نجيبة مطهر غامرت بحياتها في معاقل الحراك لأجل اليمن |
الجمعة, 05-مارس-2010 - |
سيدة يمنية، تهجر بيتها في تعز، وابنائها، ووظيفتها، لتجوب ربوع اليمن حاملة جرح الوطن على راحتها.. سيدة بشجاعة الخنساء تغامر بنفسها في زمن القتل على الهوية في قلب معاقل "الحراك القاعدي"، لتصرخ بوجه الجميع بأن الوحدة باقية رغم أنوف كل الخائنين والمتآمرين على اليمن..! سيدة لا تعرف الخوف في زمن غارق بالفتن، وتنتقد أخطاء الجميع بشراسة، وبوجوههم- سلطة، ومعارضة، وحراك- ولا يهمها غير (اليمــن)، التي حملت جراحاتها إلى (14) محافظة، لحد الآن، دون أن تجد قلماً واحداً من إعلام السلطة أو المعارضة يكتب عنها حرفاً واحداً مثلما يكتبون عن القتلة ودعاة الفتنة وتجار الحروب وسرطانات الفساد.. ودون أن تقف على باب مسئول تستجديه الملايين باسم "الوحدة"، وحماية الوطن- بعد أن أصبح ذلك مصدر رزق لكل الانتهازيين..! تلك السيدة هي الدكتورة نجيبه مطهر، عميد كلية التربية بجامعة تعز، "إمرأة بحجم الوطن"- هذا أقل ما نوصفها به على صفحات "نبأ نيوز".. غادرت بيتها قبل نحو الشهرين، لتنظم في كل محافظة تزورها محاضرات توعوية، في المقايل، والقاعات، ومعسكرات الجيش والأمن.. تناقش فيها أوضاع اليمن، وتبصر العقول بحقيقة ما يدور من أحداث، وما يواجه الوطن من تحديات، ابتداءً من القاعدة، والحوثيين، ثم الحراك الانفصالي، دون أن تتجاهل دور أحزاب المشترك في تشجيع الحراك، وتأجيج الفتن، أو دور الفساد في صناعة الأزمات.. الكثيرون نصحوا الدكتورة نجيبة مطهر بألاّ تذهب الى بعض المدن في جنوب اليمن خوفاً على حياتها، بعد أن صارت عصابات الحراك تقتل على الهوية، وتشرد العوائل من بيوتها إن لم تكن من محافظات جنوبية.. غير أن الدكتورة نجيبة عاندت الجميع، وردت عليهم: "إذن أنتم لا تعرفون اليمن، فاليمن وحدوية"! في جولاتها في المحافظات الجنوبية، كان هناك ثمة من يتربص بها سوءً من عناصر "الحراك" غير أنهم وجدوها محفوفة بأبناء الجنوب الوحدويين، فلم تطلها أيديهم، لكنها أيضاً لم تسلم من رجم سيارتها بالحجارة من قبل أطفال زج بهم عناصر الحراك بعد أن خانتهم رجولتهم.. وفي الضالع كانت "نبأ نيوز" برفقتها، وحاول البعض رجم سيارتها بقوارير المياه بعد محاضرة ألقتها في قاعة حرص الحراك على حشد عناصره فيها، غير أنها لم تأبه لأحد، وأطلقت العنان للسانها للحديث عن المؤامرة الانفصالية، والحوثية، والارهاب القاعدي.. وقد فوجيء الجميع أن زهاء ألف شاب "ضالعي" ممن استمعوا لمحاضرتها، كانوا يغرقون في تأمل ما تقول، وتهتز مشاعرهم بنبض الوطن الحبيب- بمن فيهم أولئك الذين اعتادوا على المشاركة بمظاهرات الحراك.. الدكتورة نجيبة مطهر تطرقت إلى الدور الايراني في تأجيج الفتنة، ورفع وتيرتها بشكل عدائي يهدف الى فرض نفوذ وسيطرة ايران ليس في اليمن فحسب، بل على مستوى الوطن العربي بشكل عام، وربما اوسع من ذلك. وقالت: انه في حال حققت ايران اهدافها فانه دون شك سيختل التوازن العربي والاقليمي. ولفتت أيضاً إلى: ان ايران مستعدة اكثر من دول الخليج لتوفير مطالب اليمن ليس حبا في اليمنيين، ولكن من اجل ايجاد ثقل وحضور ايراني يهدد امن الخليج.. كما ان ايران عندما دعمت الحوثيين فذلك ليس لانهم شيعة، ولكن من اجل السيطرة على البحر الاحمر، وعودة الامامة، واسقاط النظام، وتمكين الخارجين عن النظام والقانون من الشيعة في السعودية من خلخلة أمن السعودية وكذلك ايضا بالنسبة لشيعة الدول الخليجية الاخرى. وأكدت: ان الحراك، وبتشجيع من اللقاء المشترك، يسعون لايجاد قلاقل في اليمن، منوهة إلى أن عدم الاستقرار في اليمن لا يخدم سوى ايران بالدرجة الاولى. وقالت ان "حزب الاصلاح حزب وطني لانه لم يصدر حتى بيانا في حرب صعدة، وهذا شيئ طيب"- حسب قولها. في مدينة "دمت" التي وصلتها أمس الأول الأربعاء بعد محاضرتها في الضالع، أبدى بعض الحاضرين اعتراضاً على التوعية حول الوحدة والحوثي، وقالوا: "وضعنا يختلف عن غيرنا، فنحن في دمت ضد الحوثي ومع الوحدة وضد كل من يعاديها، ولا حاجة لنا بهذا النوع من التوعية لانها ترفع من شأن الحوثي"- حسب قولهم- "وتشكك في اننا بحاجة الى توعية حول اهمية الوحدة في الوقت الذي نؤمن ايمانا صادقا بوحدة اليمن ارضا وانسانا ولدينا الاستعداد التام للدفاع عنها ضد كل من يعاديها".. وقد رصد مراسل "نبأ نيوز" الزميل صقر المريسي أمارات الارتياح والسعادة على وجهها، وهي تسمع تلك العبارات، بعد أن ظننا أنها ستغضبها... وقد كان لها بعد ذلك محاضرات في أوساط رجال الأمن والقوات المسلحة.. تشد من أزرهم، وتبصرهم بحقيقة التحدي الذي يواجهه الوطن.. الدكتورة نجيبة مطهر، أعربت عن ارتياحها الكبير من وجود "نبأ نيوز" بجانبها، وقالت أنه "المنبر الوطني" الذي اعتادت على متابعة اخبار اليمن من خلاله، وثمنت أن تجد مراسلي "نبأ نيوز" في كل مكان تقصده.. وأكدت أنها لا يهمها شيئ، ولا يخيفها أحد، ولا تريد من أحد شيئاً لأن ما تقوم به هو واجبها الوطني.. واليمن تستحق التضحية! وتواصل الدكتورة نجيبة مطهر مسيرتها في ربوع اليمن، فيما تجار الشعارات الوطنية، الذين يتقاضون الملايين على برامـج زائفـة، غارقــون في نومهــم.. ووزارة الاعــلام خارج نطــاق التغطيـــــة..! وقفــة إجــلال وإكبــار من أسـرة تحريـر "نبأ نيــوز" لخنســاء اليمــن الدكتورة نجيبــة مطهـــر..! |