الاخلاق والقيم
عندما بُعث الى الرسول صلى الله عليه وسلم ... وامره الله تعالى الى ابلاغ الناس ما جاء به ... وأول ما بدأ به الرسول(ص) الدعوة الى التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ، ونرى ان الرسول (ص) بعد ان يقول للناس المعنى الحقيقي للتوحيد كان يوضح القيم والاخلاق الذي يدعوا اليها هذا الدين ....
ولقد نرى هذه الايام البعد عن القيم والاخلاق التي دعى اليها الاسلام من اول دعوته ... وادى ذلك الى فك الترابط بين المجتمع الاسلامي وانتشار الرذائل.. !!
واخلاق وقيم الامة يحدد بها قيمة هذه الامة بين الامم ... وصدق الشاعر عندما قال
انما الامم الاخلاق ما بقيت ..... اذا ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
والمتدبر في السيرة النبوية يجد ان اول ما بدأ الدين الاسلامي ... بدأت الدعوة الى مكارم الاخلاق ... كما دعى الاسلام الى قيم جميلة مثل كرم الضيافة وحسن الجوار وبر الوالدين ... الخ من هذه الاخلاق والقيم التي تجعل كل قلب خيّر وكل عقل واعي يلتف حول هذا الرسول صاحب هذا الاخلاق وهذه القيم ..
فكانت الاخلاق والقيم الاسلامية الجميلة تعتبر كوحدة بناء للامة الاسلامية ... فقبل ان تُفرض العبادات مثل الصلاة والزكاة ... الخ .. كان الرسول (ص) يدعوا الى الاخلاق والقيم الاسلامية من صدق وامانة وكرم ضيافة ... الخ ..
وكان لهذه القيم الاسلامية كبير الاثر في زيادة ايمان كل من دخل الى الاسلام ... فاعتبرت هذه القيم بذرة صالحة داخل كل مسلم .... وكقوة ربط قوية جدا تربط هذه القلوب ببعضها.
وعندما هاجر النبي (ص) الى المدينة من اول ما فعله مع المهاجرين والانصار ما سُمي بالمؤاخاه ... وهذا يدل على معنى وقيمة جميلة في الاسلام ... ويدل على ان هذا الدين دين ترابط اخوي رائع .... وان كل المسلمين بعتبروا كيان واحد .... وهذا الفعل الذي فعله الرسول كان له الاثر الكبير في نفوس الصحابة اجمعين سواء كانوا مهاجرين وانصار ...
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبذلوا كل جهدهم لاحياء قيمة او مبدا اسلامي .... فنرى ان احد الصحابة ضايف احد ضيوف رسول الله ويُاثر على نفسه وعلى اولاده بالطعام لأحياء قيمة اكرام الضيف في بيته .... وينزل القران كريم ليكرم هذه الافعال
قال الله تعالى
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
والمتدبر في الايات القرانية التي تنظم حالات المجتمع المسلم لوجدنا الكثير من الايات التي تحس على هذه القيم الجميلة .
قال الله تعالى
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَل..تْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا )
ونجد قمة الحكمة في الايات القرانية ... فالله تعالى جعل عبادته وحده في بادية الامر ... ثم نرى الاحسان الى الوالدين ... وهذه قيمة رائعة قد تفتقدها الامة في هذه الايام .
والجميل جدا ان نرى الحس على الاحسان الى الاقراباء وصلة الرحم عُطف على الاحسان بالوالدين ... فهي رسالة صريحة لعبادة الله وحده .. ثم الاحسان الى الوالدين ودعوة الى صلة الارحام ... والى الاحسان الى الجار سواء كان جار لك به صلة قرابة او جار ليس لك به صلة قرابة ... كما يحس الله تعالى الى حسن مرافقة كل من تتجاور معه سواء في سفر او في تعلم (والصاحب بالجنب ) ... كما ان في الاية دعوة جميلة الى الاحسان وكرم ضيافة ابن السبيل ( الغريب عن البلد ) .. وحسن معاملة ملك اليمين .. وتختم الاية بدعوة الى قيمة يفتقدها الكثيرون وهي التواضع ...
وفي هذه الايام نحن في امس الحاجة لأحياء هذه القيم الجميلة ... التي تربط الناس ببعضها برباط خيّر ... وتجعل القلوب تتصافى من حين الى حين ... وتجعل الامة كلها كيان واحد كما يجب ان تكون ...
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحدإذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد باالسهر والحمي )
والتواد والتراحم هذا للاسف في هذه الايام نادرا ما تراه ... واذا وجد يكون وقتي او تواد وتراحم قولي وليس فعلي ابدا ..
ولك ان تتعجب عندما ترى بعض الناس الذين يحملون السلاح على الابرياء باسم الجهاد ( الى الجهاااااااااد ) ... وترى بعض الذين يسيرون في المظاهرات مطالبين بفتح باب الجهاد ... واذا سألت احدهم ... متى رايت امك ؟؟ ... متى تكلمت معها ؟؟ ..... قد يكون مسافرا من سنين ولم يعلم عنها شيئا ..!! ..
والبعض في هذا الزمن قد نسى او تناسى الاهل والاقارب ... فتجد بعض الشباب لا يعلمون عدد اولاد خالهم او اعمامهم او ماهي احوال اهاليهم !!
وقد يفهم البعض ان قيام هذه الامة يكون من اعلى الى اسفل ... وهذا خطا .... يكون من المنطقي ان تحارب امة ذات طابع اسلامي ... عدوها ويكون العدو متفوق عليها عدديا وتكنولوجيا وحربيا .... ولكن من اراها من الحماقة اذا حاربت امة ليس بها اخلاق ولا قيم ولا هاوية اسلامية .... عدوها المتفوق عليها في كل شئ !!
فترابط المجتمع بالقيم والمبادئ والاخلاق الاسلامية بينشأ روح رائعة تمد الافراد بقوة تجعلهم قادرين على ان ينهضوا بالامة وكأن الجميع يعمل بيد واحدة ...
فاذا اردنا بالفعل ان ننهض بهذه الامة فلنحاول ان نحيي القيم والاخلاق الاسلامية الجميلة التي تجعل الامة ككيان واحد ..
فلنصل الرحم .....ولنزور المريض .....ونكرم الضيف .... ولنفرح معاً ..... ولنحزن معا ... ونتكاتف في الازمات ... ... ولنحيي كل قيمة تجعل لحياتنا معنى .... ولنخرج من السجن الذي وضعنا انفسنا فيه ولا نعيش لانفسنا فقط ... وصدق مصطفى صادق الرافعي عندما قال ( لا يستحق ان يعيش من عاش لنفسه ) ...
فعندما نرى ان كل منا بدأ ان يُحيي القيم والاخلاق الاسلامية ... فاعلموا اننا بدأنا نهضة هذه الامة .
شمعة
-
الجزء الثاني من الموضوع
الكلام عن الاخلاق والقيم كثير جدا ... ولو تكلمنا عن الاخلاق والقيم الجميلة التي يدعوا لها الاسلام ... ما كفانا الكثير من الصفحات .
وللاسف لقد تعودنا كثيرا وخاصة في هذه الايام على الكلام .... وما اكثر الكلام .... وعندما نسال كل من يتكلم او من يدعوا الى خير لماذا لا تطبقه ... نرى بعض العبارات المكررة والمشهورة ....التي تدعوا الى التقاعس عن اي فعل .
والكثير من هذه الامة بالفعل بيكون لديه الاستعداد لاحياء قيم او اخلاق ... ولكن حال الناس من حوله ... بيجعله في حالة احباط ويأس فظيعة ... غير ان اكثر الشعوب العربية في هذه الايام تسلط مدافع الاحباط على كل من لدية ذرة أمل لأصلاح هذه الامة ... سواء اصلاح اخلاقي اجتماعي ... او اي نوع من انواع الاصلاح .
والامل في حد ذاته قيمة رائعة يحث لها الدين الاسلامي من بدايته ... فنرى الرسول (ص) في غزوة الخندق وقد تجمع كل اعداؤه واتحد الاحزاب ليقضوا على هذا الدين من جزوره ... وفي كل هذه الظروف يأخذ الرسول (ص) الفأس ليحفر مع اصحابه ويضرب على حجر ويكبر .. الله اكبر الله اكبر ...ويقول الرسول (ص) فُتحت رومية ... ويكبروا الصحابة رضوان الله عليهم على تكبيره (ص) ... ويضرب الرسول (ص) على الحجر ويخرج من الحجر نور ويكبر الرسول .... الله اكبر الله اكبر ... ويقول فتحت قسطنطينية .. ويكبروا الصحابة .
وكان الرسول (ص) دائما ما يبعث روح الامل في هذه الامة من وقت ما كانت اضعف ما ان يقال عليها امة .... فنرى الرسول يصبر المسلمين في بداية الدعوة ويبعث فيهم روح الامل ... صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة .... !!
ولك ان تتعجب عندما ترى بعض المسلمين تشع كلماته وافعاله قذائف احباط لتحيط كل من يدعوا الى قيمة جميلة او خُلق امثل ... !!
ولن نكتفي بالاحباط عند الحس على حسن الخُلق واحياء القيم ... ولكن نجد من يدافع عن احياء رزيلة او قيمة منيلة بستين نيلة !
فقيمة الامل من اجمل القيم التي تحيي امة تكاد ان تموت في هذه الايام ... وقد راينا الاحباط قد يجعل الانسان يتنازل عن حقه ليس هذا فقط .... قد يجعله يخوض في الطريق الخطأ .... فمن موقف الميكروباص ده ممكن اشرب سجاير بقا ..
وعلى الرغم من حال المسلمون هذه الايام ... الا انه يوجد بريق امل ... وشعاع نور واضح وظاهر جدا .... يبين ان في هذه الامة خير كبير جدا مهما كانت في ظروف صعبة ...وصدق الحبيب الرسول (ص) عندما قال ( الخير في أمتي حتى قيام الساعة )
عندما بُعث الى الرسول صلى الله عليه وسلم ... وامره الله تعالى الى ابلاغ الناس ما جاء به ... وأول ما بدأ به الرسول(ص) الدعوة الى التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ، ونرى ان الرسول (ص) بعد ان يقول للناس المعنى الحقيقي للتوحيد كان يوضح القيم والاخلاق الذي يدعوا اليها هذا الدين ....
ولقد نرى هذه الايام البعد عن القيم والاخلاق التي دعى اليها الاسلام من اول دعوته ... وادى ذلك الى فك الترابط بين المجتمع الاسلامي وانتشار الرذائل.. !!
واخلاق وقيم الامة يحدد بها قيمة هذه الامة بين الامم ... وصدق الشاعر عندما قال
انما الامم الاخلاق ما بقيت ..... اذا ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
والمتدبر في السيرة النبوية يجد ان اول ما بدأ الدين الاسلامي ... بدأت الدعوة الى مكارم الاخلاق ... كما دعى الاسلام الى قيم جميلة مثل كرم الضيافة وحسن الجوار وبر الوالدين ... الخ من هذه الاخلاق والقيم التي تجعل كل قلب خيّر وكل عقل واعي يلتف حول هذا الرسول صاحب هذا الاخلاق وهذه القيم ..
فكانت الاخلاق والقيم الاسلامية الجميلة تعتبر كوحدة بناء للامة الاسلامية ... فقبل ان تُفرض العبادات مثل الصلاة والزكاة ... الخ .. كان الرسول (ص) يدعوا الى الاخلاق والقيم الاسلامية من صدق وامانة وكرم ضيافة ... الخ ..
وكان لهذه القيم الاسلامية كبير الاثر في زيادة ايمان كل من دخل الى الاسلام ... فاعتبرت هذه القيم بذرة صالحة داخل كل مسلم .... وكقوة ربط قوية جدا تربط هذه القلوب ببعضها.
وعندما هاجر النبي (ص) الى المدينة من اول ما فعله مع المهاجرين والانصار ما سُمي بالمؤاخاه ... وهذا يدل على معنى وقيمة جميلة في الاسلام ... ويدل على ان هذا الدين دين ترابط اخوي رائع .... وان كل المسلمين بعتبروا كيان واحد .... وهذا الفعل الذي فعله الرسول كان له الاثر الكبير في نفوس الصحابة اجمعين سواء كانوا مهاجرين وانصار ...
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبذلوا كل جهدهم لاحياء قيمة او مبدا اسلامي .... فنرى ان احد الصحابة ضايف احد ضيوف رسول الله ويُاثر على نفسه وعلى اولاده بالطعام لأحياء قيمة اكرام الضيف في بيته .... وينزل القران كريم ليكرم هذه الافعال
قال الله تعالى
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
والمتدبر في الايات القرانية التي تنظم حالات المجتمع المسلم لوجدنا الكثير من الايات التي تحس على هذه القيم الجميلة .
قال الله تعالى
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَل..تْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا )
ونجد قمة الحكمة في الايات القرانية ... فالله تعالى جعل عبادته وحده في بادية الامر ... ثم نرى الاحسان الى الوالدين ... وهذه قيمة رائعة قد تفتقدها الامة في هذه الايام .
والجميل جدا ان نرى الحس على الاحسان الى الاقراباء وصلة الرحم عُطف على الاحسان بالوالدين ... فهي رسالة صريحة لعبادة الله وحده .. ثم الاحسان الى الوالدين ودعوة الى صلة الارحام ... والى الاحسان الى الجار سواء كان جار لك به صلة قرابة او جار ليس لك به صلة قرابة ... كما يحس الله تعالى الى حسن مرافقة كل من تتجاور معه سواء في سفر او في تعلم (والصاحب بالجنب ) ... كما ان في الاية دعوة جميلة الى الاحسان وكرم ضيافة ابن السبيل ( الغريب عن البلد ) .. وحسن معاملة ملك اليمين .. وتختم الاية بدعوة الى قيمة يفتقدها الكثيرون وهي التواضع ...
وفي هذه الايام نحن في امس الحاجة لأحياء هذه القيم الجميلة ... التي تربط الناس ببعضها برباط خيّر ... وتجعل القلوب تتصافى من حين الى حين ... وتجعل الامة كلها كيان واحد كما يجب ان تكون ...
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحدإذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد باالسهر والحمي )
والتواد والتراحم هذا للاسف في هذه الايام نادرا ما تراه ... واذا وجد يكون وقتي او تواد وتراحم قولي وليس فعلي ابدا ..
ولك ان تتعجب عندما ترى بعض الناس الذين يحملون السلاح على الابرياء باسم الجهاد ( الى الجهاااااااااد ) ... وترى بعض الذين يسيرون في المظاهرات مطالبين بفتح باب الجهاد ... واذا سألت احدهم ... متى رايت امك ؟؟ ... متى تكلمت معها ؟؟ ..... قد يكون مسافرا من سنين ولم يعلم عنها شيئا ..!! ..
والبعض في هذا الزمن قد نسى او تناسى الاهل والاقارب ... فتجد بعض الشباب لا يعلمون عدد اولاد خالهم او اعمامهم او ماهي احوال اهاليهم !!
وقد يفهم البعض ان قيام هذه الامة يكون من اعلى الى اسفل ... وهذا خطا .... يكون من المنطقي ان تحارب امة ذات طابع اسلامي ... عدوها ويكون العدو متفوق عليها عدديا وتكنولوجيا وحربيا .... ولكن من اراها من الحماقة اذا حاربت امة ليس بها اخلاق ولا قيم ولا هاوية اسلامية .... عدوها المتفوق عليها في كل شئ !!
فترابط المجتمع بالقيم والمبادئ والاخلاق الاسلامية بينشأ روح رائعة تمد الافراد بقوة تجعلهم قادرين على ان ينهضوا بالامة وكأن الجميع يعمل بيد واحدة ...
فاذا اردنا بالفعل ان ننهض بهذه الامة فلنحاول ان نحيي القيم والاخلاق الاسلامية الجميلة التي تجعل الامة ككيان واحد ..
فلنصل الرحم .....ولنزور المريض .....ونكرم الضيف .... ولنفرح معاً ..... ولنحزن معا ... ونتكاتف في الازمات ... ... ولنحيي كل قيمة تجعل لحياتنا معنى .... ولنخرج من السجن الذي وضعنا انفسنا فيه ولا نعيش لانفسنا فقط ... وصدق مصطفى صادق الرافعي عندما قال ( لا يستحق ان يعيش من عاش لنفسه ) ...
فعندما نرى ان كل منا بدأ ان يُحيي القيم والاخلاق الاسلامية ... فاعلموا اننا بدأنا نهضة هذه الامة .
شمعة
-
الجزء الثاني من الموضوع
الكلام عن الاخلاق والقيم كثير جدا ... ولو تكلمنا عن الاخلاق والقيم الجميلة التي يدعوا لها الاسلام ... ما كفانا الكثير من الصفحات .
وللاسف لقد تعودنا كثيرا وخاصة في هذه الايام على الكلام .... وما اكثر الكلام .... وعندما نسال كل من يتكلم او من يدعوا الى خير لماذا لا تطبقه ... نرى بعض العبارات المكررة والمشهورة ....التي تدعوا الى التقاعس عن اي فعل .
والكثير من هذه الامة بالفعل بيكون لديه الاستعداد لاحياء قيم او اخلاق ... ولكن حال الناس من حوله ... بيجعله في حالة احباط ويأس فظيعة ... غير ان اكثر الشعوب العربية في هذه الايام تسلط مدافع الاحباط على كل من لدية ذرة أمل لأصلاح هذه الامة ... سواء اصلاح اخلاقي اجتماعي ... او اي نوع من انواع الاصلاح .
والامل في حد ذاته قيمة رائعة يحث لها الدين الاسلامي من بدايته ... فنرى الرسول (ص) في غزوة الخندق وقد تجمع كل اعداؤه واتحد الاحزاب ليقضوا على هذا الدين من جزوره ... وفي كل هذه الظروف يأخذ الرسول (ص) الفأس ليحفر مع اصحابه ويضرب على حجر ويكبر .. الله اكبر الله اكبر ...ويقول الرسول (ص) فُتحت رومية ... ويكبروا الصحابة رضوان الله عليهم على تكبيره (ص) ... ويضرب الرسول (ص) على الحجر ويخرج من الحجر نور ويكبر الرسول .... الله اكبر الله اكبر ... ويقول فتحت قسطنطينية .. ويكبروا الصحابة .
وكان الرسول (ص) دائما ما يبعث روح الامل في هذه الامة من وقت ما كانت اضعف ما ان يقال عليها امة .... فنرى الرسول يصبر المسلمين في بداية الدعوة ويبعث فيهم روح الامل ... صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة .... !!
ولك ان تتعجب عندما ترى بعض المسلمين تشع كلماته وافعاله قذائف احباط لتحيط كل من يدعوا الى قيمة جميلة او خُلق امثل ... !!
ولن نكتفي بالاحباط عند الحس على حسن الخُلق واحياء القيم ... ولكن نجد من يدافع عن احياء رزيلة او قيمة منيلة بستين نيلة !
فقيمة الامل من اجمل القيم التي تحيي امة تكاد ان تموت في هذه الايام ... وقد راينا الاحباط قد يجعل الانسان يتنازل عن حقه ليس هذا فقط .... قد يجعله يخوض في الطريق الخطأ .... فمن موقف الميكروباص ده ممكن اشرب سجاير بقا ..
وعلى الرغم من حال المسلمون هذه الايام ... الا انه يوجد بريق امل ... وشعاع نور واضح وظاهر جدا .... يبين ان في هذه الامة خير كبير جدا مهما كانت في ظروف صعبة ...وصدق الحبيب الرسول (ص) عندما قال ( الخير في أمتي حتى قيام الساعة )