منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبندخول

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن


descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyوهكذا يجب أن تحب

more_horiz
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لها في الحب قصة لا أدري لم لم تجد اهتماما كبيرا بين الدعاة والعلماء .
كانت زينب هي البنت الكبرى للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتزوجت من ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وكان شديد الحب لها ، وكانت شديدة الحب له .
تبدأ المعاناة في قصة الحب تلك ، من اللحظة التي بُعث فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، إذ كان أبو العاص بن الربيع في سفر خارج مكة .. ولم تكن زينب بالتي تشك للحظة في صدق وأمانة والدها الذي اشتهر بين الناس بـ “الصادق الأمين” ، فأسلمت لله رب العالمين .
وصارت تترقب الأيام إلى حين عودة زوجها لكي يدخل معها في الإسلام ، وبمجرد أن عاد وأخبرته إذا به يغضب ويثور على أنها أسلمت دون أن تستأذنه ، ولأن الناس تعلم كم يحبها خشي أن يقول الناس إنه أسلم لأمر امرأة ، فعاند وأصر على ألا يسلم .
منذ تلك اللحظة ينقسم قلب زينب – رضي الله عنه – بين إسلامها ، وبين زوجها الذي يرفض أن يسلم .. ولا ندري كيف كانت تتعذب إذ تظن أنها هي التي أدت بزوجها إلى هذا العناد حين لم تنتظر عودته لتدخل بعد إذنه في الإسلام ، لكن الانتظار عن الحق هو ما لا يمكن ولا يعقل .
لم يلبث الأمر أن اشتد صعوبة ، إذ كان من أساليب قريش في الضغط على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو أن تطلق بناته .. وقد كانت رقية وأم كلثوم قد تزوجتا ( دون بناء ) بابني أبي لهب ، فأمر أبو لهب أولاده بأن يطلقا بنتي النبي فطلقاهما بالفعل ( تزوجت رقية بعثمان فيما بعد ، وبقيت أم كلثوم دون زواج عشر سنوات كاملة إلى أن تزوجها عثمان بعد وفاة أخيها رقية ) .. واشتد الضغط على أبي العاص ليطلق زينب .
ولكن أبا العاص لشدة حبه لزينب لم يخضع ولم يطلقها وقال : ” لا والله إني لا أفارق صاحبتي ، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش “، وظلت معه.
اشتد الأمر على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى هاجر إلى المدينة ، ولم يسمح أبو العاص لزوجته زينب بالهجرة ، فعاشت زينب في مكة التي تعادي أباها ولا تكتم كراهته وإن كانت في ظل زوج حبيب لا يمسها بسوء . لكن العداء بين النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومكة يزداد يوما بعد يوم وأنباء المواجهات العسكرية – وإن كانت محدودة – بين جيش محمد وقوافل مكة تأتي بين الحين والآخر مما ينذر بمعركة كبرى .. وما لبث الأمر كثيرا حتى جاءت معركة بدر .
وهنا تواجه زينب – رضي الله عنها – أخطر موقف في حياتها كلها ، فلقد خرج زوجها الحبيب وأبو ولديها – عليّ وأمامة – إلى معركة بدر ، وسيقف وجها لوجه ضد أبيها النبي الخاتم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهي وإن كانت بقلبها تتمنى النصر لأبيها ، فإن قلبها سينشق لو أصيب زوجها بمكروه .
وأضحت زينب بين حالين أحلاهما مر ، فهي إما يتيمة وإما أرملة ، هذا إن فقدت أباها ، وذلك إن فقدت زوجها .. ولا أظن أني أستطيع وصف معاناتها ، ولا كيف كان يمر بها الليل أو النهار وهي في تلك اللحظات . زوجها وأبوها وجها لوجه في معركة كبرى ، لن ترحم سيوفهما الآخر في لهب المعركة ، كيف كانت في تلك الساعات وهي الوحيدة في بيتها وترميها مكة عن قوس واحدة ؟!! . ربما يتفضل علينا أديب فيحاول صياغة تلك اللحظات الرهيبة بلا أدنى شك .
لكن فضل الله يتنزل عليها ، وتسفر المعركة عن أفضل نتيجة ممكنة : انتصار النبي نصر حاسما كبيرا ، ووقوع زوجها أسيرا ، وما كان في الخيال شئ أفضل من هذا الذي كان .
قرر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مبلغ ألف درهم كفداء للأسير ، وراحت الأقوام تجمع المال لفداء أسراها . لم يكن لدى زينب – رضي الله عنها – هذا المال ولا شئ منه ، لكنها أخرجت كل ما تملك من مال حتى لقد أرسلت مع المال قلادتها التي كانت قد أهدتها لها أمها خديجة – أم المؤمنين – رضي الله عنها في ليلة زواجها .. أرسلت كل هذا مع أخي زوجها عمرو بن الربيع .
ما إن رأى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) تلك القلادة حتى تذكر خديجة ، فرق لها رسول الله رقة شديدة حتى بكى وترحم على خديجة ، واستأذن الصحابة في أن يطلقوا سراح أبي العاص وقال : ” إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ” فوافق الصحابة رضوان الله عليهم ، فأعاد النبي القلادة مع أبي العاص ، ولكنه اشترط عليه أن يبعث بزينب إلى المدينة ، وأرسل زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار لكي ينتظرا زينب على بعد من مكة ويصحباها إلى المدينة .
كأنما لابد لها أن تبقى منقسمة القلب مشققة النفس بين الوالد الحبيب والزوج الحبيب .. إنها لمرة أخرى سينتقل جسدها إلى حيث أبيها ويبقى قلبها عند زوجها ، بعدما كان القلب عند أبيها وكانت هي عند زوجها ! ، وهو من وراء الأب والزوج حال بين عداوة الوطن وحفاوة الغربة ..
بمجرد أن دخل أبو العاص على زوجته طلب منها أن تتهيأ للسفر إلى المدينة لأنه وعد النبي بهذا ، وكان رجلا مشهورا بالوفاء .. وحين خرجت زينب من مكة وكانت حبلى في الشهر الرابع ، خرجت مع كنانة بن الربيع – أخي زوجها – إلى حيث يسلمها عند زيد بن حارثة ، ولكن علم بعض مشركي مكة فاندفع مجرمان خبيثان هما هبار بن الأسود ونافع بن عبد عمرو ليطاردا راحلتها ، فضربا بالرمح في الناقة التي تحملها حتى وقعت الناقة فوقعت من عليها زينب على صخرة على بطنها ، فظلت تنزف دما حتى فقدت جنينها ، فأمسك كنانة بقوسه ونثر سهامه أمامه وقال : والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ، فبدا أن معركة ستشتعل ، لكن تدخل أبو سفيان وقال : إنك لم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ، وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رءوس الناس من بين أظهرنا ، أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وأن ذلك منا ضعف ووهن ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثورة ولكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس أن قد رددناها ، فسلها سرا ، وألحقها بأبيها ، فاقتنع كنانة بهذا الكلام وعاد بها إلى أن هدأ الأمر ، ثم أخرجها ليلا إلى حيث ينتظرها زيد بن حارثة والأنصاري اللذان أوصلاها إلى المدينة .
بعد هذه الواقعة بأربع سنوات ، كان نفس الصحابي زيد بن حارثة قائدا لسرية اعترضت قافلة لقريش ( سرية العيص – أواخر 6 هـ ) ، وكان من قدر الله أن قائد هذه القافلة هو نفسه العاص بن أبي الربيع ، فأسر المسلمون هذه القافلة ومن فيها ، وكان من المأسورين بالطبع أبو العاص بن الربيع .
وفي خلسة من الليل استطاع أبو العاص بن الربيع أن يهرب من الأسر ، وانطلق ليلا حتى أتى إلى بيت زينب رضي الله عنها ، فطرقه ليلا فلما فتحته وجدت المفاجأة ورأت آخر من كانت تتوقع رؤيته في تلك الليلة ..
إنه موقف دقيق وشديد الدلالة ، فإن أبا العاص لم يفكر في مأمن إلا عند زوجته زينب التي فارقها منذ أربع سنوات ، وقد أمن على نفسه أن تسلمه أو تجهر بأمره .. وزينب نفسها التي قد يعرضها هذا الموقف لما يشبه اختراق قوانين الحياة في المدينة ، وإخفاء أسير هارب .. لكن ذلك الحب هداها لما هو أقوى من هذا .
لمكانة المرأة في المجتمع الإسلامي ، ولشدة حب زينب لزوجها أبي العاص لم تتردد زينب في أن أدخلته وطمأنته ، فلما انتهت صلاة الفجر إذا بها تصيح من آخر المسجد : يا معشر المسلمين إني قد أجرت زوجي أبا العاص بن الربيع . فلم تكتف فقط بما فعلت بالأمس إذ أمنته من خوف وأطعمته من جوع ، بل أعلنت للناس في المدينة أنها تجير ( يعني : يدخل في حمايتها ) زوجها أبا العاص بن الربيع ، فهو من الآن في ذمتها وحمايتها ، وأي اعتداء عليه هو اعتداء عليها هي .. اللافت للنظر كذلك أنها أخذت هذا القرار منفردة ، وأعلنته منفردة دون حتى أن يعلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .. فإنه لما سمع نداء زينب من آخر المسجد قال : هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم . قال : ” فوالذي نفسي بيده ما علمت بشئ مما كان حتى سمعت الذي سمعتم . المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت ” .
ثم قامت زينب – رضي الله عنها – بما هو أكبر من ذلك : لقد توسطت عند رسول الله أن يرد القافلة وما فيها من أموال إلى أبي العاص ويطلق سراحه ، فاستشار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الصحابة في هذا الأمر ، وكانوا – رضوان الله عليهم – لا تساوي كنوز الأرض عندهم إسلام واحد من الناس ، فوافقوا وردوا إلى النبي كل ما غنموه من أموال القافلة مهما قل أو صغر ، وعاد أبو العاص بالقافلة إلى مكة .
بمجرد أن عاد إلى مكة رد جميع الأموال إلى أصحابها وقال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم شئ قالوا لا والله قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله لقد أسلمت بالمدينة وما منعني أن أقيم بالمدينة إلا أني خشيت أن تظنوا أني أسلمت لأن أذهب بالذي لكم .
ثم عاد مسلما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة ، وعاد إلى زينب زوجا كريما .
ولأول مرة منذ 7 سنوات ، تستطيع زينب – رضي الله عنها – أن ترى أباها وزوجها في نفس الوقت .
ولأول مرة منذ 20 سنة كاملة ، ترى أباها وزوجها في نفس المعسكر .
عشرون عاما ، كان قلبها منشقا بين الأب الحبيب والزوج الحبيب .. كم تمنت فيهما أن تسحب هذا الزوج الحبيب إلى الرسالة الإلهية الخالدة ، وكم عانت – رضي الله عنها – لأجل هذه القسمة ! فلا السنين غيرت حب زوجها ولا خلعته من قلبها ، ولا الحب أعماها عن رؤية الحق واتباعه والإصرار عليه مهما كان هذا قد أغضب زوجها .
إن الموقف قد يحكى في بضعة سطور ، لكنه يحتاج إلى قارئ ذكي يحاول تخيل الحياة في تلك العشرين سنة ، لير كيف يكون الحب عميقا عميقا لكنه لا يعمي عن رؤية الحق ولا يؤخر عن اتباعه .. وكيف أن معاناة عشرين سنة لم تؤثر لا على الحب ولا على اتباع الحق ، بل كانت معاناة عشرين سنة نوعا من جهاد مرير تدور كل معاركه في هذا القلب المتمزق بين هذا وبين هذا .
وبعد عشرين سنة من المعاناة يلتئم هذا القلب بإسلام أبي العاص بن الربيع ..
لم يدم هذا الالتئام إلا سنة واحدة ، فلقد كان مرض بطنها يشتد عليها منذ أن أوقعها هبار بن الأسود ونافع بن عبد عمرو من على جملها لدى خروجها من مكة .. حتى ماتت رضي الله عنها بعد عام واحد من إسلام زوجها ( أوائل 8 هـ ) ولم تر فتح مكة .
وتلك قصة زينب بنت محمد – رضي الله عنها - .. كانت كلها : حبا ومعاناة !

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz

مشكوره اختي وزود الله من امثالك

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz
مشكورين


اخي السحاقي لازم تقراء لما يكون معك وقت

لان في كثير من العبر

جزاكم الله خيرا

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz
مشكور ويعطيج العافيه اختي العزيزه انهم كانوا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه


لا يوجد فرق بين الحين ووقتهم

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz
اشكرك اخي الكريم علي الرد

دمت بخير

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz
مشكوره اختي ع الموضوع

descriptionوهكذا يجب أن تحب Emptyرد: وهكذا يجب أن تحب

more_horiz
مشكوررين
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد