إنها تُغتَصَب .. ألا تسمعونها؟ بقلم:د. هاني العقاد
إنها تُغتَصَب .. ألا تسمعونها؟ د. هاني العقاد القدس العاصمة الخالدة للدولة الفلسطينية و عاصمة الثقافة العربية و عاصمة كل العرب و قبلة المسلمين الأولى , مدينة السلام , عروس المدائن , و شرف الأمة العربية و الإسلامية , هذه العاصمة أصبحت تغتصب في اليوم مئات المرات وتسلب في اليوم كلما اغتصبت و يمزق جسدها و تقطع شرايينها و ينزف ما ينزف من دمها لكنها لم تفقد و لن تفقد عروبتها لأنها عاصمة العرب فكيف لعاصمة العرب أن تفقد عروبتها ؟؟ . أن الحرب الصهيونية ماضية في تغير معالم القدس الجريحة , المغتصبة و ماضية في استيطان بيوتها العربية بالقوة و طرد سكانها العرب منها و تغير أسماء شوارعها و حواريها و ماضية في استباحة مخططة و مبرمجة من قبل اليهود و قطعان حكوماتهم المتطرفة و غير المتطرفة ومن هذه البرامج الخطيرة منها ما يستبيح ساحات المسجد الأقصى و قبة الصخرة المشرفة التي باتت أماكن يحلوا للجنود الإسرائيليين و المتطرفين اليهود ممارسة الفحشاء و شرب الخمر و فعل ما يطيب لهم دون لوم من أحد ,و أصبح اليهود المتطرفون من مستوطنين و حتى وزراء صهاينة يدخلون يوميا إلى ساحات المسجد و يقرؤون تراتيل دينية بصوت عالي وكأنهم يمارسون شعائر دينية و تلمودية وكأنها أصبحت كنسهم الخاصة. مهما صرخت القدس اليوم وعلا صوتها فأن صوتها لن يسمع الكثير من أبناء الأمة العربية و الإسلامية و إن سمع فلا يعتبرون ذلك استغاثة و لا يعتبرو ذلك استصراخا أو طلبا للنجدة و رد الكرامة و الحفاظ على ما تبقي من شرف القدس المنتهك و عروبتها ! تصرخ القدس اليوم و تنادي كل من يعتبرها عربية إسلامية ليعرف أن الكثير من المخططات تنفذ على أرضها, منها الاستيطانية أو التوسعية التي تهدف إلى تهويد المدينة بأكملها سعيا لقطع الطريق على مساعي السلام و إكمال يهودية دولة إسرائيل. مؤخرا افتتح اليهود المتطرفين كنيسا يهوديا أقيم على ارض وقف إسلامي في منطقة حمام العين ليكون نهبا و سرقه علنية و بنفس الوقت يهدف لجس نبض ورد فعل العرب الفلسطينيين و المسلمين اجمعين و لقد كشف مؤخرا عن مخطط صهيوني ستنفذه بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس العربية لحفر بنى تحتية بالبلدة القديمة و تحت المسجد الأقصى و يتضمن هذا المخطط شق طرق التفافية جديدة واسعة و عريضة و إقامة شبكة للسكة الحديد تخترق المدينة و معظم أحيائها العربية و خاصة صور باهر و أم طوبا و جبل المكبر و وادي قدوم و الشياح و الطور و العيساويه و تتجه شمالا باتجاه ضاحية البريد و بلدة الرام و تربط المدينة بالشبكة الإسرائيلية للسكة الحديد, و يهدف من هذا المخطط خلخلة أساسات المسجد الأقصى المبارك و إقامة الهيكل المزعوم و هذا سيهدد كامل مبانيه , بالإضافة إلى أن هذه الطرق سيصاحبها هدم العديد من المباني و بالذات العربية التاريخية القديمة و تمنع سكانها من البناء و التجديد أو التوسع في نفس الوقت تسمح لليهود بالبناء و التوسع و التنقل و التملك في المدينة القديمة و بذلك ترسخ السيطرة الإسرائيلية الكاملة. إن هدف إسرائيل من هذه المخططات الصهيونية التوسعية هو أحداث تغير جغرافي و ديموغرافي يضمن لها بقاء المدينة القديمة يهودية تجهيزا لأي حل سياسي قادم بالتالي استبعادها من الحل النهائي. أما الحركة الاستيطانية الصهيونية فقد خططت لزيادة عدد اليهود القاطنين بالبلدة القديمة و تسعي حركة "عطيرات كوهاتيم" الاستيطانية إلى تعزيز الوجود الصهيوني في المدينة حيث يعيش الآن أكثر من 900 يهودي في منازل اشترتها و استولت عليها الجمعية منذ العام 1978و تسعي الحركة الصهيونية الاستيطانية لإقامة طوق استيطاني حول القدس على أن يتاخم البلدة القديمة و يحكم القبضة الصهيونية عليها, فقد أصبح الحي الاستيطاني في حي الشيخ جراح و احد من 17 حيا استيطانيا صغيرا متاخما للبلدة القديمة ,و الحي الاستيطاني في وادي الجوز يهدف لربط الحي الأخير و بؤرة الاستيطان الرئيسية على جبل الزيتون و المعروفة ب" بيت اوروف" , أما الحي الاستيطاني في رأس العمود فانه عبارة عن بؤر استيطانية على شكل قلاع و حصون لا تبتعد عن البلدة القديمة سوي 150 مترا هوائيا و يطل مباشرة على القدس الشريف و أما الحي الاستيطاني في أبو ديس و الذي يقع على خاصرة ابوديس الغربية و يطل على حي سلوان و جبل المكبر و يطلق علية اسم " كوفات تسيوي" و يهدف الإسرائيليون من إقامة هذا الحي إلى منع أي تواصل ديموغرافي فلسطيني بين البلدة القديمة و بلدتي ابوديس و العيزيريه و الحيلولة دون وجود كيان فلسطيني مستقل في تلك المنطقة . إن جسد المدينة المقدسة و البلدة القديمة بات ممزقا من كثرة ما اغتصب و بات صوت القدس لا يسمع لان صوتها اخذ بالتخافت من كثرة ما أصابها من الم و عذاب و بطش و خراب و تدمير لتاريخ عربي إسلامي يتشدق به المتشدقون و يتاجر به المتاجرون من دعاة العروبة و دعاة الجهاد دون غيرة على هذا الشرف العربي المسحوق تحت أقدام بني صهيون النجسة , ألا يستحق ما حدث وما يحدث بالقدس الآن أن ننهض من غفوتنا و نتوشح بندقيتنا و نترك ملذاتنا الحياتية من جاه و بذخ و ترف ونساء و نعلن الجهاد حقا وننادي حي على الجهاد بصوت يسمع كل العالم و يسمع القدس المغتصبة لتصبر على اغتصابها و تبقي محافظة على عروبتها لأنها ستعرف حينها أن المد العربي و الإسلامي قادم لنجدتها؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نترك الزوج و المال و الولد ونرتحل سعيا للجهاد و المقاومة على ارض القدس الجريحة ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نفك اسر أنفسنا من مهادنة المحتل و حماية أسواره و البحث عن أشكال للتطبيع تسمح لشعوبنا قبوله و هو مغتصب؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس أن يعرف كل العرب أن القدس عاصمة العرب تنادي العرب من المحيط إلى الخليج , تنادي عمر و صلاح و خالد ابن الوليد ,فلا يعقل أن يكون أحفادهم ليسوا عربا ولا نصدق إنهم ما سمعوا صراخ القدس بعد؟ ألا يستحق أن نبلغ العرب و أبناءنا الآن بما يحدث للقدس و في القدس, لعل منهم من هو أكثر غيرة و عزة وكرامة منا. . Akkad_price@yahoo.com { الشعب المقدسى }
إنها تُغتَصَب .. ألا تسمعونها؟ د. هاني العقاد القدس العاصمة الخالدة للدولة الفلسطينية و عاصمة الثقافة العربية و عاصمة كل العرب و قبلة المسلمين الأولى , مدينة السلام , عروس المدائن , و شرف الأمة العربية و الإسلامية , هذه العاصمة أصبحت تغتصب في اليوم مئات المرات وتسلب في اليوم كلما اغتصبت و يمزق جسدها و تقطع شرايينها و ينزف ما ينزف من دمها لكنها لم تفقد و لن تفقد عروبتها لأنها عاصمة العرب فكيف لعاصمة العرب أن تفقد عروبتها ؟؟ . أن الحرب الصهيونية ماضية في تغير معالم القدس الجريحة , المغتصبة و ماضية في استيطان بيوتها العربية بالقوة و طرد سكانها العرب منها و تغير أسماء شوارعها و حواريها و ماضية في استباحة مخططة و مبرمجة من قبل اليهود و قطعان حكوماتهم المتطرفة و غير المتطرفة ومن هذه البرامج الخطيرة منها ما يستبيح ساحات المسجد الأقصى و قبة الصخرة المشرفة التي باتت أماكن يحلوا للجنود الإسرائيليين و المتطرفين اليهود ممارسة الفحشاء و شرب الخمر و فعل ما يطيب لهم دون لوم من أحد ,و أصبح اليهود المتطرفون من مستوطنين و حتى وزراء صهاينة يدخلون يوميا إلى ساحات المسجد و يقرؤون تراتيل دينية بصوت عالي وكأنهم يمارسون شعائر دينية و تلمودية وكأنها أصبحت كنسهم الخاصة. مهما صرخت القدس اليوم وعلا صوتها فأن صوتها لن يسمع الكثير من أبناء الأمة العربية و الإسلامية و إن سمع فلا يعتبرون ذلك استغاثة و لا يعتبرو ذلك استصراخا أو طلبا للنجدة و رد الكرامة و الحفاظ على ما تبقي من شرف القدس المنتهك و عروبتها ! تصرخ القدس اليوم و تنادي كل من يعتبرها عربية إسلامية ليعرف أن الكثير من المخططات تنفذ على أرضها, منها الاستيطانية أو التوسعية التي تهدف إلى تهويد المدينة بأكملها سعيا لقطع الطريق على مساعي السلام و إكمال يهودية دولة إسرائيل. مؤخرا افتتح اليهود المتطرفين كنيسا يهوديا أقيم على ارض وقف إسلامي في منطقة حمام العين ليكون نهبا و سرقه علنية و بنفس الوقت يهدف لجس نبض ورد فعل العرب الفلسطينيين و المسلمين اجمعين و لقد كشف مؤخرا عن مخطط صهيوني ستنفذه بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس العربية لحفر بنى تحتية بالبلدة القديمة و تحت المسجد الأقصى و يتضمن هذا المخطط شق طرق التفافية جديدة واسعة و عريضة و إقامة شبكة للسكة الحديد تخترق المدينة و معظم أحيائها العربية و خاصة صور باهر و أم طوبا و جبل المكبر و وادي قدوم و الشياح و الطور و العيساويه و تتجه شمالا باتجاه ضاحية البريد و بلدة الرام و تربط المدينة بالشبكة الإسرائيلية للسكة الحديد, و يهدف من هذا المخطط خلخلة أساسات المسجد الأقصى المبارك و إقامة الهيكل المزعوم و هذا سيهدد كامل مبانيه , بالإضافة إلى أن هذه الطرق سيصاحبها هدم العديد من المباني و بالذات العربية التاريخية القديمة و تمنع سكانها من البناء و التجديد أو التوسع في نفس الوقت تسمح لليهود بالبناء و التوسع و التنقل و التملك في المدينة القديمة و بذلك ترسخ السيطرة الإسرائيلية الكاملة. إن هدف إسرائيل من هذه المخططات الصهيونية التوسعية هو أحداث تغير جغرافي و ديموغرافي يضمن لها بقاء المدينة القديمة يهودية تجهيزا لأي حل سياسي قادم بالتالي استبعادها من الحل النهائي. أما الحركة الاستيطانية الصهيونية فقد خططت لزيادة عدد اليهود القاطنين بالبلدة القديمة و تسعي حركة "عطيرات كوهاتيم" الاستيطانية إلى تعزيز الوجود الصهيوني في المدينة حيث يعيش الآن أكثر من 900 يهودي في منازل اشترتها و استولت عليها الجمعية منذ العام 1978و تسعي الحركة الصهيونية الاستيطانية لإقامة طوق استيطاني حول القدس على أن يتاخم البلدة القديمة و يحكم القبضة الصهيونية عليها, فقد أصبح الحي الاستيطاني في حي الشيخ جراح و احد من 17 حيا استيطانيا صغيرا متاخما للبلدة القديمة ,و الحي الاستيطاني في وادي الجوز يهدف لربط الحي الأخير و بؤرة الاستيطان الرئيسية على جبل الزيتون و المعروفة ب" بيت اوروف" , أما الحي الاستيطاني في رأس العمود فانه عبارة عن بؤر استيطانية على شكل قلاع و حصون لا تبتعد عن البلدة القديمة سوي 150 مترا هوائيا و يطل مباشرة على القدس الشريف و أما الحي الاستيطاني في أبو ديس و الذي يقع على خاصرة ابوديس الغربية و يطل على حي سلوان و جبل المكبر و يطلق علية اسم " كوفات تسيوي" و يهدف الإسرائيليون من إقامة هذا الحي إلى منع أي تواصل ديموغرافي فلسطيني بين البلدة القديمة و بلدتي ابوديس و العيزيريه و الحيلولة دون وجود كيان فلسطيني مستقل في تلك المنطقة . إن جسد المدينة المقدسة و البلدة القديمة بات ممزقا من كثرة ما اغتصب و بات صوت القدس لا يسمع لان صوتها اخذ بالتخافت من كثرة ما أصابها من الم و عذاب و بطش و خراب و تدمير لتاريخ عربي إسلامي يتشدق به المتشدقون و يتاجر به المتاجرون من دعاة العروبة و دعاة الجهاد دون غيرة على هذا الشرف العربي المسحوق تحت أقدام بني صهيون النجسة , ألا يستحق ما حدث وما يحدث بالقدس الآن أن ننهض من غفوتنا و نتوشح بندقيتنا و نترك ملذاتنا الحياتية من جاه و بذخ و ترف ونساء و نعلن الجهاد حقا وننادي حي على الجهاد بصوت يسمع كل العالم و يسمع القدس المغتصبة لتصبر على اغتصابها و تبقي محافظة على عروبتها لأنها ستعرف حينها أن المد العربي و الإسلامي قادم لنجدتها؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نترك الزوج و المال و الولد ونرتحل سعيا للجهاد و المقاومة على ارض القدس الجريحة ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نفك اسر أنفسنا من مهادنة المحتل و حماية أسواره و البحث عن أشكال للتطبيع تسمح لشعوبنا قبوله و هو مغتصب؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس أن يعرف كل العرب أن القدس عاصمة العرب تنادي العرب من المحيط إلى الخليج , تنادي عمر و صلاح و خالد ابن الوليد ,فلا يعقل أن يكون أحفادهم ليسوا عربا ولا نصدق إنهم ما سمعوا صراخ القدس بعد؟ ألا يستحق أن نبلغ العرب و أبناءنا الآن بما يحدث للقدس و في القدس, لعل منهم من هو أكثر غيرة و عزة وكرامة منا. . Akkad_price@yahoo.com { الشعب المقدسى }