تمت الإضافة بتاريخ : 25/04/2009م الموافق : 1/05/1430 هـ
محمد الضبياني
خاص ينابيع تربوية
لا تستطيع أن تحصل على كل شيء .. إنها حقيقة .. عندما تكون شابا فإن الطموح يملؤك ويمتلئ رأسك بخطط لمستقبلك لا نهاية لها، وترى المستقبل طريقا طويلاً ، لست في عجلة من أمرك لاجتيازه ولديك الوقت كله لتجرب وتخطئ وأمامك الفرصة تلو الفرصة لتصحح الخطأ وتبدأ من جديد.
وعندما يمر الوقت تبدأ بالإحساس أن هذا الوهم ليس له حقيقة وأنك لست مخلداً في الحياة ، ويبدأ شعورك بالأنانية في أن تعيش ما تبقى لك من أيام تقطع عليك طريق البدء من جديد ، وتحس أن النهاية تقترب ويسيطر عليك الشعور بالتعب والإعياء مختلطاً بالإحباط من مرور السنوات ، ويثقل كاهلك حساب لحظات السعادة والحزن ، وعندما تحس أنك في منتصف الطريق ، تلتفت إلى الخلف ، تفاجأ بأن كثيرا من الطموحات التي سعيت إليها لم يتحقق منها شيء ... يبدأ شيء جديد يبدوا أكثر أهمية ، وتريك أنانيتك بدون رحمة أنك خسرت كثيراً من الأشياء التي تستطع أن تراها عندما كنت شاباً ، وأكثر من ذلك مرارة أنه ليس لديك القوة للبدء من جديد ...
ما قلته ليس فلسفة وإنما هي الحقيقة التي تكمن في ذواتنا و توجهاتنا دون النظر إلى ما هو أهم وأعمق من ذلك ...
أنه الاتصال الوثيق بالمنهج الرباني .... فهل لنا أن نرسم لحياتنا رسماً دقيقاً ليجعل من أهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية وكذلك نجعل من غاية أمتنا وأهدافها المرحللية .. لتصبح أمرا واقعا وملموسا في حياتنا...
عندها نكون قد حققنا الهدف الذي من رسمنا به حياتنا ... وليكن قربنا بالله عز وجل أسمى أهدافنا وغاية حياتنا من أجله يكون الله معنا منذ البدء ... لكي نحس أن الوحيد الذي يجعل لحياتنا معنى بل الحياة لا معنى لها في الحقيقة إلا به ، وينبغي أن نكون من أجله فقط ... حتى تكون في كل يوم أفضل حالاً وأهدأ بالاً ... وليحقق الله أمنياتنا ويسهل سبلنا إلى النجاح ونعمل في جدا واجتهاد لإعلاء راية أمتنا وجعلها خفاقة براقة تضيء للجموع كي تسير بهم إلى منهاج الله الذي رسمه لنا .. لنجعل من تمكين دين الله في الأرض أمرا واقعا وهذا لا يتأتى إلى بعمل دؤوب وجهد متواصل في كل مجالات الحياة ...