يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53المقدم ابراهيم الحمدي في خطبه الجماهيرية (المعدة او المرتجلة) سحرها الخاص يتجلى وهي مكتوبة فكيف بها وهي تلقى بحماس من زعيم شاب.. انها تختلف كلية عن خطب سلفه القاضي عبدالرحمن الارياني التي تكاد تكون محاضرات فلسفية وفكرية تدور عن السلام والاخوة وصراع الاجيال* ‬وقضايا* ‬اخرى* ‬لم* ‬تكن* ‬بأي* ‬حال* ‬من* ‬الاحوال* ‬موجهة* ‬للمواطن* ‬اليمني* ‬الغارق* ‬في* ‬المرض* ‬والجهل* ‬والتخلف*.. ‬والأمية*.‬
يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53يلوح الرئيس ابرهيم الحمدى بكفه ويولد الحلم 53
ان الخطاب الجماهيري للمقدم ابراهيم الحمدي ، اكسبه الكثير من الهالات وكوّن له صورة مثالية مبالغ فيها عند عامة الناس زادتها الشائعات التي كانت تبثها عناصره الامنية والحزبية عن تصرفاته وبساطته، الكثير من الاوهام اختلطت بالحقائق فكونت صورة اسطورية لهذا الرئىس الشاب مازال له حضوره في الذاكرة الشعبية . ونحن كافراد وكمجتمع نَحِّنُ الى الماضي وتصوره لنا اشواقنا الغامضة بصورة رائعة مع ان اليمانيين يعيشون شقاء ً دائماً ربما يكون اسوأ ما فيه هو ذلك الماضي الذي يحنون اليه..

اهتم المقدم ابراهيم الحمدي في خطبه وتصريحاته ولقاءاته مع المواطنين بالعديدمن القضايا التي يفهمونها ويلتفون حولها انه في اول خطاب له بمناسبة ذكرى الثورة يوجهه الى عامة الناس يوجز هذه القضايا بقوله:

»ان طموحاتنا بالنسبة الى المستقبل واسعة وكبيرة فاننا نطمع ومصممون على ان يشمل العدل والرخا ء والاطمئنان كل مواطن من مواطنينا ؛ان تتاح الفرصة لكل ابناء اليمن ؛ ان يتعلموا ان يشربوا ماءاً نقياً.. ان يوفر لهم المأكل والمسكن والملبس لكل فرد.. ان يكون العلاج في متناول كل مريض، ان تدخل الكهرباء كل قرية وبيت، ان نبني جيشاً قوياً يحمي ولا يهدد الحفاظ على الوحدة الوطنية قوية متينة بين صفوفنا والاكثر من هذا وأهم ان يكون كل مواطن آمن على ماله وعرضه مطئناً الى يومه وغده ان نكون جميعاً متساوين في الحقوق والواجبات في ظل الشريعة* ‬السماوية* ‬السمحة* ‬ان* ‬يكون* ‬ولاؤنا* ‬اولاً* ‬وأخيراً* ‬لتربة* ‬اليمن*«..‬

انها المفردات التي تكاد تتكرر في كل مناسبة يلقي فيها خطاباً او تصريحاً وكان جاداً في تطبيق ما يقوله وله ان يسجل تاريخ هذه البلاد انه كان يملك حساً حضارياً مميزاً لو امتلك مثله في ادارة اللعبة السياسية لما انتهى تلك النهاية المأساوية .

ركّز المقدم ابراهيم الحمدي نشاطاته واهتمامه لتعزيز سلطة الدولة، لقد كان يردد ان الدولة الحديثة هي هدفه من حركة التصحيح وهو يعرف ما يواجهه من صعوبات لتحقيق هذا الهدف في معرض رده على سؤال صحفي قال عن المصاعب التي تقف امام التجربة اليمنية: »كما هو واضح المجتمع اليمني مجتمع حر لم يعرف الاستعمار ولم يتعود الدولة والانظمة والقوانين فاصعب ما تواجهه التجربة اليمنية هو بناء الدولة اليمنية على اسس يهضمها الجميع ويتقيد بها الجميع وفي هذه جهدين في وقت واحد.. الجهد الاول هو البناء لاجهزة الدولة ومحاولة بنائها البناء الصحيح وايجاد انظمتها وقوانينها بما يتلاءم مع العصر وبما يجمع بين تقاليدنا الحسنة وبين مجتمعنا وواقعه وتطلعاتنا وطموحاتنا في الربع الاخير من القرن العشرين وبين الجهد الآخر وهو اقناع الآخرين به ومحاولة تمريره بطريقة سلمية على نفوس الآخرين بحيث يتعودوا«.

إن هذا التقييم الناضج للوضع ومتطلباته يجعلنا نعتقد بوجود ملامح غائمة لمشروع وطني هدفه مواجهة التخلف كان يحتاج الى فرصة زمنية وظروف سياسية افضل ليؤتي ثماره وهو مالم يحدث بسبب الرحيل المبكر للمقدم الحمدي .

عمل* ‬المقدم* ‬الحمدي* ‬على* ‬ثلاثة* ‬محاور* ‬تخدم* ‬بناء* ‬الدولة* ‬من* ‬وجهة* ‬نظره* :‬

الأول* : ‬بناء* ‬القوات* ‬المسلحة* ‬والامن* ..‬

عمل على تطويرهما وتطهيرهما من الولاءات الحزبية والقبلية فقد كان الجيش اليمني بالغ الضعف عدة وعدداً وتأهيلاً وكان يدرك انه يمثل القوات المسلحة وهي الجدار الذي يستند عليه.. فكان حريصاً على تحويل ولاء المؤسسة العسكرية اليه ، لذلك فقد سعى لتصفية الجيش من بعض القيادات ذات الإنتماء القبلي وجلها من الموالين لحزب البعث الذي كان لهم دور رئىسي في تسلمه للسلطة، لقد اطلق على اليوم الذي اقال فيه هؤلاء الضباط، يوم الجيش، يوم الشعب، كان ذلك في ٧٢ ابريل ٥٧٩١م لقد تراجع الثقل القبلي بعد ان تراجع الثقل الحزبي في جولة من التصفيات السابقة ،كانت استهدفت العناصر العسكرية اليسارية في الجيش عقب احداث اغسطس ٨٦٩١م واصبح المقدم الحمدي اكثر اطمئناناً لولاء الجيش له ، امابناء الجيش على اسس حديثه وقوية فلم يكن متاحاً له في تلك الظروف وتلك المدة القصيرة التي تولى فيها الحكم.


ثانياً* : ‬لجان* ‬التصحيح* ‬الاداري* ‬والمالي

من الناحية العملية لم يكن للجان التصحيح دور فاعل في اصلاح الادارة والحد من الفساد المالي ولذلك كان المقدم الحمدي يردد في اجتماعات لجان التصحيح على ضرورة التزام اعضاء هذه اللجان بالنزاهة والشرف وتمثل القدوة فقد كان مناطاً بلجان التصحيح مراقبة ومتابعة النشاط* ‬الاداري* ‬والمالي* ‬لاجهزة* ‬الدولة* ‬والقطاعين* ‬العام* ‬والمختلط* ‬بالتفتيش* ‬المباشر* ‬على* ‬تلك* ‬الاجهزة*.‬


ثالثاً* : ‬رعاية* ‬هيئات* ‬التعاون* ‬الاهلي* ‬والتطوير

كان المقدم ابراهيم الحمدي الراعي الاول للحركة التعاونية منذ عام ٢٧٩١م وقبل توليه السلطة ولعل دعمه وتشجيعه للعمل التعاوني هو ابرز انجازاته على الاطلاق في اطار محاربة التخلف في اليمن، لقد كانت المشكلة الحقيقية عند الانسان اليمني هي سلبيته وعدم اكتراثه لتطوير* ‬ذاته* ‬فكان* ‬دعم* ‬العمل* ‬التعاوني* ‬عملاً* ‬عظيماً* ‬موجهاً* ‬ضد* ‬التخلف* ‬نفسه،* ‬الذي* ‬نُعرّفه* ‬بانه* ‬افتقاد* ‬الشعور* ‬بالمسئولية* ‬عند* ‬الفرد* ‬تجاه* ‬نفسه* ‬وتجاه* ‬الآخرين*.. ‬وتجاه* ‬بيئته*...‬إلخ* .‬

ان الحقيقة الساطعة التي لا يمكن تجاوزها هي ان معظم المشروعات الحيوية التي تمت في عهد المقدم ابراهيم الحمدي لم تكن في خطط الحكومة او تدعمها القيادة السياسية وانما قام بها الشعب ضمن اعمال هيئات التطوير التعاوني التي انتشرت في طول البلاد وعرضها وان بقية المشاريع الاخرى التي تدخل ضمن ما يسمى بالبنى التحتية كانت نتيجة مساعدات وقروض من دول عربية واجنبية اهم هذه الدول المملكة العربية السعودية والكويت والصين وفي حديث المقدم ابراهيم الحمدي عن المساعدات والقروض نجد ان معظمها مخصص لمشاريع تشرف عليها الدول المانحة مما حد* ‬من* ‬عمليات* ‬الفساد* ‬والعبث* ‬والاختلاس* .‬