مدينة الملوك/ صالح الجبني :-
ألا يا عيدنا يا صغير يا ذي لا لا لا ... ألا عود على أمي وأبوي يا ذي لا لا لا
ألا والباقين أخوتي يا ذي لا لا لا ... ألا وكل غائب يعود يال ذي لا لا لا
ألا من دون ذي في اللحود يا ذي لا لا لا
هكذا يردد الأطفال هذه الأهازيج عشية العيد ( عيد الفطر المبارك الصغير) وهم يقومون بإشعال النار على سطوح منازلهم بشكل كرات نارية يخلط فيها الرماد بمادة الغاز، حيث ترصف بشكل مستقيم على كامل سطح المنازل، وهذا ما يسمى بـ( الهشال) في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق الألعاب النارية كالطماش والمفرقات ابتهاجاً بقدوم العيد، وفرحاً وسعادة بما قام به المواطنون المسلون من عبادات واستغفار خلال شهر رمضان المبارك، أما الآخرين من بعض الشباب فإن الجبال والمرتفعات المحيطة بمدينة جبن فإنها من اهتمامهم ومسئولياتهم في اختيار الأماكن المناسبة والمطلقة على المدينة، أو القرى الأخرى لإشعال النار بواسطة إطارات السيارات،والتي تظل مشتعلة حتى وقت متأخر من ليلة العيد. وحال انتهاء الأطفال من عملية "الهشال" فإنهم ينطلقون إلى الحارات والشوارع على شكل جماعات يرددون نشيداً طفولياً جميلاً:
العيد جاء أهلاً به ... كل المنى في قرية
يا اخوتي عيد سعيد ... يا رفقتي عيد سعيد
أهلاً به أهلا به
تلك هي من عادات وتقاليد العيدفي مديرية جبن والتي تعتبر من التراث الشعبي الذي يحرص على ممارسته أبناء المديرية لإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب أبناءهم – أما تجهيزات العيد فإن ذلك يتم قبل فترة من اقترابه بشراء الملابس والألعاب الخاصة بالأطفال ومستلزمات زيارات الأهل والأقرب من الهدايا والحلويات وكذا يقمن النساء بصنع وعمل أكلات العيد كصحن السوسي وبنت الصحن (السبايا) وأنواع من الكيك والكعك إلى جانب تنوع العصائر والمشروبات.
ومع ابنلاج صباح يوم العيد وبزوغ شمسه فإن خطوات الأباء والأبناء تتجه نحو مصلي العيد الذي يتجمع فيه المواطنون والأطفال لأداء صلاة العيد التي دائماً يؤدونها خارج المساجد ( أي في العراء) وتحديداً في مصلى "السبل) مرددين كلمات التهليل التكبير لله سبحانه وتعالى يشكرون نعمة الله ويحمدون فضله، داعين رب العالمين قبول صلاتهم وصيامهم وقيامهم وجميع أعمالهم، وما أن تنتهي صلاة وخطبة العيد حتى يتكون مشهداً جميلاً ورائعاً باعثاً كل معاني المحبة والإخاء والتسامح والعطاء، ويترجم المعاني الحقيقية والإنسانية للدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة فترى الناس جميعاً في عناق حميم ومصافحة صادقة، وتبادل التهاني المباركة بروح العاطفة وتوزيع الصدقات بنفس راضية، ورحيمة والقيام بزيارات الأقارب والأرحام إلى المنازل تكون واجبة عليهم تنفيذها، وهكذا يستمر يوم العيد في زيارات متبادلة تسمى بـ"المعاودة" والأطفال يتنقلون من منزل إلى آخر لأداء المعاودة" لأهلهم وجيرانهم ويجمعون هدايا وحلويات العيد.
أما في اليوم الثاني فإن مراسيم العيد تتواصل حيث يقوم الشباب والعقال وجميع المواطنين من مركز المديرية بزيارة القرى والعمل المجاورة لأداء واجب العادات والتقاليد الحميدة وتشكيل فرق الزوامل الشعبية والرقصات الجميلة. أما تلك الفرق والتي تسمى بـ"الدورة" ويتفنن الشعراء في اختيار كلمات زواملهم والتعبير عن مدى فرحتهم بزيارة الأخوة والأصدقاء في العيد السعيد، وهكذا تستمر زيارة القرى من قبل مركز المديرية لمدة ثلاثة أيام بعدها فإن تلك القرى التي تمت زيارتها تتجمع إلى مشارف مركز المديرية لرد الزيارات وهكذا يستقبلون. كما استقبلوا، ومن المهم في زوامل هذه الزيارة أن بعض الشعراء يتطرقون في زوامهلم إلى بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية ..الخ. ويتفقدون المخالفات والاختلالات الرسمية والشعبية أو القبلية، يدوعون إلى تصحيح بعض الأخطاء الموجودة واتباع الأساليب الصحيحة والمعالجات المناسبة ببعض السلبيات الخاطئة.
أما بالنسبة لليالي أيام العيد فإن السمر والبال يشكل نوعاً مزيداً ومتميزاً وطابعاً تقليدياً جميلاً، وذلك بإحياء ليالي العيد بالبال الذي يتجمع إليه الشباب والشعراء من ساحة السمر بعد إضاءة الساحة وفيه يتنازل الشعراء الشعار بأشعارهم في جو من الحماس والتشجيع من صفي البال وهنا تظهر براءة الشعراء وسرعة البديهة وامتلاك الحس الشعري وضرورة سرعة الرد بشعر مفهوم وكلمات مرتبة وتوافي منظمة، حيث يستمر البال حتى ساعات متأخرة من الليل ولمدة بعض الفترات تزيد من أسبوع.
تلك هي مقتطفات من عادات وتقاليد مديرية جبن في مناسبة عيد الفطر المبارك "العيد الصغير" وهناك بعض الاختلاف في المناسبات الدينية والوطنية لبعض العادات والتقاليد حيث تزيد في عيد الأضحى المبارك بالتعاويد لأصحاب الأضاحي الإناث والتي تكون أضاحيهم حوامل "حبلى" وهكذا سوف تناوله في المناسبات القادمة.
وحتى تلك المناسبة لنا لقاء.. وكل عام وأنتم بخير.
ألا يا عيدنا يا صغير يا ذي لا لا لا ... ألا عود على أمي وأبوي يا ذي لا لا لا
ألا والباقين أخوتي يا ذي لا لا لا ... ألا وكل غائب يعود يال ذي لا لا لا
ألا من دون ذي في اللحود يا ذي لا لا لا
هكذا يردد الأطفال هذه الأهازيج عشية العيد ( عيد الفطر المبارك الصغير) وهم يقومون بإشعال النار على سطوح منازلهم بشكل كرات نارية يخلط فيها الرماد بمادة الغاز، حيث ترصف بشكل مستقيم على كامل سطح المنازل، وهذا ما يسمى بـ( الهشال) في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق الألعاب النارية كالطماش والمفرقات ابتهاجاً بقدوم العيد، وفرحاً وسعادة بما قام به المواطنون المسلون من عبادات واستغفار خلال شهر رمضان المبارك، أما الآخرين من بعض الشباب فإن الجبال والمرتفعات المحيطة بمدينة جبن فإنها من اهتمامهم ومسئولياتهم في اختيار الأماكن المناسبة والمطلقة على المدينة، أو القرى الأخرى لإشعال النار بواسطة إطارات السيارات،والتي تظل مشتعلة حتى وقت متأخر من ليلة العيد. وحال انتهاء الأطفال من عملية "الهشال" فإنهم ينطلقون إلى الحارات والشوارع على شكل جماعات يرددون نشيداً طفولياً جميلاً:
العيد جاء أهلاً به ... كل المنى في قرية
يا اخوتي عيد سعيد ... يا رفقتي عيد سعيد
أهلاً به أهلا به
تلك هي من عادات وتقاليد العيدفي مديرية جبن والتي تعتبر من التراث الشعبي الذي يحرص على ممارسته أبناء المديرية لإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب أبناءهم – أما تجهيزات العيد فإن ذلك يتم قبل فترة من اقترابه بشراء الملابس والألعاب الخاصة بالأطفال ومستلزمات زيارات الأهل والأقرب من الهدايا والحلويات وكذا يقمن النساء بصنع وعمل أكلات العيد كصحن السوسي وبنت الصحن (السبايا) وأنواع من الكيك والكعك إلى جانب تنوع العصائر والمشروبات.
ومع ابنلاج صباح يوم العيد وبزوغ شمسه فإن خطوات الأباء والأبناء تتجه نحو مصلي العيد الذي يتجمع فيه المواطنون والأطفال لأداء صلاة العيد التي دائماً يؤدونها خارج المساجد ( أي في العراء) وتحديداً في مصلى "السبل) مرددين كلمات التهليل التكبير لله سبحانه وتعالى يشكرون نعمة الله ويحمدون فضله، داعين رب العالمين قبول صلاتهم وصيامهم وقيامهم وجميع أعمالهم، وما أن تنتهي صلاة وخطبة العيد حتى يتكون مشهداً جميلاً ورائعاً باعثاً كل معاني المحبة والإخاء والتسامح والعطاء، ويترجم المعاني الحقيقية والإنسانية للدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة فترى الناس جميعاً في عناق حميم ومصافحة صادقة، وتبادل التهاني المباركة بروح العاطفة وتوزيع الصدقات بنفس راضية، ورحيمة والقيام بزيارات الأقارب والأرحام إلى المنازل تكون واجبة عليهم تنفيذها، وهكذا يستمر يوم العيد في زيارات متبادلة تسمى بـ"المعاودة" والأطفال يتنقلون من منزل إلى آخر لأداء المعاودة" لأهلهم وجيرانهم ويجمعون هدايا وحلويات العيد.
أما في اليوم الثاني فإن مراسيم العيد تتواصل حيث يقوم الشباب والعقال وجميع المواطنين من مركز المديرية بزيارة القرى والعمل المجاورة لأداء واجب العادات والتقاليد الحميدة وتشكيل فرق الزوامل الشعبية والرقصات الجميلة. أما تلك الفرق والتي تسمى بـ"الدورة" ويتفنن الشعراء في اختيار كلمات زواملهم والتعبير عن مدى فرحتهم بزيارة الأخوة والأصدقاء في العيد السعيد، وهكذا تستمر زيارة القرى من قبل مركز المديرية لمدة ثلاثة أيام بعدها فإن تلك القرى التي تمت زيارتها تتجمع إلى مشارف مركز المديرية لرد الزيارات وهكذا يستقبلون. كما استقبلوا، ومن المهم في زوامل هذه الزيارة أن بعض الشعراء يتطرقون في زوامهلم إلى بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية ..الخ. ويتفقدون المخالفات والاختلالات الرسمية والشعبية أو القبلية، يدوعون إلى تصحيح بعض الأخطاء الموجودة واتباع الأساليب الصحيحة والمعالجات المناسبة ببعض السلبيات الخاطئة.
أما بالنسبة لليالي أيام العيد فإن السمر والبال يشكل نوعاً مزيداً ومتميزاً وطابعاً تقليدياً جميلاً، وذلك بإحياء ليالي العيد بالبال الذي يتجمع إليه الشباب والشعراء من ساحة السمر بعد إضاءة الساحة وفيه يتنازل الشعراء الشعار بأشعارهم في جو من الحماس والتشجيع من صفي البال وهنا تظهر براءة الشعراء وسرعة البديهة وامتلاك الحس الشعري وضرورة سرعة الرد بشعر مفهوم وكلمات مرتبة وتوافي منظمة، حيث يستمر البال حتى ساعات متأخرة من الليل ولمدة بعض الفترات تزيد من أسبوع.
تلك هي مقتطفات من عادات وتقاليد مديرية جبن في مناسبة عيد الفطر المبارك "العيد الصغير" وهناك بعض الاختلاف في المناسبات الدينية والوطنية لبعض العادات والتقاليد حيث تزيد في عيد الأضحى المبارك بالتعاويد لأصحاب الأضاحي الإناث والتي تكون أضاحيهم حوامل "حبلى" وهكذا سوف تناوله في المناسبات القادمة.
وحتى تلك المناسبة لنا لقاء.. وكل عام وأنتم بخير.