اكتشاف قرى يمنية منسية أهلها بين عميان ومجانين ويموتون جوعاً " alt=""/> اكتشاف قرى يمنية منسية أهلها بين عميان ومجانين ويموتون جوعاً نبأ نيوز- خاص/ نزار العبادي - في حدث يعد الأول من نوعه الذي تشهده اليمن، وتنفرد "نبأ نيوز" بكشفه للرأي العام، تم خلال الأسبوع الجاري اكتشاف مجموعة من القرى اليمنية التي لم يسبق للدولة أو أية جهة أخرى أن وصلتها، بينها قرية معظم سكانها من العميان "المكفوفين"، وأخرى معظمهم من المجانين، فيما جميع سكان القرى الـ(20) المكتشفة - في أطراف محافظة لحج- يعيشون في حالة جوع مطلق، ويمكثون بغير طعام لأيام، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولا يعلم بهم غير خالقهم. وجاء الكشف عن أوضاع هذه القرى – المسماة محلياً بـ"عشش"- من قبل فريق من الاتحاد العام لنساء اليمن برئاسة الأستاذة رمزية الارياني- رئيسة اتحاد النساء العربي، رئيسة اتحاد نساء اليمن- الذي نزل إلى محافظة لحج بناء على معلومات تلقاها، وبعد إعداد مشروع بالتعاون مع منظمة إيطالية لإنقاذ أرواح أبناء تلك القرى وانتشالهم من المأساة الإنسانية. وفي لقاء خاص روت السيدة رمزية الارياني لـ"نبأ نيوز" تفاصيل المأساة الإنسانية قائلة: "لقد وجدت قرى لا تخطر على البال.. نساء عجائز يربطن بطونهن من الجوع، ولا يستطعن الوقوف.. وفي قرية من القرى وجدت الأب مريض وينام على التراب فلا يوجد عندهم فراش، وزوجته عجوز، وابنهم مجنون مرمي في الشارع لا يستطيعون إدخاله العشة وهو منذ شهرين بين الشمس والريح ليلاً ونهاراً ، والقيد في رجليه، وليس بإمكانهم إيصاله إلى المستشفى لأنهم لا يعرفون المستشفى" وتابعت: "قرية أخرى بنتهم مجنونة، والماء يبعد عنهم مسافة ثلاثة إلى أربع ساعات حتى يصلوه، وواحدة تقول لي أنا آكل مرة واحدة في اليوم أو اليومين.. والأطفال حفاة عراة.. ولا توجد منازل في هذه القرى غير عشش يولدوا في العشة ويموتون فيها.. ولا يوجد عندهم فراش أو غطاء.. ولا يستطيع الإنسان أن يصدق ما يقال له ما لم يذهب بنفسه ويرى بعينه ويتحدث معهم.." وتتوقف رمزية الارياني عن الكلام بعد أن أغرقت الدموع عيونها، لتستأنف قائلة: "قرية من القرى النائية الواقعة بعد منطقة "العند" بمحافظة لحج، كل سكانها عمي "مكفوفين" ولا أحد يعرف السبب وكيف أصيبوا بالعمى، لكن قد تكون وراثة أو نتيجة مواد كيماوية". وتضيف: " أفضل الناس في تلك الجهات معهم بيت صغير من ياجور ولكن ملابسهم مقطعة، وأطفالهم حفاة وعراة؛ فهؤلاء لأن الماء يبعد عنهم حوالي الساعة لذلك هم أهون من الآخرين". وتشرح السيدة الارياني حول المهمة التي ذهب اليها فريق الاتحاد العام لنساء اليمن مبينة أنهم لديهم رؤيا للأمن الغذائي في اليمن لتقديم الدعم لأبناء القرى النائية، بالتعاون مع منظمة "كوبي" الإيطالية، ودعم الاتحاد الأوروبي، وعندما بدأوا بالمسح الميداني اكتشفوا أن هناك قرى يمنية فقيرة جداً وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث أن الماء معدوم فيها، فتولدت الفكرة بدعم هذه الأسر بالأبقار بأن يتم تقديم بقرة لكل أسرة، الى جانب "الجمعية المجتمعية" وهن نساء متعلمات يقومن بتوجيه النساء والتوعية البيئية الثقافية والاجتماعية وأيضا بيطريات للإشراف على رعاية الأبقار مجاناً ، وتم أخيراً اعتماد خطة دعم تغطي 29 قرية في تعز، و20 قرية في لحج من المناطق النائية ولكن ليس بالأبقار وانما بالأغنام، ثلاث شياه للأسرة.. بحيث أول مولود يباع نصف القيمة منه 50% للمستفيد، و25% للبيطرة، و25% للعلف وبقية المواليد ملكهم بالكامل. لكن المأساة ظلت قائمة إذ أن هؤلاء اليمنيون الذين لا يعلم بوجودهم غير خالقهم، لا يجدون لقمة لأنفسهم فمن أين لهم ما يطعمون به الأغنام- هكذا قالت الأستاذة الارياني، مشيرة إلى أن "إحدى النساء تقول بالحرف الواحد حتى لو يدّوا لي الأعلاف من المشروع لكن الماء.. من وين ندي الماء.. نريد الماء لنعيش"، و"واحدة أخرى تقول: كيف يدوا لي أغنام وما عنديش مشاهرة – يعني مخصص مالي شهري؟، فقلت لها: ليش المشاهرة؟، قالت: لاشتري للأغنام أعلاف وعلشان آكل أنا وأطفالي".. ودعت رمزية الارياني " الناس أو المجتمع المحلي أو الدولة أن ينقلوا التنمية إلى هذه القرى" مقترحة أن يتم نقل سكانها إلى منطقة أخرى قريبة من مصادر المياه ومن بقية المجتمع اليمني – خاصة وإنهم يعيشون في عشش وليس لديهم بيوت يملكونها.. ووجهت السيدة الارياني نداء استغاثة عبر "نبأ نيوز" إلى كل الميسورين في داخل الوطن وخارجه، والى الجمعيات والمنظمات الخيرية، بأن يتوجهوا إلى تلك القرى، ليروا الحقيقة بأنفسهم ، وليقدموا الصدقات لأهلها، ويبنوا المشاريع الخدمية الصغيرة لسكانها.. مؤكدة أن اتحاد النساء لا يطالب بأن يكون وسيطاً في عمل الخير بل أن على محبي فعل الخير أن يتولوا ذلك بأنفسهم، وأن يغيثوا هؤلاء الناس من فضل الله، وينقذوهم من الهلاك ويوصلوا صدقاتهم بأنفسهم. هذا وكشفت السيدة الارياني أنها ستقوم بزيارات إلى قرى مماثلة في حضرموت ومنطقة في القفر "المسيلة" وفي الحديدة هي تكاد تكون مناطق متشابهة في الفقر بين عامة الناس. ونوهت الى أن الدعم شمل (300) أسرة وتم تقديم الأغنام لـ150 أسرة والبقية مناحل العسل. |