الثلاثاء, 13-أكتوبر-2009 |
خاص/ صعده - أفادت مصادر "نبأ نيوز" أن جدلاً كبيرا يسود مختلف أرجاء صعدة منذ ظهر أمس الاثنين حول مصير زعيم التمرد عبد الملك الحوثي ومساعديه، بعد تناقل أنباء منسوبة إلى قيادات في التمرد، يؤكدون فيها أنقطاع كل وسائل الاتصال بينهم وبين قيادة التمرد، بما في ذلك البدائل السرية التي كانوا يلجؤون إليها في الظروف الطارئة. وتقول المصادر: أن تلك الأنباء جري تناقلها على لسان اثنين من قادة التمرد الفارين من منطقة "الكميرة الشامية" في "الملاحيظ"، وهما أحمد الفيشي وحسين عبد الله هديش، حيث اكدا أن القوات الحكومية سيطرت على موقعهم في "الكميرة الشامية"، وأنهم فقدوا العشرات من أتباعهم، مرجعين أسباب ذلك إلى انقطاع كل وسائل الاتصال بينهم وبين قيادتهم قبل بدء الهجوم بأكثر من خمس ساعات، وان فقدانهم التنسيق مع المواقع الحوثية الأخرى ضمن نفس المحور سهل على الجيش اجتياحها جميعاً. وأشاروا إلى أن جميع المواقع التي مروا بها بعد هروبهم كان أيضاً الاتصال مقطوع لديها بنفس التوقيت، وأن القلق يساورهم بشأن مصير عبد الملك الحوثي ومساعديه لكون وقت الانقطاع تزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف لأكثر من ساعة ونصف المواقع الغربية من "الملاحيظ"، رغم عدم علمهم إطلاقاً بمكان مقر القيادة، التي توجه لهم التعليمات عبر خطوط "الثريا" المتصلة عبر الأقمار الإصطناعية. ويبدو أن قنوات التواصل لم تكن الحدث الوحيد الذي صعد الجدل والتكهنات، إذ أن الموقع الالكتروني الرسمي للحوثيين هو الآخر كان متوقفاً عن العمل طوال يوم أمس وحتى هذه الساعة.. كما أن البيانات الاعلامية التي اعتاد مكتب الحوثي تعميمها لعدة مرات يومياً انقطعت هي الأخرى طوال يوم أمس الاثنين.. كما لم يصدر أي تعقيب على إعلان الحكومة عن تخصيص "ممرات آمنة" للنازحين.. وغابت تعليقات ومشاركات الحوثيين في المنتديات والمواقع الاخبارية. مصادر "نبأ نيوز" تؤكد أن الساحة الشعبية في صعدة تناقلت كلام "الفيشي وهديش" مع اختلاف بسيط جداً ببعض التفاصيل، وبعضها أضافت كلام مماثل تقريباً نسبته إلى أشخاص آخرين أوردت أسمائهم، غير أن التكهنات حول مصير الحوثي ومساعديه تعددت، وتقاطعت مع بعضها البعض.. ونلخص فيما يلي أهمها: • الرواية الأولى - أن الحوثي ومساعديه ما زالوا أحياء، وإن ما يحدث جزء من التكتيك العسكري، ربما أقدم عليه الحوثي بعد استشعاره بوجود خرق أمني لاتصالاتهم. • الرواية الثانية - أن الحوثي ومساعديه كانوا متحصنين في نفس المنطقة التي تعرضت للقصف، وقد لقيوا مصرعهم.. وأن القوات الحكومية لم تكن تعلم بوجودهم، ولم يبلغها العلم بمقتلهم، وإلاّ لكانت أعلنت ذلك كنصر لقواتها، في الوقت الذي أخفى المقربون منه نبأ مقتله خوفاً من انكسار المتمردين، وطمعاً بزعامة التمرد. • الرواية الثالثة - أن الدولة رصدت مكان الحوثي، وأن وحدة من قوات مكافحة الارهاب نفذت انزالاً بالمروحيات، وقامت باعتقال الحوثي ومساعديه، وأنها تتكتم على الخبر ريثما تستكمل تحقيقاتها معهم.. وهناك من يضيف لهذه الرواية بأن أمريكا هي التي رصدت مكان الحوثي عبر الاقمار الاصطناعية وأبلغت اليمن به. • الرواية الرابعة - أن الحوثي ومساعديه أدركوا أنهم خسروا الحرب، وبان إلقاء القبض عليهم بات وشيكاً، ففضلوا الفرار بأنفسهم أما إلى مدن يمنية مجاورة أو إلى السعودية، أو عبر أراضيها الى بلد آخر، وبتنسيق سري مسبق. تلك هي أهم الروايات التي ناقش بمضمونها الشارع المحلي المصير المجهول لزعيم التمرد ومساعديه، إلاّ أن "الرواية الثانية" كانت هي الأقوى انتشاراً، والتي وصلت في ساعات الليل المتأخرة إلى ساحة محافظة عمران، وبدأت بعض الأطراف تتناقلها عبر رسائل الموبايل. من جانبها، التزمت الجهات الرسمية الصمت، ورفضت جميع القيادات العسكرية والمحلية بصعدة التعليق على هذه الأنباء، واكتفى مصدر محلي رفيع بصعدة بالتعليق: "الحوثي وكل زمرة الارهاب والتخريب عندنا في عداد الأموات"..! |