كلمات وقصائد وشعر رثاء لصديق الوفاء المرحوم : أحمد عبدالله القاسمي :
هذه الكلمات طرت في لحظة شوق وإشتياق للمحب (أحمد عبدالله القاسمي) , ولن أعترض بها عن حكم وقضاء ربي فالنفس ضعيفة والموت قوي , وتعلق النفس بشيء أخده القوي أمر صعب و غاية لا بصيص أمل لتحقيقها.
فتضيع الكلمات بين الحدث والحديث عن فقيدنا المرحوم بإذن الله(أحمد عبدالله القاسمي) , لقد رحل عن هذه الدنيا صديقي وكان موته كمصيبة عظيمة , وهو أكثر من مجرد صديق وصاحب خير وذو خلق حسن وذو تواضع وشهامة , فليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك ، خاصة إذا كنت قد عشت مع هذا الصديق منذ الطفولة، وبقي وفياً صادقاً لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته , ولطالما قضيت معه معظم العمر في الغربة ونحن صغارا , لقد مات رفيق الدرب , وهذا الخبر ما كنت أتوقعه يوما من الأيام أن يموت بهذه السرعة والفجأة , فمهما كتبت ومهما فعلت ومهما بكيت عليك يا أخي أحمد , فلن أوفيك حقك يا غالي , فالأيام ستثبت ذلك والزمن سيبين كل شيء , فيا ليت تعود ولكن هيهات هيهات فهذا أمر الله لا يرد , بالأمس كنت تلهو تلعب وتضحك وتكلم من تشاء وتصاحب من تشاء وتخطط للمستقبل وكنت تسهر مع الأصدقاء والأهل وتذهب إلى أي مكان تريده , واليوم لا أنيس ولا صاحب ولا ضحك ولا لعب ولا لهو ولا تخطيط ولا كلام ولا صديق ولا غذاء ولا كهرباء ولا ماء ولا أي شيء سوى القبر المظلم الموحش المخيف المرعب , قد أقول لماذا ذهبت ورحلت وتركتنا نصارع الآم تارة ونصارع الحزن والعذاب تارة أخرى لماذا؟ ولكنه القضاء والقدر الذي نؤمن به , أيها الصديق العزيز، نم قرير العين، لقد عانيت كثيراً من شرور هذه الدنيا الفانية، ومساوئ هذا الزمن الرديء، وقسوة الحياة . لقد فاجأتنا برحيلك بلا وداع، وستبقى حياً في قلوبنا نحن أحبائك ما دمنا أحياء, فأنت غالي وتبقى غاليا في قلبي وقلوب أحبائك يا عزيزي , عزيزي أحمد , ها أنا اليوم بعد رحيلك ، أعلم، لن أسمع أجراس الموت تدق في شفتيك بعد اليوم , أعلم ، منذ احتضنك القبر تحت التراب، ذهبت طاعن في الغياب كشيء، كذاكرة تقف على شفير النسيان، أعلم ، ستمنحك أفواه المتملقين الواقفين على أرجل الخطيئة في أرض انطلت عليها خدعة الحياة المقحلة نياشين السلام، والمحبة ، والصدق، والطهر والوفاء، سيقولون : عظيم اغتاله الموت في غلس الشباب.
سأرثيك لعل الرثاء يخفف ناري وحرقتي , صحيح أن الموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولا بد أنه ملاقينا يوماً ما إن عاجلاً أم آجلاً , ولكن في جميع الأحوال فالموت يتسلل إلينا خلسة ويختطف منا أعزاءنا واحداً بعد الآخر ودون أي إنذار.فلا يفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل أن تفقد عزيز إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن وذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار ولا يستطيع التعايش معه أواستيعابه وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات , ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير , لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء وأي شيء , فأوجاع الإفتقاد الأخرى تداوى وتعود بالوله والولع والوجد والشوق والمناجاة
وحتى الدمع غير أنه لا أمل في الرجوع حين الإصطدام بحقيقة الموت , هذا الفقد النهائي يأخد منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب , دون إنذارا ولا يسبقه عتاب.
بعض الرفاق كالتاج تلبسه
وبعض الرفاق بالروح تفديه
واه من أخ عزيز فقدته
ببعض الحروف اليوم أرثيه
عزيز النفس شهما عرفته
حسن العشرة للصديق يحميه
ماهزنى وفاة قدر وفا ته
ولا مصيبة إلا والموت يصيبه
يا رب العباد لا أسئلك رجوعه
قضاءك ماضي على الخلق جميعه
أرحمه يا ربى ووسع له قبره
آه آه يا صديقي
كم طريقا بيننا
ينأى ويقرب في الزمان
يأتي الرفاق
إلى أساك معذبين
لم يألفوا أن يفقدوك
وأن تسافر دونهم نحوالمغيب
وها هنا نبكي
لكي تبقى أليفا بيننا
كالماء كالطرق البسيطة
كالغروب
كالراحلين إلى مقامات القلوب
فأنت الواقف المنذور للفرح الأخير
تنهار خطوتك الحزينة
في تضاريس القرى التعبى
و أنت تخط موتك
في حشا الأفق الأسير
و تصب صوتك في ضباب الأرض
مزنا أبيضا
ياقبر أعز أنسان غالي رقد فيك
أغليك أنا يا قبر من حب غاليك مرحوم يا راعي الوفى والجميلي
إلي سكنت القبر صوتي يناديك موتك جرح قلبي وهديت حيلي
(أحمد)شيعتك القلوب وأنت فيها حبيبا ً طاهرا ً عفا ً نقي ّ
رحلت وفي الحشا مليون جرح على فرقاك تدمي جانبي
الـمـوت يـا شـيـنـه لـيـا زار غـالـي .. غـالـي عـلـيـك ومـاخـذه مـنـك بـسكون
يـا صـاح وأن تـقـفـي فـلا عـنـك سـالـي .. باعيشك الذكرى ولو كنت مدفون
أنـت الـوحـيـد الـلـي عشانك يسالي .. دمعن عليق الرمش ينزل على الهون
يـا صـاح لـو تـعـرف وش أنـت فـبـالـي .. مـا رحـت بالمفتاح والصاح مسجون
مــيـر الـفـنـا مـكـتـوب لـك لا مـحـالـي .. والـمـوت مـا يـعـرف خـويـن ولا دون
الـمـوت يـا مـوتـن قـطـف مـن خـيـالـي .. اخر سعد وأطغى علي نثرة حزون
يـا صـاح ضـاق الـصـدر والـحـزن حـالـي .. حـزنـن مرافقني مثل رفقه العون
والله لـو يـرجـعـك بـس دمـع سـالـي .. لـبـكـيـك طـول الـعمر لو تعمي عيون
لـك يـا صـحـيـبـي لـك سـلامن جزالي .. وأوعدك طول العمر لا صون لا صون
ذكـراك يـالـلـي غـيـرهـا مـا بـقـالـي .. مـع صـورتـن لـك داخـلي تنشر جنون
صح مشكله لا ضاق صدر الشمالي .. وشو يوسعه وهو على البعد مغبون
تبكي عيون الأنام قرتها # ونورها بينهم وبهجتها
ودَّتْ لوَ أنْ بالعمى قد اكتحلتْ # ولم يغب من يزينُ نظرتها
والكِبْدُ يا ويح كبدِ ناضجة # والنفس هدَّ الفراق قوتها
أحقا إن أحمد غادرنا # لبقعة أسكنتْه تربتَها
فإن يكنْ فهْيَ أمه أخذت # من حسنه حظها وحصتها
وكان قد شاقها محبتُهُ # فأطفأتْ بالعناق جمرتها
فلا تلمْ في القلوب منكسرا # فحبـُّه قد أصاب حبتَهـا
فكمْ رأينا من خلْقـه دررا # إذا انتقيت وجدت صفوتها
كالبدر زانتْـهُ في السمـا نجـمٌ # وزانهـنَّ وكان غرتـها
أبو الخصال التي سمعتَ بها # لكـنه يستقـلُّ كثرتـها
أذلها حلمه فطاعتْ له # حتى امتطى في الأنام صهوتـها
فسل بيوت الإله عنه ومن # أحيا بفيض العطـاء سنتـها
سقى الإله الكريم تربتـه # ونـالهُ منْ نوالـه ما اشتهـى
تخاوينا على حلـو الحـلا ومـرارة الأمـرار
في أرض الغربة يومك يا أخي طيـبٌ فالـك
وكانت خير صحبة كنت أفضل من الغير
وأنا أبادلك نفس مشاعرك والحال مـن حالـك
ويوم إنا رجعنا اخترت لـك داراً بـدال الـدار
دخيلك كيف تترك أخوتـك وتسافـر لحالـك؟
ألا ليتك تشوف عيون أهلك وعيالك دمعهـم مـدرار
عقب جاني الخبر وأيقنت بأن الموت قد نالـك
وربعك كلهم يبكـون متفاجيـن باللـي صـار
وكلاً يذكر أفضالـك عليـه وطيّـب أفعالـك
تمنيت أني أشاطرك بأكفانـك ونعـشٍ سـار
ويكون القبر ذاك نهاية أرحالي مـع أرحالـك
عسى الله يمنحك صحبة نبيـك سيّـد الأبـرار
ويسكنك الجنان الخضر والفـردوس منزالـك
وتستقبلك حور العين فـي فرحـه وباستبشـار
ويطوف عليك ولدانٌ بشربة كاس تحلـى لـك
ومن حوض النبي يسقيك ويبعد وجهك عن النار
وحنـا الله يجبـر كسرنـا ويصبّـر اعيالـك
قلـت الرجـا بالله رب البـريـه
ماخيب الله ظـن مخلـوق يرجيـه
لكن عـن المكتـوب مابـه نحيـه
أمرٍ مقـدر كـل مخلـوق ماشيـه
في يومه الموعـود جتـه المنيـه
في ساعةٍ فيهـا الوعد عنـد واليـه
ياالله ياللـي تعلـم بـكـل نـيـه
أدعوك مـن كامـل ذنوبـه تنقيـه
وأدعوك تغفـر سيئتـه والخطيئه
ياواحٍـد كـل المخاليـق تدعـيـه
وأدعوك ياالله تجمعـه مـع نبيـه
في جنة الفردوس وأيضـا غواليـه
مرحـوم يـاراع الوفـا والحمّيـه
اللي بفعل الطيـب محـد يجاريـه
ماجـات منـه الناقصـه والرديّـه
كلٍ بذكر الخيـر بالخيـر يطريـه
والختم صلوا كل صبـح وعشيـه
علـى نبـيٍ واضحـاتٍ مماشيـه