إن أعظم هزيمة تقع على العبد ، فتخزيه وترديه ، هزيمة تقع رحاها
بين أضلاعه ، فتنهزم نفسه من نفسه ،وتكبّل قدمه بيده ، وتُكتم أنفاسه
في فيه بكفّه ، فيصبح مهزوماً من الداخل ، مزعزعاً من جوانبه ،
مخلخلاً من جوفه ، مذبذباً من ذاته ، فكيف يكتب له النصر
والتمكين على أعدائه ، والغلبة على معاديه ، والفوز على مبارزيه ،
وهو مهزوم في نفسه !!
فإذا أراد أن يجاهد في سبيل الله تعالى ، تذكر الموت والقتل ، و الجراح
والدماء والآلام والأسقام ، و الأسر بيدي الأعداء البغضاء ، و الهزيمة
المخزية ، والخوف والهلع والرعب والفزع ، فأحجم ، ولم يتقدم ، وقال :
إن للحرب رجالاً غيرنا ،فلسنا لها وليست لنا !
وإذا أراد أن يكابد طول الليل بقيامه متبتلاً بين يدي ربه ،قانتاً بالقرآن
راكعاً وساجداً بين يدي خالقه ، يتجافى بجنبه عن مضجعه ، تذكر حلاوة النوم
وقال بلسان المخذول :
هكذا معظم القوم ! وتذكر أعمال غده ، وأتعاب يومه ، وألقى الشيطان أمام عينه أنه
عمل مستحب ، فأثقل رأسه ، وغشاه بلباسه ،فنام ، وأعجزه القيام !
وإذا أراد أن يجود بما جاد به عليه مولاه من المال في وجوه الخير ، تذكر
تأمين مستقبله ، وحاجات أهله وعياله ، و كثرة الكاذبين في دعواهم ، وتعبه
ونصبه في جمعه وعدّه ، وكم ناله من ألم وسقم في سبيل الحصول عليه والوصول
إليه ، فجمع ومنع ، وأمسك وبخل ...
فإلى الله المشتكى من نفوسنا الضعيفة ، وإرادتنا العاجزة ، وعزائمنا الفاترة ،
وهممنا الخائرة !!
فمتى ننتصر على أعدائنا ونحن لم ننتصر على أنفسنا وشهواتنا ؟!
أحسب أن البعض سيقول : هذا ما وقعتُ فيه ، وأعاني منه ، فهل إلى
خروج من سبيل ؟!
أقول : إن من رحمة الله بنا وفضله علينا ، أنه ـ سبحانهـ جعل للجنة
ثمانية أبواب ، وجعل ـ بفضله ـ للخير أسباب وأسباب ، والموفق
من ألهمه مولاه أن يصيب من كل خير بنصيب ليكون من رواد الخير
فيلقي بدلوه في كلّ بئر ،ويرمي بسهمه في كل ميدان ، ويملىء جرابه
من كل سوق ، فإنه لا يدري من أي باب يقبل ،ولا بأي عمل يرحم ، فلا
يزال في عناء حتى يُقبل عند رب الأرض والسماء ، ثم إلى النعيم المقيم والخير
العميم في جنات النعيم ..
فمن أعجزته تلك الأعمال ، فإليه وصفة مباركة ، وبلسم نافع ، ودواء ناجع ، به
ينال الفضل ويدرك الخير الذي فاته ولم يفت غيره ...
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
:" من هاله الليلُ أن يُكابدهُ ، أو بخل بالمال أن يُنفقه ، أو جبن عن العدوّ
أن يقاتله ، فليكثر من ( سبحان الله وبحمده )، فإنها أحبُّ إلى الله من
جبلِ ذهبٍ ينفقه في سبيل الله عزَّ وجلَّ "
( رواه الفريابي والطبراني ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب
2/228 ـ 1541 )
>ولتقف على فضل هذه الوصفة ، فإليك ما يبين لك شيئاً منفضلها ، وطرفاً
من مكانتها وكرامتها ، فالزمها ، فإن بها النجاة من كثير من وجوه التقصير في
حقِّ ربنا العلي الكبير ..
عن سليمان بن يسار ، عن رجل من الأنصار :
أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
"قال نوحٌ لابنه : إنِّي مُوصيكَ بوصيّةٍ ، وقاصرها لكي لا تنساها
أوصيك باثنتين..وأنهاك عن اثنتين ..
أمَّا الّلتان أوصيكَ بهما: فيستبشرُ اللهُ بهما وصالح خلقه ،وهما يُكثرانِ
الولوج على الله :
أوصيك بلا إله إلا الله، فإنَّ السماوات والأرض لو كانتا حلقةً
قصمَتهُما ، ولو كانت في كِفَّة وزنتهُما ...
وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنهما صلاةُ الخلق ، وبهما يُرزقُ الخلقُ
[ وإن من شيءإلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ]
وأمَّا اللتان أنهاك عنهما :
فيحتجبُ الله منهما وصالح خلقه : أنهاك عن الشِّرك والكبر "
( رواه النسائي والبزار ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب 2/229 ـ 1543 )
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" من قال :سبحان الله وبحمده، غرست له نخلةٌ في الجنة "
(رواه الترمذي والنسائي وهو صحيح لغيره )
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال سول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله ؟ " قلتُ : يارسول الله ! أخبرني بأحبِّ
الكلام إلى الله ؟
فقال :" إن أحبَّ الكلام إلى الله ،سبحان الله وبحمده "
( رواه مسلم والنسائي والترمذي )
وفي رواية مسلم ، أن رسول لله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل :
أيُّ الكلام أفضلُ ؟ قال :"
ما اصطفى اللهُ ملائكته أو لعباده ،سبحان الله وبحمده "
فهل تحتاج منك هذه الوصفة إلى مال وفير أو سهر كثير أو جهد كبير
أو وقت طويل و خوف وبيل ؟!
بين أضلاعه ، فتنهزم نفسه من نفسه ،وتكبّل قدمه بيده ، وتُكتم أنفاسه
في فيه بكفّه ، فيصبح مهزوماً من الداخل ، مزعزعاً من جوانبه ،
مخلخلاً من جوفه ، مذبذباً من ذاته ، فكيف يكتب له النصر
والتمكين على أعدائه ، والغلبة على معاديه ، والفوز على مبارزيه ،
وهو مهزوم في نفسه !!
فإذا أراد أن يجاهد في سبيل الله تعالى ، تذكر الموت والقتل ، و الجراح
والدماء والآلام والأسقام ، و الأسر بيدي الأعداء البغضاء ، و الهزيمة
المخزية ، والخوف والهلع والرعب والفزع ، فأحجم ، ولم يتقدم ، وقال :
إن للحرب رجالاً غيرنا ،فلسنا لها وليست لنا !
وإذا أراد أن يكابد طول الليل بقيامه متبتلاً بين يدي ربه ،قانتاً بالقرآن
راكعاً وساجداً بين يدي خالقه ، يتجافى بجنبه عن مضجعه ، تذكر حلاوة النوم
وقال بلسان المخذول :
هكذا معظم القوم ! وتذكر أعمال غده ، وأتعاب يومه ، وألقى الشيطان أمام عينه أنه
عمل مستحب ، فأثقل رأسه ، وغشاه بلباسه ،فنام ، وأعجزه القيام !
وإذا أراد أن يجود بما جاد به عليه مولاه من المال في وجوه الخير ، تذكر
تأمين مستقبله ، وحاجات أهله وعياله ، و كثرة الكاذبين في دعواهم ، وتعبه
ونصبه في جمعه وعدّه ، وكم ناله من ألم وسقم في سبيل الحصول عليه والوصول
إليه ، فجمع ومنع ، وأمسك وبخل ...
فإلى الله المشتكى من نفوسنا الضعيفة ، وإرادتنا العاجزة ، وعزائمنا الفاترة ،
وهممنا الخائرة !!
فمتى ننتصر على أعدائنا ونحن لم ننتصر على أنفسنا وشهواتنا ؟!
أحسب أن البعض سيقول : هذا ما وقعتُ فيه ، وأعاني منه ، فهل إلى
خروج من سبيل ؟!
أقول : إن من رحمة الله بنا وفضله علينا ، أنه ـ سبحانهـ جعل للجنة
ثمانية أبواب ، وجعل ـ بفضله ـ للخير أسباب وأسباب ، والموفق
من ألهمه مولاه أن يصيب من كل خير بنصيب ليكون من رواد الخير
فيلقي بدلوه في كلّ بئر ،ويرمي بسهمه في كل ميدان ، ويملىء جرابه
من كل سوق ، فإنه لا يدري من أي باب يقبل ،ولا بأي عمل يرحم ، فلا
يزال في عناء حتى يُقبل عند رب الأرض والسماء ، ثم إلى النعيم المقيم والخير
العميم في جنات النعيم ..
فمن أعجزته تلك الأعمال ، فإليه وصفة مباركة ، وبلسم نافع ، ودواء ناجع ، به
ينال الفضل ويدرك الخير الذي فاته ولم يفت غيره ...
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
:" من هاله الليلُ أن يُكابدهُ ، أو بخل بالمال أن يُنفقه ، أو جبن عن العدوّ
أن يقاتله ، فليكثر من ( سبحان الله وبحمده )، فإنها أحبُّ إلى الله من
جبلِ ذهبٍ ينفقه في سبيل الله عزَّ وجلَّ "
( رواه الفريابي والطبراني ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب
2/228 ـ 1541 )
>ولتقف على فضل هذه الوصفة ، فإليك ما يبين لك شيئاً منفضلها ، وطرفاً
من مكانتها وكرامتها ، فالزمها ، فإن بها النجاة من كثير من وجوه التقصير في
حقِّ ربنا العلي الكبير ..
عن سليمان بن يسار ، عن رجل من الأنصار :
أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
"قال نوحٌ لابنه : إنِّي مُوصيكَ بوصيّةٍ ، وقاصرها لكي لا تنساها
أوصيك باثنتين..وأنهاك عن اثنتين ..
أمَّا الّلتان أوصيكَ بهما: فيستبشرُ اللهُ بهما وصالح خلقه ،وهما يُكثرانِ
الولوج على الله :
أوصيك بلا إله إلا الله، فإنَّ السماوات والأرض لو كانتا حلقةً
قصمَتهُما ، ولو كانت في كِفَّة وزنتهُما ...
وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنهما صلاةُ الخلق ، وبهما يُرزقُ الخلقُ
[ وإن من شيءإلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ]
وأمَّا اللتان أنهاك عنهما :
فيحتجبُ الله منهما وصالح خلقه : أنهاك عن الشِّرك والكبر "
( رواه النسائي والبزار ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب 2/229 ـ 1543 )
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" من قال :سبحان الله وبحمده، غرست له نخلةٌ في الجنة "
(رواه الترمذي والنسائي وهو صحيح لغيره )
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال سول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله ؟ " قلتُ : يارسول الله ! أخبرني بأحبِّ
الكلام إلى الله ؟
فقال :" إن أحبَّ الكلام إلى الله ،سبحان الله وبحمده "
( رواه مسلم والنسائي والترمذي )
وفي رواية مسلم ، أن رسول لله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل :
أيُّ الكلام أفضلُ ؟ قال :"
ما اصطفى اللهُ ملائكته أو لعباده ،سبحان الله وبحمده "
فهل تحتاج منك هذه الوصفة إلى مال وفير أو سهر كثير أو جهد كبير
أو وقت طويل و خوف وبيل ؟!