كشيخ حائر أبصرت يوماً | |
صغيراً قد جَفَا الدنيا ونَاحا | |
تُغالب عينَه العبراتُ حرَّى | |
يناغي الدمعَ قد نَسِيَ المِرَاحا | |
فأبصرني وفي عينيه برقٌ | |
فشقَّ الهمُّ قلبي واستباحا | |
فقلت ومقلتي سكبت دموعي | |
رويدك يا صغيرُ دعِ النُّواحا | |
فقال : أنا ( صلاحٌ ) ؛ قلتُ بشرى | |
فما العبراتُ تستجدي صلاحا | |
فخالَطَتِ ابتسامتُه دموعاً | |
ظَنَنْتُ الحزن قد ولّى وراحا | |
فقال وقد تلعثم في سؤالٍ : ... | |
أحقاً قد محا الكفر الصباحا ؟! | |
أحقاً لن يعود أبي وأمي ؟! ... | |
قد ارتحلوا ؛ لمن أشكو الجراحا ؟! | |
وأختي ( هندُ ) لم أسمع صداها ... | |
( صلاح ) ؛ ولم تعُدْ تلقي امتداحا | |
كلاب الروسِ أرَّقَهُم عفافٌ... | |
فما تركوا لها حتى الوِشاحا | |
*** *** *** | |
بُنيَّ كفاكَ ألهبْتَ الحنايا... | |
بهمٍّ قد حَوَى حتى البِطَاحا | |
جموعُ المسلمينَ بكلِّ أرضٍ ... | |
وذِكْرُهُمُ طوى الأرضَ وَلاحا | |
ولكن ليسَ هَمُّهُمُ جهاداً ... | |
بل البلدانَ يبغونَ السّواحا | |
بَنِي الإسلامِ إن تركوا الجهاد... | |
فلا تأملْ ولا ترجُ الفلاحا | |
فقال : أبي ! وأمي ! ثم أختي ! ... | |
ووَدَّعَني بدمعٍ واستراحا |