زراعة الخلايا الصبغية الذاتية
نهضة علمية في مجال علاج البهاق وآمال جديدة للمرضى

تأتي مبادرة إجراء عملية زراعة الخلايا الصبغية الذاتية الجديدة لمرضى البهاق وتوطينها على أيدي أطباء سعوديين بمثابة اختراق طبي هام لواحدة من العمليات الجراحية الدقيقة التي تلعب التكنولوجيا الحديثة دوراً هاماً في تحقيقها إضافة إلى القدرات والمهارات الشخصية لهؤلاء الأطباء اللذين يقومون بإجرائها وتنتج أهمية هذا الإنجاز من أمور أربعة :
1. أهمية الشريحة التي تستفيد منها وهي المرضى المصابين بالبهاق مع كل ما يحمله هذا المرض من ثقل نفسي واجتماعي ومادي لأفراد هذه الشريحة وكل ما تحمله من أمل لهؤلاء الأشخاص .
2. إمكانية إجراء هذه العملية داخل المملكة العربية السعودية ما يعني عدم الاضطرار إلى السفر للخارج والأهم من ذلك إمكانية المتابعة مع الطبيب إذا عرفنا أن المتابعة تستمر في العادة لفترة 6 ـ 9 شهور .
3. المزج بين التطور التكنولوجي والقدرات البشرية حيث استطاع الأطباء السعوديون تسخير تكنولوجيا الليزر لتطوير هذه العملية وإجراءها بدقة شديدة تساهم في تخفيف نتائج أفضل بإذن الله مقارنة بالأسلوب المتبع في بلدان أخرى .
4. وضع المملكة العربية السعودية على خارطة الدول التي يقل عددها عن عدد أصابع اليد والتي تجرى فيها هذه العملية وتثبيت موقعها الطبي المتقدم الذي يبرز مكانتها العلمية .

تعتمد هذه الطريقة على أخذ الخلايا الصبغية من مناطق الجلد السليم ونقلها إلى المناطق المصابة بالبهاق وبهذا الشكل نكون قد تخلصنا من المشكلة الأساسية وهي أن البقعة البيضاء لا تحوي خلايا صبغية والخلايا المزروعة بدورها تعوض النقص وتباشر في اصطناع الصبغة وتعيد اللون الطبيعي للمناطق المصابة .

اما بالنسبة للمدة التي يستغرقها إجراء هذه العملية فهي تعتمد على المساحة المصابة من الجسم ولكن عادة وعند اختيار المريض والحالة المناسبة فإن العملية تستغرق حوالي 1 ـ 2 ساعة حيث يتم في البداية أخذ الخلايا من المكان السليم ثم وضعها في حاضنة خاصة لفترة تقل عن الساعة وخلال هذه المدة يتم تجريف المنطقة المصابة بالبهاق وتهيئتها للزراعة وذلك باستخدام وسائل جراحية خاصة ( تشبه هذه العملية عملية حرث الأرض قبل زراعة البذور فيها) ومن ثم يتم وضع الخلايا الصبغية بعد تحضيرها بشكل جيد على المناطق المصابة ويتم تغطية المكان بالشكل المناسب . ومن محاسن هذه الطريقة أن المريض يغادر العيادة مباشرة ويستطيع مزاولة عمله دون الحاجة إلى الراحة خلال يوم واحد .
ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية من العمليات السليمة والآمنة وهي لا تحتاج لفترة طويلة من الزمن كما أنها لا تحتاج لفترة راحة معينة بعد إجراءها ، وغالباً ما تتم تحت التخدير الموضعي دون الحاجة للتخدير العام .
واختلاطاتها نادرة جداً وهي لا تتعدى حدوث الالتهابات البسيطة في مكان الزراعة عن عدد قليل من المرضى .
وتعتبر نتائج هذه العملية جيدة جداً خاصة في حالات البهاق القطعي حيث قد تصل نسبة الفائدة حتى 95% وتعتبر نتائجها مرضية بشكل عام عند توفر الشروط المناسبة لإجرائها ( بهاق ثابت غير فعال ولا يستجيب للعلاجات الأخرى ومحدود المساحة) وتعتبر الإصابة في الأماكن المشعرة أكثر استجابة للعلاج من تلك التي تصيب الأماكن الخالية من الأشعار مثل رؤوس الأصابع والشفاه حيث لا تتعدى نسبة الفائدة فيها عن 30 ـ 40% .

وفي خلاصة القول :
تعتبر زراعة الخلايا الصبغية الذاتية من أحدث ما توصل إليه العلم في معالجة البهاق وهي الطريقة الجراحية الأكثر فائدة للمريض ونتائجها مباشرة وواعدة ومن الأهمية بمكان التذكير أن النتيجة لن تكون سريعة وإنما إعادة التلون قد يحتاج لفترة 3 ـ 6 أشهر بعد زراعة الخلايا وهي الفترة اللازمة للخلايا المزروعة أن تتكاثر فيها ولكي تنتج الصبغة وتوزعها على الخلايا الجلدية المجاورة



منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول