هذا الوجه
كان هو ، و البدر صنوان ْ
كانت تكتنفه ُ النضارة
و الحضارة
وكان للـ فتنة ِ عنوان
أضحى يحفل ُ
بـ تجاعيد ٍ
وأخاديد
بـ نتوءات ٍ
و تعرجات
و كـ أنه خارطة لـ أرض ٍ قاحلة
و هذا الثغر الذي كان عذب اللمى
شهي بـ خمره ِ العتيق
طروب بـ صوته ِ الرخيم
أضحى كـ قطعة ِ قماش مرتقة
يلفه ُ الفقر
و الجفاف
و هذي العيون التي كانت بحارها حالمة
و شواطئها مزدحمة بـ قواربي
المحملة بـ العشق ِ
و الأشواق
و الآفاق
أصبحت كـ أرض ٍ حل فيها الدمار ْ
أو إنها صحراء فيها زوبعة غبار ْ
و هذا الجسد الأهيف
الذي كان يلهب ُ فيني الخيال ْ
كان مرمريا
منتصبا
معتدلا
وكان آية في الجمال ْ
أصبح هيكل أحدب ْ
و جلد أرحب ْ
هزيل ٌ كـ الأشباح ْ
خفيف ٌ تهزه ُ الأرياح ْ
أضحى مدينة غير منظمة
و أنا آه .. وآه .. وآه
كان التاريخ يلازمني كل يوم
و كان ينحني لي
لـ أدون ُ اسمي على جبينه ِ
و كانت الأرض تشتاق ُ لـ وقع ِ قدماي
: ليتني أعود ُ من جديد ْ
ليتني أشعر بـ نبضي في الوريد ْ
ها أنا ذا اليوم جسد متهاوي
أنسجة ٌ تالفة ْ
و قدم ٌ ثالثة ْ
اليوم يمر ُ التاريخ من هنا
لكنه ..
لا يقرئني السلام
عبد الرزاق دخين .