الحق هو العدل "الصواب" ، والحقيقة هي ما تعتقده ، و ما ثبت على أرض الواقع حتى لو كان ذلك باطلا ، و هنا يتبين لنا بـ انه ليس هنالك من رابط لغوي بين الكلمتين ، و الحق ، و الحقيقة هما ما أندرج تحت كل منهما من مسميات فكرية ، وفلسفية لـ تحدد - تلك المسميات - مسار العقل ، و لـ نبدأ ، و نقول : الحق هو المطلق ( الميتافيزيقي ) ، و هو ما يمكننا تسميته بـ الـ ( كل ) ، و الحقيقة هي النسبة ، و هي الـ ( جزء ) ، أو بـ معنى آخر الحق هو ( الثابت ) ، و الحقيقة هي ( المتغير ) .. تلك معايير عقلية ، و محددات فكرية ، فاذا ما خرج المرء منا عن تلك المعايير يبدو في حديثه غير منطقي ، أي ليس لما يتحدث عنه قانون عقلي فـ نراه يخلط بين ما هو مطلق ، و ما هو نسبي ، و يظن ان الحقيقة التي يؤمن بها هي الحق .. نعود ، و نقول : الحق هو الصواب ( المطلق "الميتافيزيقي".. الكل .. الثابت ) ، والحقيقة هي ( الجزء .. المتغير ) ، وهنا يتبين لنا ان الحق "واحد" ، والحقيقة "متعددة" ، و الله سبحانه ، وتعالى ( واحد ) ، و ما نحن الاَّ حقائق متعددة - قد يبدو هنا اني أتجه نحو الفلسفة الوجودية ، وهذا ليس بـ صحيح - .. لست أدري كيف يقتنع أحدنا بـ حقيقة ما!!! - وهذا حقه - ، و لا يسمح - و هو مثال ليس الا - للآخرين بـ قناعاتهم التي تمثل بـ النسبة لهم حقائقهم - وهي حقوقهم - ، وهنا لا يتوقف الأمر على اشكالية حرية الرأي ، و حسب ، بل يتعدى الأمر الى ما هو أكبر من ذلك ، انه تبديل مسميات ينتج عنه لبس في القيم العقلية مما يؤدي الى أزمة ثقافية معقدة ليس من السهل تفكيكها ، و اعادتها الى مسارها الطبيعي هذا اذا ما آمنا بـ نظرية الهدم ، واعادة البناء ، ويتضح ذلك جليا عندما نتوقف عند الشكل بـ اهتمام حد انه ينسينا المضمون ، و كـ اننا قد أستبدلنا الشكل بـ الجوهر .. ترى هل نعاني أزمة مسميات ، أم ان الموضوع ذو منحى آخر ؟! .. هل من مجيب ؟؟؟ .
عبد الرزاق دخين .