الأربعاء, 21-يناير-2009 |
كشف تقرير لمنظمة اليونسيف أن ثماني نساء يمنيات يفقدن أرواحهن كل يوم بسبب الحمل أو مضاعفات الولادة، وأن هذا العدد يصل إلى 1,500 امرأة حول العالم.، مشيراً إلى أن خطر وفاة الأمهات على مدى الحياة في اليمن يصل إلى واحدة لكل 39 امرأة، مما يجعلها أعلى نسبة في الشرق الأوسط. كما سجل اليمن أقل نسبة حضور شخص مدرب عند الولادة في الشرق الأوسط، في حين تصل تغطية الحوامل بالرعاية الصحية عند الولادة إلى 36 بالمائة. كما يبلغ عدد الولادات التي تتم في المستشفيات إلى 24 بالمائة فقط. ونسبت "أيرين" إلى مسئول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قوله: أن معدل الوفيات النفاسية في اليمن ما يزال مرتفعاً بسبب انخفاض مستويات الرعاية الصحية وانتشار الممارسات الاجتماعية السيئة كزواج الأطفال وختان الإناث. وعرّف التقرير الوفيات النفاسية بأنها "أي وفاة لامرأة أثناء الحمل أو خلال 42 يوماً من انتهاء مدته بغض النظر عن مكان أو مدة الحمل والناتجة عن أي سبب مرتبط بالحمل أو مضاعفاته". وأفاد نسيم الرحمن- المسئول الإعلامي في مكتب اليونيسف في اليمن في إيجاز صحفي يوم 18 يناير خلال إطلاق تقرير وضع الأطفال في العالم 2009 أن "معدل الوفيات النفاسية يعتبر مرتفعاً جداً في اليمن، حيث تموت 360 امرأة تقريباً لكل 100,000 ولادة حية وربما يكون هذا الرقم أعلى من ذلك". وقال تقرير اليونيسيف: أن دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية قد توصلت إلى أن ختان الإناث، وهي ممارسة منتشرة في المناطق الريفية في اليمن، قد أثرت على الصحة الإنجابية للنساء، حيث تسببت بآلام شديدة ونزيف مطول والتهابات وعقم وفي بعض الحالات أدت إلى الوفاة. وقال نسيم الرحمن: أن نقص العاملين الصحيين هو من بين الأسباب التي تقف وراء ارتفاع معدل الوفيات النفاسية ووفيات حديثي الولادة في البلاد مضيفاً أن اليمن صنفت بين 57 دولة "تعاني من نقص حاد في العاملين الصحيين". وأضاف: "يقدر النقص العالمي في عدد العاملين الصحيين الذين يوفرون الرعاية الصحية أثناء الحمل والولادة بحوالي 4.3 مليون شخص" مضيفاً أن الحد الأدنى لعدد العاملين الصحيين يجب أن يكون 2.28 عاملاً صحياً لكل 1,000 شخص. ويقدر مسؤولو الصحة اليمنيون أنه يوجد طبيب واحد فقط لكل 10,000 شخص في اليمن، وأن الخدمات الصحية تصل إلى 60 بالمائة فقط من سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة. وقال نسيم الرحمن: أن زواج الأطفال يزيد من هذه المخاطر إذ يفاقم من مشكلة ارتفاع معدلات الخصوبة بإعطاء الفتيات مدة زمنية أطول لإنجاب الأطفال. كما أشار إلى "ارتفاع عدد زيجات الأطفال في اليمن الأمر الذي يساهم في النهاية في ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال". بدوره، قال نبيل محمد العماري، المدير التنفيذي لجمعية رعاية الأسرة اليمنية أن غياب الوعي حول تنظيم الأسرة وخدمات الرعاية الإنجابية يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات النفاسية. وأوضح أن جمعيته أجرت دراسة عام 2007 في 15 محافظة من محافظات البلاد الإحدى والعشرين حول استخدام وسائل تنظيم الأسرة ووجدت أن الناس يفضلون عدم استخدامها خوفاً من آثارها الجانبية. وأضاف العماري أن السلوك الاجتماعي له أثر أيضاً على ارتفاع معدل الوفيات النفاسية، حيث قال: "سيحب والد لأربع أو خمس فتيات أن يولد له صبي حتى على حساب إنجاب العديد من الأطفال". ووفقاً لنسيم الرحمن من اليونيسف، يمكن خفض معدل الوفيات النفاسية بثلاث طرق هي: توفير دعم مجتمعي وأسري أفضل للنساء الحوامل، وتوفير تأمين صحي شامل يغطي التكاليف المصاحبة للحمل والولادة ومرحلة ما بعد الولادة، وتأسيس منشآت يمكن أن تلجأ إليها النساء الحوامل في المناطق النائية بحثاً عن النصح والمشورة أو للمساعدة خلال المرحلة التي تسبق موعد الولادة. وأضاف قائلاً: "العديد من النساء اللواتي يفقدن أرواحهن فقراء جداً لدرجة تمنعهن من الوصول إلى الخدمات الصحية. كما تصطحب بعض الأسر الأم إلى المستشفى ولكن ما أن تصل حتى يتبين أنها قد فارقت الحياة". |