تشهد العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات أزمة غاز خانقة مع قدوم عيد الأضحى - كما هو الحال في شهر رمضان المبارك - يزيد من حدتها تزايد إقبال المواطنين عليها، بالإضافة إلى عجز الحكومة عن مواجهة احتكارها المتلاعبين بأسعارها.
أزمة إنعدام مادة الغاز المنزلي من الأسواق وعناء البحث عنها شكلَ هاجساً يومياً للمواطن اليمني المثقل
وقال مواطنون لـ"الصحوة نت" إنهم عمدوا إلى الاصطفاف في طوابير طويلة ولساعات في سبيل الحصول على إسطوانة غاز، فيما لا تزال المحال التجارية لبيع الغاز موصدة بأوجه المستهلكين بينما تقوم بعض المراكز التابع للمؤسسة بفتح أبوابها لساعات محدودة في ظل زحام كبير وتدافع من قبل المواطنين.
ففي محافظة الحديدة بدأت أزمة إنعدام الغاز المنزلي منذ 3 أسابيع، أضطر معها عدد من سكان مدينة الحديدة والمديريات المجاورة ، إلى استخدام الألات البدائية في طهي الطعام كـ"الطباخات والدوافير" التي تعمل على الكيروسين، والمواقد البدائية التي تستخدم الحطب كوقود.
وقد لجأت الجهات المعنية في مؤسسة الغاز في الحديدة إلى بيعها عبر لجان أمنية ومن على متن سيارات متجولة في بعض الشوارع، والتي تغادر بعد دقائق معدودة بعد إزحام المواطنين عليها، فيما تقوم بعض المراكز ببيعها في السوق السوداء بقيمة تصل إلى 1200 ريال خلافا لسعرها الأصلي 450 ريال.
المواطن الكهل "عبد الجبار" وهو يقف أمام احد محلات بيع الغاز بالحديدة، يقسم بالله انه يبحث عن الغاز منذ 5 أيام". مشبها ما يعانيه المواطن اليمني من"الجوع والبهدلة وغياب الخدمات في اليمن" بالحصار الظالم المفروض على غزة.
وتساءل عبد الجبار : أين الغاز الذي يقولون أنهم يصدروه للخارج.. جالسين يكذبوا علينا؟؟!.
وتابع " قل للمسؤلين ينزلوا يشوفوا أوضاع الناس البلاد ترجع للوراء "ريوس " لعهد الحطب والطباخات فقط نطالبهم بترخيص الكيروسين" تخفيض سعره".
ويضف المواطن عبده فرج بالقول " جوعونا بالجرع والغلاء واليوم المواطن يبحث عن الغاز كيف با نأكل ؟ عليهم سخط الله، جالسين يحكموا على حسابنا ونحن نتعذب ونبهذل نشتي غاززززز!!".
محمد الطيف الذي انتظر طويلا أمام مركز بيع الغاز، حصل بعد عناء على إسطوانة غاز ولكن بسعر مرتفع غير المحدد والمعلن، لوجود ما اعتبره الطيف "سماسرة يتلاعبون ببيع الغاز مستغلين هذه الأزمة وحاجة المواطن اليه".
ويتهم أصحاب ومالكي محال الغاز، جهات – لم يسموها - بتعمد التلاعب بمادة الغاز في التوزيع الحصص مع اقتراب كل عيد.
وفيما ترك أطفال مدارسهم للانشغال بعناء البحث عن الغاز والانتظار طويلا أمام محال بيعها، عمدت أسرة "سعدية الزبيدي" إلى الشراء طعامها من المطاعم في السوق، فوق قدرتها الشرائية لان دخل الأسرة لا يتحمل شراء الطعام من السوق لأنه يضاعف من مصيبة ومعاناة أسرة الوالدة سعدية الفقيرة، لكنه أرحم من الوقف طويلا أمام محال بيع الغاز والحصول على اسطوانة غاز وبأضعاف سعرها – حد تعبيرها.
وقد ترك "خالد" الأسابيع الماضية بطلب من والده الذي طلب منه البحث عن الغاز ضمن طوابير طويلة للباحثين عنها حتى " يتمكنوا من طهي الطعام و يعيشوا زي الناس"، ويشير خالد إلى أن والده – جندي - لا يقوى على شراء الطعام من السوق لأنه غالي ويكلفه فلوس كثيرة.