الأحد, 09-نوفمبر-2008 |
نبأ نيوز- خاص/ تعز: عبد القوي شعلان - تسجل الذاكرة الشعبية اليمنية أن شخصين فقط استطاعا سرقة أنظار اليمنيين: الأول بطل الملاكمة البريطاني اليمني الأصل "نسيم كشميم"، والأخر هو مرشح الرئاسة الأمريكية الأسود "باراك أوباما"، الذي تسمّر لأجله اليمنيون- بمختلف تكويناتهم السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية- أمام شاشات التلفاز حتى قبيل الفجر انتظارا لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية التي كانت ترجح حتى اللحظات الأخيرة من جولات المعارك الانتخابية فوز أوباما بنسبة مرتفعة. تحد للقيم الأمريكية فجر يوم الأربعاء بدى المشهد مختلفا في حياة اليمنيين الذين تفاعلوا مع انتخابات أمريكا كما لو كانت تجرى على الساحة الداخلية، ربما إعجابا بالتقاليد الديمقراطية، وربما لان أحد طرفيها مرشحا أسود البشرة، ومن أصل أفريقي، الأمر الذي اعتبره الكثير تحد للإنسانية والقيم الأمريكية التي ظلت لسنوات تمارس العنصرية "البيضاء" ضد السود في كل مناشط الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ابن إفريقيا رئيس أمريكا لقد شكل فوز اوباما انتصارا لكل مقهور ومضطهد أو هكذا تمنى ويتمنى الكثيرون في هذا العالم، فهو الرجل المسكين ابن أفريقيا السوداء، والشاب المكافح الذي هجر بلده الأصلي إلى بلاد الأحلام بحثا عن لقمة العيش وهروبا من الجوع والفقر, وكان فوزه بمثابة شمعة أمل مضيئة كادت أن تنطقي من وجوه البائسين والفقراء والمظلومين. أمريكا تطبق الإسلام دون أن تشعر يقول المفكر السعودي عائض القرني في مقاله المنشور في صحيفة الجمهورية يوم الجمعة الماضية: "دفعة واحدة يقفز هذا الشاب الأسمر الداكن الصعلوك من كوخ صغير فيه من حصير وأكواب من فخار وكيس من دقيق الشعير إلى أن يجلس أمام الكونجرس الأمريكي يأمر وينهي ويصدر المراسيم الرئاسية ويسقط حكومات ويعين رؤساء ويتحكم في الفضاء والثروة والطاقة، وإذا غضب على دولة فلها الويل مما يصفون", ويمضي الكاتب السعودي قائلا: "الآن أصبحت أمريكا تطبق دون أن تشعر بعض تعاليم الإسلام من احترام للإنسان وتقدير مواهبه وإعطائه الحق في المشاركة وإبداء الرأي واخذ مكانه المناسب مهما عظم". مشهد ديموقراطي مثار إعجاب لم يكن المشهد الانتخابي الأمريكي مثار إعجاب المفكرين بمختلف أطيافهم فقط بل كان حاضراً جداً في أروقة السياسة اليمنية بشقيها الحزب الحاكم والمعارضة, وفي حين تمنت المعارضة على الحاكم أن يقتدي بـ"باراك اوباما" في تعامله معها، طالب الحاكم من المعارضة أن تقتدي بـ"جون ماكين" مرشح الحزب الجمهوري الذي اقر بهزيمته، ودعا أنصاره إلى دعم ومباركة "اوباما" باعتباره الآن رئيس لكل الأمريكيين، ليس ذلك فحسب بل قال له: "لقد كنت أمس خصمك واليوم أنت رئيس ولكم اشعر بالحسرة أن تكون جدتك معك تشاركك الفرحة فلقد خطفها الموت قبل أن ترى حفيدها فرحا بهذا النصر الكبير". مشاهد فرائحية في اليمن سباق انتخابي شهده العالم كله وليست أمريكا وحدها.. توج هذا السباق بفوز مؤزر اعتبره كثير من اليمنيين فوزا لهم خاصة شريحة المهمشين في اليمن المعروفون بـ"الاخدام" وهي الفئة ذات البشرة السوداء التي تعد من أشد الفئات فقرا في اليمن.. فهؤلاء وجدوا أنفسهم في مشهد فرائحي لن ينسوه طيلة حياتهم.. دقت الطبول, ورقصت النسوة حتى اليوم التالي من إعلان فوز مرشحهم الأسمر باراك اوباما. فوز لكل إنسان مقهور يقول بدر عبده سالم– 27 عاما:- لقد كانت فرحتى لا توصف بفوز أوباما لأني اعتبرته مرشحي الوحيد كما أني تابعت انتخابات أمريكا طيلة الأشهر السابقة.. أهدي هذا الفوز لكل إنسان مقهور في هذا الكون فهو مرشح السود في كل العالم, وتمنى بدر أن يلتفت باراك أوباما لشريحة السود في اليمن ويدعمها قدر الإمكان، وان يغير سياسة أمريكا ويجعلها دولة قوية تحب العالم وليست دولة قوية ترهب العالم. أتمنى أن يحل قضية فلسطين من جانبه قال ثابت احمد– 38 عاماً، عاطل عن العمل، انه تابع انتخابات أمريكا لأول مرة في حياته بعد سماعه بان مرشحا أسود اللون منافس في هذه الانتخابات وانه من أصل مسلم.. وأضاف: لقد فرحت كثيرا يوم فوز أوباما بالانتخابات وأتمنى أن يكون عكس بوش في سياسته تجاه العرب وان يحل قضية فلسطين وان يسحب جيشه من العراق. مافيش معه ظهر فيما أشار ناصر شائع– 17 سنة– طالب في الصف الثامن انه وأسرته ظلوا حتى الصباح الباكر يشاهدون قناة الجزيرة بانتظار فوز أوباما.. سألت ناصر: لماذا رحبت بفوز أوباما؟ رد: لأنه اسود مثلنا ومسكين مثلنا ومسلم ومافيش معه ظهر مثلنا. سمرت للصبح وهو الأمر الذي أكده زميله وجدي احمد سعيد الجميع من سكنة مدينة تعز حي السلخانة، حينما قال: كنت متابعا منذ اليوم الأول للانتخابات، وعندما جاء يوم التصويت اشتريت بألف ريال قات وسمرت حتى الصبح أنا ووالدي ووالدتي وإخواني حتى أعلنت النتيجة وكانت الفرحة بفوز اوباما مرشحنا الوحيد في هذه الانتخابات, وجدي يتمنى أن يقوم اوباما بحل قضية فلسطين والعراق وان ينظر إلى كل إنسان اسمر مثله يعاني على حد قوله في هذا العالم. وأخيرا لقد أسدل الستار على انتخابات أمريكا وفاز اوباما مرشح الحزب الديمقراطي بتأييد من الداخل والخارج بصورة لم يسبق لها مثل في التاري , لكن هل يدرك اوباما ماذا يريد منه الناس في جميع أنحاء المعمورة!؟ ستبقى الآمال معلقة إلى ما بعد 20 يناير 2009م.. |