اخواني واخواتي الأفاضل
في عالمك الصغير
أنت سيد نفسك . .أنت من له أن يقرر متى وكيف وأين تصوغ العالم بمفرداتك، وتدير الماضي والحاضر بيديك .
يحتوي قلبك الصغير ما افتقده في ذلك العالم المزدحم بالعيون التي ترصد كل ما يدور حولها . لك الحق في أن تنظر للأشياء بعيونك أنت وأنت تجيب على أسئلة الحياة بفلسفتك الخاصة التي قد تعني لك الكثير فقط لأنها احتوت عالمك الصغير ولم يتجرأ أحد على مشاركتك فيها . .تخبئ في نفسك ابتسامة لا يفهم مغزاها سواك . . ببساطة لأنها لا ترتسم إلاعلى شفاهك أنت، وإن تشابهت في شكلها مع سائر البشر، لكن مضمونها يعبر عن حالة خاصة تعيشها مع نفسك ولنفسك، وتفهمها وحدك .
تتساءل داخلك :هل حرمني الناس براءة الحياة ؟هل غلفوا أحاسيسي بمفاهيم خاطئة ؟ فيجيب عالمك بأنشودة جميلة: يمكنك هنا أن تحلم وتعيش . .
أن تبتسم فقط لأنك حر من دون قيود، لا يستميلك سوى صوت دافئ يخرج من أعماق نفسك ليخبرك أنك ماتزال ذلك الطفل الصغير الذي تجرد من هموم الحياة، فتتساءل ثانية: لماذا لا أجد نفسي إلا في عالمي الصغير؟ فيجيبك عالمك ثانية: لأن في حياة كل منا مخبأ صغيراً يسمى القلب نستجمع فيه قواناونعيد فيه أفكارنا لعلنا نستطيع أن نظهر منها القليل في واقعنا ولكن ما لم يخرج يبقى أنيسا لنا، ويبقى منبعاً للسعادة قد ينساب يوما على روحنا فنظهر لا إراديا ما لم نستطع إظهاره، لنفهم أن الحياة لا تفرض عليك إلا ما كان يجب أن يكون لك، وأنك مهما رتبت أوراقك على وتيرة المستقبل فلن تجد إلا حصاد ما قد خرج عن صفاء نية وطهارة قلب . أن تعيش في عالمك الصغير لا يعني أنك منعزل عن الواقع وليس بالضرورة أنك تحاول أن تعوض بخيالك ما لم تستطع تحقيقه في الواقع، بل على العكس،لربما استطعت تحويل هذا الخيال إلى مركز قوى،تستطيع أن تتغلب فيه على صعوبات الحياة التي تواجهك، وربما كانت محاولاتك التي تقوم بها بداخلك لإثبات أنك تستطيع أن تفعل ما عجزت عنه في الواقع، أقدر على أن تحقق آمالك من محاولات فاشلة تقوم بها في واقعك الذي فرض عليك .عندما يتغنى الشاعر بقطرة مطر، لا يعني ذلك أنه يراها أمامه، بل استوحى جمالها من عالمه الخاص وحينها يراها الناس جميلة لأنهم رأوها بعيونه هو التي مثلتها من مخيلته فقط دون أي تدخل من أحد .عندما تعيش مع ذاتك ولو لدقائق فإنك في الواقع تعيش أصدق لحظات في حياتك، تحتاجها لتستحق لقب الإنسان .
اللهم اغفر لي ولقارئ هذه السطور في هذه اللحظات