قتل رجل مسن يدعى (عمر جعفر) وأصيب حفيده- 14 عاماً- بإصابات خطيرة دخل على إثرها الانعاش، في إنفجار ما يعتقد أنه "لغم" بمنطقة "عزان" من مديرية جُبن بمحافظة الضالع، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال عام بعد حادث انفجار قذيفة بمركز مدينة "جُبن" أودى بحياة طفل وأصاب آخر بجراح بليغة.
وافاد مراسل "نبأ نيوز" في جُبن: أن إستياءً كبيراً في أوساط الأهالي خلفه حادث انفجار "عزان"، وذلك لكون جميع هذه الألغام والقذائف هي من مخلفات حروب عهد التشطير التي انقضى عليها زهاء الثلاثين عاماً، ورغم ذلك ظلت تحصد أرواح أبناء مديرية جُبن الأبرياء، الذين طوال السنوات الماضية وهم يتوسلون الجهات المسئولة بتطهير أراضيهم من اللغام والقذائف دون جدوى.
وأشار إلى أن مشائخ ووجهاء جُبن يدرسون حالياً توجيه إنذار أخير لهيئة مكافحة الالغام، وإذا لم تستجب فإنهم سيلجؤون الى القضاء، ويحملونها المسئولية الكاملة لما يطول أبنائهم من قتل وإعاقة جراء الألغام والقذائف المدفونة في باطن الأرض منذ عهد حروب التشطير.
جدير بالذكر، أن "جُبن" كانت في حقبة من تأريخها مسرحاً لأعنف حرب، شنتها عليها مليشيات التشطير التابعة لنظام الشطر الجنوبي آنذاك، والتي حاصرت المدينة زهاء التسعة أشهر من الصمود البطولي لأبنائها، الذين استبسلوا في صد مليشيات المد الماركسي، وقدموا مئات الشهداء، ومئات المعاقين، وقاوموا موجات القصف والتخريب البربري الذي هدم البيوت، وأحرق المزارع، وقتل حتى المواشي، وعاث في البلاد تخريباً همجياً لم تعرف له جبُن مثيلاً من قبل..
وقد تركت تلك الحقبة المظلمة من تاريخ هذه المديرية جروحاً دامية في ذاكرة الأجيال، التي لا تجد عزاء لها سوى منجز الوحدة اليمنية العظيم، وعلم الجمهورية الخفاق فوق كل المباني.. ولا شك أن "جُبن" هي المدينة اليمنية الوحيدة التي ما زالت حتى يومنا هذا تدفع ثمن وحدويتها، وصمودها أمام مؤامرات التشطير بمزيد من أرواح أبنائها الذين تحصدهم الألغام والقذائف المدفونة في باطن الأرض.