بسم الله الرحمن الرحيم
اليكُم احبتي جئت اليوم حاملاً فؤداً قد ارهقته جراح البين ، وقريحةً انطقها لظى الفراق
، اليكم جئت احمل مأساتي التي صنعتها لذاتي عنوه
اليكم جئت اكتب جزئاً من مخيلتي التى تكاد تصاب بالجنون من شدة الشوق
، هذه المخيله التي لم تأبى الا ان تبوح بشكلٍ ما عن ما يختلجها
وإليه، هذا الذي قلب حياتي رائساً على عقب
حتى لا اكاد اميز بين المتضادات وهو لم يتجاوز الشهر العاشر بعد، فمنذ
مولده لم اعد اعرف هل اضحك ام ابكي وهل احزن ام افرح وهل اسكت ام اتكلم.
اليه اكتب مؤرشفاً هذه المرحله الصعبة من حياتي
في رسائل تمنيت لو كانت لديه القدره على ادراك فحواها،
ولكن اسأل الله العلي القدير ان يجمعني به وان يطيل في عمره حتى يقرائها .....
(الاولى)
حبيبي، حيد ابوك جمال، في هذا اليوم الجمعه، الثاني عشر من ربيع الثاني ١٤٢٩،
الثامن عشر من ابريل ٢٠٠٨ عند عودتي صباحاً من العمل في وظيفتي الجديده،
منهكاً من السهرِ طوال اليل، كُنت مع موعدٍ مع نباء ولادتك
، والذي كان متوقعاً لكن ليس الان وليس اليوم لكنه قدرُ الله
ان تولد قبل موعِدك الطبيعي بشهرين ، ولذا ، ورغم فرحتي العارمه بقدومك،
الا انها فرحةً ناقصه الى حدٍ ما، ورغم ارهاقي الشديد الذي انساني اياه سماع هذا الخب
ر لم اتمالك الا ان أُهاتف والدتك الحبيبة لأطمئن على صحتها وعليك ايضاً،
وكما هي عادتها حدثتني عن الامر بإسلوبها البريء والعاطفي ولقد ادهشني كثيراً
، انها كانت تتحدث الي وكأنها لم تمر بآلآم المخاض والوضع، ولعلمها انني أُحبُ المزاح
فقد قامت بممازحتي وهذا من ما زرع بعض الطُمئنينة في نفسي
واليك جزءاً من الحديث الذي دار بيننا حتى يكون لديك بعض التصّور عن يوم ولادتك.
أنا: السلام عليكم
أُمّك: وعليكم السلام
أنا: ألف ألف مبروك يا تؤم الروح والحمد لله على السلامه.
أُمّك: الله يسلمك ياروحي جلّك جلّاه لوتدري ويش صلّحت.
أنا: خير؟
أمك: لقد شتمتك بِإنواع الشتائم كما لم أشتم احداً في حياتي.
أنا ضاحكاً: والله؟ الله يسامحش.
أُمّك: يسامحني، يا الله قد ذي فيك يكفيك.
أنا: المهم طمنيني كيف صحتش؟
أُمّك: الحمد لله، بس عن قد كُنت شا موت
أنا: الله يستر عليش ، لا تفاوليشي ، وين الوليد هو عندش؟
أُمّك: لا... بزّوه رداع مدري يعيش او يموت.
أنا: الله يستر ويش بش انتي والموت، الله يخليش خلي هذه الحكايه.
أمّك: الدكتور قال انه صغير شدّا ولازم يشاحروه في رداع .
أنا: اهم شي عندي سلامتش وهو الله يستر عليه ، انا الان با اتصل وطمن عليه وانتي انتبهي على نفسش.
أمّك: الله يخليك يا روحي .
أنا: المهم انتي ارتاحي ذلحين وانا شا اتصلش غدوه مع السلامه
أمّك: مع السلامه
قُمت بعد التحدّث الى والدتك بالاتصال الى رداع حيث علمت ان حالتك مستقره
حمدت الله على ذلك وسألته ان يحفظك لي ، ثم استسلم جسدي للنوم
في خضم شعور مضطرب وغامض لم امر به قط في حياتي،
لكن نومي كان متقطعاً ذلك اليوم لكثرة الاتصال من قبل المهنئين و(المبشرين)
ومنذ تلك اللحظه ومنذ ذلك اليوم وانا احمل ذات الشعور المزدوج
والذي لا اجد له تعريفاً في قاموس اللغه،
اتمنى لك العيش والصحة يا ولدي واتمنى ان امتع ناضري فيك قريباً .
مع محبتي والدك
ومن اليوم ابو جمال