الثلاثاء, 14-يوليو-2009 |
كشفت مصادر مطلعة عن أسرار مهمة وقوية تؤكد تعرض طائرة الخطوط الجوية اليمنية، التي تحطمت قبالة شواطئ جزر القمر، لصاروخ (أرض- جو) أطلقه الأسطول البحري الفرنسي، وضرب مؤخرة الطائرة. وقالت المصادر: إن العثور على أجزاء من حطام الطائرة في سواحل كينيا وتنزانيا، يعزز الطرح الذي يفيد أنها أسقطت بواسطة صاروخ، باعتبار أن ضرب الطائرة بصاروخ قد أدى الى تفجيرها في السماء ومن ثم تناثر وتطاير أجزائها على مسافات كبيرة هنا وهناك وكذلك جثث الضحايا‘ إلى درجة وصولها إلى شواطئ أكثر من دولة. وأضافت المصادر: أن بعض جثث التي تم انتشالها حتى الأن وجد عليها أثار حريق مما يعني أن الطائرة احترقت بعدما اصيبت بالصاروخ. هذا وأعلنت اللجنة العليا لمتابعة حوادث الطيران المدني انها تلقت يوم الأحد بلاغاً من فريق البحث والإنقاذ الموجود في موروني ان السلطات الكينية عثرت على بعض من حطام الطائرة اليمنية بالقرب من جزيرتي (طانجه وكيلواء) الكينيتين. وأكدت اللجنة: ان القائم باعمال السفارة اليمنية في تنزانيا نقل إليها بلاغا من السلطات التنزانية بإفادة السلطات الكينية العثور على بعض حطام الطائرة أمام شواطئ "مومباسا"، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع وزارة الخارجية لابلاغ القائم باعمال السفارة اليمنية في كينيا بضرورة إبلاغ السلطات الكينية بتحريز القطع التي تم العثور عليها والتحفظ عليها إلى حين أرسال فريق لاستلامها. وفيما لا تزال السلطات الفرنسية تلزم الصمت تجاه ما حدث للطائرة اليمنية، ولم تبادر بعد على الاعتراف بأن قواتها المرابطة في سواحل جزر القمر هي التي أسقطتها، مع أن ذلك قد يكون على الأرجح عن طريق الخطأ وغير مستقصد، تشير معلومات كشفتها مصادر موثوقة إلى أن الأسطول البحري الفرنسي كان يجري مناورات عسكرية في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة اليمنية، وأنه كان قد تلقى إشارات بمرور الطائرة من فوق منطقة المناورات فتوقف عن اطلاق النار ومرت الطائرة من فوق الأسطول بسلام على أساس أن هبوطها سيكون في المدرج رقم (2) بمطار موروني، واعتقد الجنود الفرنسيين أنها قد هبطت، غير أن الذي حدث هو أن الطائرة لم تتمكن من الهبوط في ذلك المدرج ‘ فقام بعملية التفافية لغرض الهبوط في مدرج آخر ومن جهة أخرى، فاعتقد الفرنسيون أن ثمة طائرة معادية مجهولة تقترب منهم ولم يبلغ عنها مسبقاً،غير الطائرة اليمنية فأطلقوا عليها صاروخ أرض جو، ليفاجئوا بعد ذلك أنهم قد أسقطوا طائرة مدنية تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية. ويرجح خبراء في مجال الطيران المدني والعسكري أن العثور على أجزاء من الطائرة وبالذات مؤخرتها في سواحل تنزانيا يدل على أن الصاروخ الذي أطلقته البحرية الفرنسية قد اصاب الطائرة اليمنية في مؤخرتها، وكذلك جثث الضحايا التي وجدت في تنزانيا، هي أيضاً لركاب المقاعد الخلفية، وهو ما ستؤكده كذلك الفحوصات المقررة لجثث الضحايا‘وبحسب ارقام المقاعد التي حددت لهم مسبقاً عند اتمام إجراءات السفر. ويضيف الخبراء: أن وصول أجزاء من الطائرة وجثث بعض الضحايا إلى شواطئ تنزانيا وكينيا يؤكد بشكل قاطع أن سقوط الطائرة لم يكن عادياً وانما بفعل تعرضها لضربة صاروخية. ومما يزيد التأكيد أكثر علة تورط البحرية الفرنسية في اسقاط الطائرة هو الإصرار الغريب من جانب الفرنسيين على أن البحث عن حطام الطائرة وجثث الضحايا هو من اختصاصهم هم فقط استناداً إلى أن منطقة جزيرة (رينيون) خاضع لسيطرتهم‘ على جانب إصرارهم على ترأس فريق التحقيق. هذا وكان مسئول قمري كشف النقاب عن أن بلاده لا تستبعد أن تكون الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب مطار العاصمة القمرية موروني قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها فورا. وقال المسؤول القمري الذي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسؤولي الحكومة القمرية أن قطعا حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد فقط من تحطم الطائرة. وشكا من أنه بعد تحديد موقع الطائرة سحبت السلطات الفرنسية الغواصين إلى موقع آخر غير الموقع الموجودة فيه الطائرة فعليا، موضحا أن لدى فرنسا قوة عسكرية تتمركز في المحيط الهندي وخليج موزمبيق والمياه الإقليمية لجزر القمر. وأضاف: «لا نستبعد حدوث هذا.. ليس عملا إجراميا، لكن يبدو أن الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد»، متهما البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث. ولفت إلى أن اجتماعا عقده فريق الإنقاذ الحكومي القمري مساء أمس بمقر وزارة الخارجية، خلص إلى أن فرنسا لا تتعاون بما يكفي لإنقاذ الضحايا أو انتشال الجثث والعثور على حطام الطائرة. واعتبر أنه ليس هناك أي تقدم في العثور على مزيد من الناجين أو اكتشاف وانتشال جثث الضحايا ومتعلقاتهم، مؤكدا أن الفرنسيين يعرفون تحديدا مكان الطائرة لكنهم يسحبون الغواصين إلى مناطق أخرى. وأضاف: «تم تشكيل فريق من الغواصين من أربع دول هي فرنسا واليمن والولايات المتحدة وجزر القمر، وبالفعل الغواصة الفرنسية حددت موقع الطائرة إلا أنها تمنع الوصول إليها بطرق ملتوية». |