في منتصف العام 1990، وتحديداً في عهد الرئيس بوش الأب، توجه أهالي مدينة أمريكية في ولاية تكساس إلى ساحة البيت الأبيض.. وهناك عقروا أربعة رؤوس بقر.. وقالوا بالحرف الواحد: لن نرحل من مكاننا هذا حتى (يشخط) الرئيس وجهه، ويعدُنا بمواصلة العمل في المشاريع المتعثرة في مدينتنا!!
وما هي إلا لحظات قليلة، حتى أطل الرئيس من الشرفة الرئيسية للبيت الأبيض، وأمسك بالميكرفون، وخاطبهم قائلاً: مرحباً بكم وبالأبقار التي ذبحتموها، وعليكم أن تعلموا أن مسيرة التنمية لن تتوقف، فلا تستمعوا إلى المغرضين والحاقدين، أصحاب النظارات السوداء!..
عندها ضجت الساحة بالهتافات الشهيرة (بالروح بالدم نفديك يا ........)، فأخرج الرئيس بعض المحارم الورقية من جيب معطفه، وأخذ يجفف العرق الذي تصبب بغزارة.. ثم استطرد قائلاً: يؤسفني أنكم لا تعلمون أن التعقيدات الإدارية، وغياب اللامركزية في حكومتنا الرشيدة، يستدعي أن تبقى مجموعة من مشائخكم ووجهائكم في العاصمة لمتابعة الجهات المختصة، لأن المشاريع تحتاج مطالبة مستمرة، ولا تعتقدوا أن الدولة ستهبكم المشاريع بـ (البركة)!!
انطلقت الهتافات مجدداً، وتساءل أحد الحضور بجدية: ترى كيف سيكون وطننا لو لم تكن أنت قائدنا! وهنا.. انهمرت الدموع من أعين الذين كانوا بجانبه يسمعون تساؤله الحكيم!
و توته توته توته.... خلصت (الحدوته)