت بيد الادارسة أو آل عائض أو في نجران وبلاد يام.
أن جلالة الإمام الملك عبد العزيز يتنازل بهذه المعاهدة عن أي حق من حماية واحتلال أو غيرهما في البلاد التي هي
بموجب هذه المعاهدة تابعة لليمن من البلاد التي كانت بيد الأدارسة أو غيرها
المادة الثالثة:
اتفق الفريقان الساميان المتعاقدان على الطريقة التي تكون بها الصلات والمراجعات بما فيه حفظ مصالح الطرفين وبما لا
ضرر فيه على أيهما على أن لا يكون ما يمنحه أحد الفريقين الساميين المتعاقدين للآخر أقل مما يمنحه لفريق ثالث ولا
يوجب هذا على أي الفريقين أن يمنح الآخر أكثر مما يقابلـه بمثلـه.
المادة الرابعـة:
خط الحدود الذي يفصل بين بلاد كل من الفريقين الساميين المتعاقدين موضح بالتفصيل الكافي فيما يلي ويعتبر هذا الخط
حدا فاصلا قطعيا بين البلاد التي تخضع لكل منهما.
- يبـدأ خط الحدود الفاصل بين المملكتين من النقطة الفاصلة بين ميدي والموسم على ساحل البحر الأحمر إلى جبال
تهامة في الجهة الشرقيـة، ثم يرجع شمالا إلى أن ينتهي إلى الحدود الغربية الشمالية التي بين بني جماعة ومن يقابلهم من
جهة الغرب والشمال، ثم ينحرف إلي جهة الشرق إلي أن ينتهي إلى ما بين حدود (نقعه) و (وعار) التابعتين لقبيلة
وائله وبين حدود يام، ثم ينحرف إلى أن يبلغ مضيق مروان وعقبة رفادة ، ثم ينحرف إلى جهة الشرق حتى ينتهي من
جهة الشرق إلى أطراف الحدود بين ما عدا ( يام ) من همدان بن زيد وايلي وغيره وبين يام.
كلما عن يمين الخط المذكور الصاعد من النقطة المذكورة التي على ساحل البحر الى منتهى الحدود في جميع جهات
الجبال المذكورة فهو من المملكة اليمانية- وكلما هو عن يسار الخط المذكور فهو من المملكة العربية السعودية،فما هو في
جهة اليمين المذكورة هو ميدي وحرض وبعض قبيلة الحرث والمير وجبال الظاهر، وشذا، والضيعة وبعض العبادل،
وجميع بلاد وجبال رازح،(ومنبه مع عر وآل شيخ)، وجميع بلاد وجبال بني جماعه وسحار الشام أيباد وما يليها ، وكل
مريصعة من سحار الشام وعوم سحار ونقعه ووعار وعوم وائله.. وكذا الفرع مع عقبة نهوقة وعوم من عدا يام ووادعة
ظهران من همدان بن زيد هؤلاء المذكورين وبلادهم بحدودها المعلومة وكل ماهو بين الجهات المذكورة وما يليها مما لم
يذكر اسمه كان مرتبطا ارتباطا فعليا أو تحت ثبوت يد المملكة اليمانية. قبل سنة 1352 هـ وكل ذلك هو في جهة اليمين
فهو من المملكة اليمانيــة.
وما هو من جهة اليسار المذكورة وهو الموسم ووعلان وأكثر الحرث والخوبة والجابري وأكثر العبادل وجميع فيفا وبني
مالك وبني معيض وآل تليد، وقحطان، وظهران وادعة وجميع وادعة ظهران مع مضيق مروان وعقبة رفادة وما خلفها
من جهة الشرق والشمال من يام ونجران والحضن وزور وادعة وسائر من هو في نجران من وائله وكل ما هو تحت
عقبة نهوقة إلى أطراف نجران ويام من جهــة الشرق هـؤلاء المذكورون وبلادهم بحدودها المعلومة وكل ما هو بين
الجهات المذكورة وما يليها مما ( ا )يذكر اسمه مما كان مرتبطا ارتباطا فعليا أو تحت ثبوت يد المملكة العربية السعودية
قبل سنة 1352 هـ كل ذلك هو في جهة يسار الخط المذكور فهو من المملكة العربية السعودية وما ذكر من يام ونجران
والحضن وزور وادعة وسائر من هو في نجران من وائله- فهو بناء على ما كان من تحكيم جلالة الإمام يحيى لجلالة
الملك عبد العزيز في يام، والحكم من جلاله الملك عبد العزيز بأن جميعها تتبع المملكة العربية السعوديــة . وحيث أن
الحضن وزور وادعة ومن هو من وائله في نجران هم وائله و لم يكن دخولهم في المملكة العربية السعودية إلا لما ذكر
فذلك لا يمنع إخوانهم وائله من التمتع بالصلاة والمواصلات والتعــاون المعتـاد والمتعارف (بـه).
ثم يمتد هذا الخط من نهاية الحدود المذكورة آنفا بين إطراف قبائل المملكة العربية السعودية وأطراف ماعدا يام من همدان
بن زيد وسائر قبائل اليمن. فللمملكة اليمنية كل الأطراف والبلاد اليمانية إلى منتهى حدود اليمن من جميع الجهات.
وللملكة العربية السعودية كل الإطراف والبلاد إلى منتهى حدودها من جميع الجهات وكل ما ذكر في هذه المادة من نقط
شمال وجنوب وشرق وغرب فهو باعتبار كثرة اتجاه ميل خط الحدود في اتجاه الجهات المذكورة وكثيرا ما يميل لتداخل
ما إلى كل من المملكتين . أما تعيين وتثبيت الخط المذكور وتمييز القبائل وتحديد ديارها على كل الوجوه فيكون إجراؤه
بواسطة هيئة مؤلفة من عدد متساو من الفريقين بصورة ودية أخوية بدون حيف بحسب العرف والعادة الثابتة عند القبائــــل.
المادة الخامسة:
نظرا لرغبة الطرفين الساميين المتعاقدين في دوام السلم والطمائينة والسكون وعدم إيجاد أي شيء يشوش الأفكار بين
المملكتين فانهما يتعهدان تعهدا متقابلا بعدم إحداث أي بناء محصن في مسافة خمسة كيلو مترات في كل جانب من جانبي
الحدود في كل المواقع والجهات على طول خط الحدود.
المادة السادسة:
يتعهد كل من الفريقين المتعاقدين سحب جنده فورا من البلاد التي أصبحت بموجب هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر مع
صون الآهلين والجند عن كل ضــرر .