السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كفى أيها المنشدون (الإسلاميون) !




*
*






اخترت هذا الوصف (المنشدون الإسلاميون) لأنه الدارج في اللسان العام والخاص ولأنهم صاروا اليوم لا يُـعرفون إلا به ،وذلك لأوجه نداءي لهؤلاء الذين عرضنا عليهم أمانة إيصال رسالة ديننا الحنيف عبر النشيد الإسلامي فحملوها وقبلوا بها وجاهدوا في إيصالها ثم ما إن لبثوا بعد ذلك حتى نَكَصُوا على أعقابهم يجأرون .

دخل اليوم إلى النشيد الإسلامي أناسٌ لم يحملوا هم الوفاء بهذه الأمانة .. واختاروا من مرامي غيرهم -أصحاب الغناء الماجن- أهدافاً يرمون إليها .. فأصبح الهم والهدف واحداً (الشهرة والبحث عن المعجبين والمعجبات) .

وحول هذا الموضوع كان لي هذه الوقفات الخمس:

الوقفة الأولى/ (المؤثرات والبدائل الصوتية):


في السنوات القليلة الماضية دخل علينا ما يسمونه بـ (البدائل الصوتية) من إيقاعات ومؤثرات وغيرها والتي لا يشك السامع لها للوهلة الأولى بأنها لا تمد للنشيد الإسلامي بأدنى صله .. وما إن تُرعي لها سمعك لتميز ما يقوله من كلمات مع ما يصحبها من صخبٍ وضوضاءٍ حتى تُـفاجئ بأن الموضوع يدور حول الصلاة أو حب الرسول -وهذا أيضاً أصبح نادراً- ..ثم يزعمون بعد هذا كلِّه أن هذا من باب إيجاد (البديل الهادف) .. ومن قال لكم أنَّـا بحاجة إلى بديلكم هذا.

الوقفة الثانية/ (الفيديو كليب):


ثم جاء بعد ذلك (الفيديو كليب) والذي لقي رواجاً كبيراً بين أوساطهم وترحيباً من جماهيرهم .. وذلك لأنه في أول الأمر –وبحق- خرج منه ما يُـبهج الأرواح ويأخذ بالأسارير .. فتجده يخرج علينا بأعلى المقاييس في الصورة والأداء والإخراج والمونتاج .. ثم لم نَـفْـتأ بعد ذلك قليلاً حتى جاء من أقحم نفسه إقحاماً وأراد أن يكون أمام (المكبرات) اليوم ، وأمام (الكاميرات) غداً .. فتراه يخرج علينا بذلك الأداء المتكلف البغيض ، والإخراج الوضيع الرخيص ، وقد لا يكون معبراً عن الموضوع بقدر ما يكون معبراً عن صفاء وجمال الجسد والبشرة.

الوقفة الثالثة/ (المواقع والقنوات الشخصية):

ويطل علينا اليوم هؤلاء أصحاب النشيد (الهادف) بمواقعهم الشخصية على الشبكة والتي تحمل في طياتها ألبومات مليئة بصورهم الخاصة وهم على أوضاع مغرية مخجلة .. ثم ليختار منها بعد ذلك أجملها لتكون على ألبومه الجديد .. وماذا بعد ذلك ؟ .. هل هذا من البديل الهادف أم من إيصال الرسالة بروح عصرية .. وأي رسالة تريد أن توصلها لي بصورك هذه .

وليس بعد هذه المواقع إلا القنوات الشخصية والتي بدء بعضها .. يظهر صاحبها بصورته الساحرة الرائعة الممزوجة بأنواع المساحيق والفلاتر التجميلية .. ثم يقول بعد ذلك (أتمنى إيصال رسالتي) !..

الوقفة الرابعة/ (المهرجانات الإنشادية):


واليوم أمام حشدٍ كبيرٍ وعلى أخشابِ (مشارحَ)دولية .. يأتي منهم من يقف عليها ملوحاً بيده لفرقة الكورال أو الإيقاع .. وبيده الأخرى للجمهور .. ثم مع تلك النغمات تجده يتمايل يمنة ويسرة ببتسامة ساذجة .. و يغطي عليها أحياناً بصوته الرنان (عاشوا .. اسمع .. يلا شباب)، ويأتي بعد ذلك الجمهور فتجد في هذه الناحية مجموعة من الشباب يتراقصون ويتمايلون وقد وضعوا اللثام على وجوههم .. وفي الناحية الأخرى ومن مجموعة من الفتيات تسمع تلك الصرخات والعبارات للمنشد القادم .

فماذا تركتم لهؤلاء ؟.. هل أعجبكم طريقهم ؟..

الوقفة الخامسة: (المنتديات الإنشادية المتخصصة على شبكة المعلومات):

أما وقفتي الأخيرة فهي مع تلك المنتديات المتخصصة التي كانت سببا في انتشار ورواج الإيقاعات التي تكلمت عنها سابقاً .. واليوم جعلت تروج لظاهرة جديدة وهي أيضاً مخيفة جداً ..وهي (الأصوات المجهولة) .. فيأتي ذلك الذي يسجل صوته وهو يحاول تقليد إحدى الفنانين بكل انسلاخ وتميع .. ليجد بعد ذلك سيلاً من ردود الثناء على هذا الصوت الجميل الغائب .. ولم تقف هذه المنتديات عند هذا الحد فحسب بل فتحت باباً واسعاً للتطفل المقيت فتجد من يقوم بمجرد فتح إحدى برامج الصوت الموجودة على جهازه وإحضار أي مكبر صوت قريب ليبدأ بالتسجيل والهذيان ثم يكتب موضوعاً (أنشودة ... بصوتي ... ما رأيكم ؟) وأنا لا أقصد بكلامي هذا أن أضيق واسعاً وأمنع المنتديات التي خصصت لمثل هذا أقساماً رعاية منها لبعض المواهب -وهي مشكورة على ذلك-.. لكن أن نجعل الباب على مصراعيه من غير حسيب ولا رقيب.. فهذا الذي لا يرضاه أحد .. وفيه مضيعة لوقته ولوقت الزوار والأعضاء.

وأقول أخيراً لقد صرنا اليومَ لا نأمن على شبابنا وفتياتنا من هؤلاء .. فبعض فتياتنا فتياتِ العفة والقرآن اللاتي جعلنا لهن من النشيد الإسلامي بديلاً يصرفهم عن الغناء الماجن المحرم أصبحن يعشن اليوم قصص غرام وعشق مع هؤلاء (أصحاب الرسالة) ..!

ولقد طلبت الاختصار في مقالتي هذه فلم أتطرق إلى ذكر بعض الأمور الأخرى والتي لا تقل أهمية عما قبلها كـ(الكلمات ، اللحن) ولعلي أطرقها في مقالات قادمة لأنها تحتاج إلى وقفة صدق وتأمل.

منقول