تحقيقات: جبن.. بقايا حضارة على وشك الضياع
الخميس 07 ديسمبر-كانون الأول 2006
الوحدوي نت - عبدالرحمن المحمدي
أية لغة يمكن حشدها للتعبير عن سخط وغضب أبناء مديرية جبن الذين يعيشون تفاصيل اندثار تاريخ حضارة الدولة الطاهرية جراء الإهمال الرسمي العاجز عن عمل شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا تلك المعالم التي تحكي حضارة أمة!
أية لغة يمكنها وصف عبث ما تتعرض له المعالم التاريخية من اندثار وضياع، في ظل تخلف وعي جماهيري وصمت رسمي فاضح!
"الوحدوي" زارت مدينة جبن التاريخية للتعرف على بقايا آثار حضارة الطاهريين في هذه المدينة المنسية من أجندة الجهات الرسمية، ومعرفة واقع المدينة الذي ينضح بؤساً.
حضارة آيلة للسقوط والاندثار
لم يتبقَّ سوى مبنى العامرية وجامعها القديم، وهي مهددة بالسقوط في أية لحظة، وتحتاج لتحرك فوري لإنقاذها، حفاظاً على حقبة تاريخية لعصر الدولة الطاهرية من الضياع.
كما يتطلب سرعة ترميم هذين المعلمين التاريخيين بما يحافظ على أصالتها التاريخية ويصونها من السقوط كما سقطت القلعة الأثرية التي كانت عامرة على رأس الجبل المطل على المدينة، ولم يتبقَّ منها سوى أجزاء مدمرة.
كما أنه من الواجب تكليف لجنة مختصة للتنقيب على بقايا آثار آل طاهر وآل عامر عبدالوهاب الثاني أشهر حكام الدولة الطاهرية الذي مايزال تاريخه مجهولاً إلا من شذرات مؤرخين مروا على مرحلته مرور الكرام.
إن صمت الجهات الرسمية وإهمالها لايعني سوى تأكيد ما يشاع عن حقد سياسي للنظام الحاكم من طمر مآثر ومعالم هذه الحضارة من وجهة نظر مذهبي، لاعتبارات أن النظام السياسي زيدي المذهب، يتجه مع سبق الإصرار والترصد لدفن حضارة الطاهريين التي جاءت وتوسعت على أنقاض الدولة الزيدية.
وعلى الرغم مما يشاع عن توجه شبه علني لطمر حضارة الطاهريين، إلا أنه يتوجب على الجهات الرسمية الممثلة للنظام السياسي، انطلاقاً من صميم ضميرها الوطني، إعلان حالة الاستنفار القصوى لتدارك بقايا المعالم التاريخية في مدينة جبن، حتى لاتتعرض للانهيار والضياع.
مدينة الملوك
إنها جبن مدينة الجبلين.. مدينة الملوك.. بقايا معالمها شاهدة عيان على تاريخ أمة لها حضارتها الضاربة في عمق التاريخ، والتي تشهد على نبوغ وتفرد الدولة الطاهرية في إرساء حضارة عظيمة في ذلك الوقت، والمتميزة بالحصون والقلاع والجسور المنتشرة في عموم البلد، بعضها تعرض للضياع نتيجة الإهمال، وما تبقى على وشك الاندثار والضياع اذا ما استمرت الجهات المعنية (بالدعممة) والتطنيش.
إن ما يجري من تسيب وإهمال لتاريخ مدينة جبن بمحافظة الضالع، لا تفسير له سوى عقدة نظام سياسي لايجيد سوى التدمير، ولا يجيد سوى صناعة العجز والفشل في الحفاظ على تاريخ عريق لايتطلب منه سوى ترميمه وصيانته، ولا نطلب منه استنساخ منجزات من عدم.
جرائم صارخة
استحداث أعمال جديدة على أنقاض المعالم التاريخية، واستحداث ترميمات حديثة على العامرية وجامعها القديم، مسخ تلك المعالم وشوهها.
فما الوصف الذي يمكن نعت تلك الاستحداثات التي تمت ربما بحسن نية وربما بسوئها، مثل استحداث شبابيك وأبواب جديدة، بعد أن تعرضت الشبابيك والأبواب الخشبية لحوادث سرقة من قبل مافيا الآثار، أو استحداث مبانٍ جديدة لحمامات الوضوء ولغرف دارسي القرآن، فيما الحمامات القديمة تحولت لمقالب للنفايات ومخلفات القمامة؟!
وما الذي يمكن لنا أن نصف به اعتداء متنفذين على الساقية التي كانت تمد العامرية وجامعها القديم بالمياه، لبناء مسلخ، واعتداء آخرين على طول المساحة التي تقع بين العامرية وجامعها، مما سد الطرق بين المعلمين المتقاربين، وتحويل الجهة الغربية الشمالية بحيرة لمخلفات المجاري المثيرة للقرف والغثيان؟!
وما الذي يمكن للزائر من وصف اعتداء حكومي ممثل بوزارة المواصلات على بقايا القلعة التاريخية لتقيم على أنقاضها مباني خاصة بالمواصلات؟!
واقع ينضح بؤساً
العشوائية والقمامة المكدسة وطفح المجاري، والاعتداء على المآثر التاريخية وتشويهها، وغياب التخطيط الحضري، وغياب الشوارع الداخلية المخططة والمعبدة.. جعل من مدينة جبن قرية كبيرة تنضح بؤساً. وكان عاملاً أساسياً في طرد المغتربين من أبناء جبن من الاستثمار في مدينتهم.
كما أن افتقار المدينة للمشاريع الأساسية الخدمية كالكهرباء والمياه والمجاري، جعل حياة قاطنيها جحيماً لايطاق، وبيئة طاردة.
ما الذي يجري؟
مسؤولون تكلفوا بإدارة المدينة، ولا يجيدون شيئاً سوى الهنجمة بسيارات حكومي، وصرف المخصصات، ولا يقدمون شيئاً سوى العجز والإخفاق.
إنهم مسؤولون عالة على الخزينة العامة، وعالة على المواطنين. وإلا ما جدوى مسؤولين يعجزون عن الحفاظ على تاريخ هذه المدينة ومعالمها الأثرية!
وما الجدوى منهم وهم يعجزون عن إصلاح المجاري، أو وقف عشوائية البناء، أو إخراج مشروع المياه من دائرة التعثر، أو وقف متنفذين من الاعتداء على بقايا المعالم التاريخية؟!
المدير الذي يعجز عن شق شوارع داخلية ومنظمة ومعبدة، عليه أن يخجل ويقدم استقالته فوراً. والمجلس المحلي العاجز عن تنفيذ المشاريع الخدمية، عليه ألا يتشبث التشبث المهين بمنصب يفقده ماء وجهه عند ناخبيه.
والمحافظ والوكلاء الذين قاموا بنزول ميداني الى جبن، ومروا بسياراتهم الفارهة من أمام أكوام القمامة وأنهار المجاري الطافحة، وتجولوا في أزقة محسوبة شوارع، وسط غياب التخطيط الحضري.. ولم يحركوا ساكناً.. عليهم أن يخجلوا ويستقيلوا لعدم صلاحيتهم في القيام بمهامهم في خدمة مواطنيهم.
ختاما ..
المدينة التاريخية جبن تستصرخ المسؤولين من بقايا ذوي الضمائر الحية، بالتحرك الفوري للحفاظ على بقايا المعالم التاريخية بترميمها وصيانتها بما يحفظ بقاءها واحتفاظها بأصالتها.
كما تستصرخ ضمير المحافظ البخيتي محافظ الضالع، بمنح هذه المدينة استثنائية، وتوفير مشاريع البنية التحتية والمشاريع الخدمية الضرورية، ووقف عبث العشوائية، وإنقاذها مما وصلت اليه أوضاعها المتردية بسبب تحولها الى مقلب قمامة وأنهار مجارٍ تهدد بكارثة بيئية. فهل يسمعها البخيتي؟
عدل سابقا من قبل حسين الحمري في الثلاثاء 16 سبتمبر 2008, 3:48 am عدل 1 مرات
الخميس 07 ديسمبر-كانون الأول 2006
الوحدوي نت - عبدالرحمن المحمدي
أية لغة يمكن حشدها للتعبير عن سخط وغضب أبناء مديرية جبن الذين يعيشون تفاصيل اندثار تاريخ حضارة الدولة الطاهرية جراء الإهمال الرسمي العاجز عن عمل شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا تلك المعالم التي تحكي حضارة أمة!
أية لغة يمكنها وصف عبث ما تتعرض له المعالم التاريخية من اندثار وضياع، في ظل تخلف وعي جماهيري وصمت رسمي فاضح!
"الوحدوي" زارت مدينة جبن التاريخية للتعرف على بقايا آثار حضارة الطاهريين في هذه المدينة المنسية من أجندة الجهات الرسمية، ومعرفة واقع المدينة الذي ينضح بؤساً.
حضارة آيلة للسقوط والاندثار
لم يتبقَّ سوى مبنى العامرية وجامعها القديم، وهي مهددة بالسقوط في أية لحظة، وتحتاج لتحرك فوري لإنقاذها، حفاظاً على حقبة تاريخية لعصر الدولة الطاهرية من الضياع.
كما يتطلب سرعة ترميم هذين المعلمين التاريخيين بما يحافظ على أصالتها التاريخية ويصونها من السقوط كما سقطت القلعة الأثرية التي كانت عامرة على رأس الجبل المطل على المدينة، ولم يتبقَّ منها سوى أجزاء مدمرة.
كما أنه من الواجب تكليف لجنة مختصة للتنقيب على بقايا آثار آل طاهر وآل عامر عبدالوهاب الثاني أشهر حكام الدولة الطاهرية الذي مايزال تاريخه مجهولاً إلا من شذرات مؤرخين مروا على مرحلته مرور الكرام.
إن صمت الجهات الرسمية وإهمالها لايعني سوى تأكيد ما يشاع عن حقد سياسي للنظام الحاكم من طمر مآثر ومعالم هذه الحضارة من وجهة نظر مذهبي، لاعتبارات أن النظام السياسي زيدي المذهب، يتجه مع سبق الإصرار والترصد لدفن حضارة الطاهريين التي جاءت وتوسعت على أنقاض الدولة الزيدية.
وعلى الرغم مما يشاع عن توجه شبه علني لطمر حضارة الطاهريين، إلا أنه يتوجب على الجهات الرسمية الممثلة للنظام السياسي، انطلاقاً من صميم ضميرها الوطني، إعلان حالة الاستنفار القصوى لتدارك بقايا المعالم التاريخية في مدينة جبن، حتى لاتتعرض للانهيار والضياع.
مدينة الملوك
إنها جبن مدينة الجبلين.. مدينة الملوك.. بقايا معالمها شاهدة عيان على تاريخ أمة لها حضارتها الضاربة في عمق التاريخ، والتي تشهد على نبوغ وتفرد الدولة الطاهرية في إرساء حضارة عظيمة في ذلك الوقت، والمتميزة بالحصون والقلاع والجسور المنتشرة في عموم البلد، بعضها تعرض للضياع نتيجة الإهمال، وما تبقى على وشك الاندثار والضياع اذا ما استمرت الجهات المعنية (بالدعممة) والتطنيش.
إن ما يجري من تسيب وإهمال لتاريخ مدينة جبن بمحافظة الضالع، لا تفسير له سوى عقدة نظام سياسي لايجيد سوى التدمير، ولا يجيد سوى صناعة العجز والفشل في الحفاظ على تاريخ عريق لايتطلب منه سوى ترميمه وصيانته، ولا نطلب منه استنساخ منجزات من عدم.
جرائم صارخة
استحداث أعمال جديدة على أنقاض المعالم التاريخية، واستحداث ترميمات حديثة على العامرية وجامعها القديم، مسخ تلك المعالم وشوهها.
فما الوصف الذي يمكن نعت تلك الاستحداثات التي تمت ربما بحسن نية وربما بسوئها، مثل استحداث شبابيك وأبواب جديدة، بعد أن تعرضت الشبابيك والأبواب الخشبية لحوادث سرقة من قبل مافيا الآثار، أو استحداث مبانٍ جديدة لحمامات الوضوء ولغرف دارسي القرآن، فيما الحمامات القديمة تحولت لمقالب للنفايات ومخلفات القمامة؟!
وما الذي يمكن لنا أن نصف به اعتداء متنفذين على الساقية التي كانت تمد العامرية وجامعها القديم بالمياه، لبناء مسلخ، واعتداء آخرين على طول المساحة التي تقع بين العامرية وجامعها، مما سد الطرق بين المعلمين المتقاربين، وتحويل الجهة الغربية الشمالية بحيرة لمخلفات المجاري المثيرة للقرف والغثيان؟!
وما الذي يمكن للزائر من وصف اعتداء حكومي ممثل بوزارة المواصلات على بقايا القلعة التاريخية لتقيم على أنقاضها مباني خاصة بالمواصلات؟!
واقع ينضح بؤساً
العشوائية والقمامة المكدسة وطفح المجاري، والاعتداء على المآثر التاريخية وتشويهها، وغياب التخطيط الحضري، وغياب الشوارع الداخلية المخططة والمعبدة.. جعل من مدينة جبن قرية كبيرة تنضح بؤساً. وكان عاملاً أساسياً في طرد المغتربين من أبناء جبن من الاستثمار في مدينتهم.
كما أن افتقار المدينة للمشاريع الأساسية الخدمية كالكهرباء والمياه والمجاري، جعل حياة قاطنيها جحيماً لايطاق، وبيئة طاردة.
ما الذي يجري؟
مسؤولون تكلفوا بإدارة المدينة، ولا يجيدون شيئاً سوى الهنجمة بسيارات حكومي، وصرف المخصصات، ولا يقدمون شيئاً سوى العجز والإخفاق.
إنهم مسؤولون عالة على الخزينة العامة، وعالة على المواطنين. وإلا ما جدوى مسؤولين يعجزون عن الحفاظ على تاريخ هذه المدينة ومعالمها الأثرية!
وما الجدوى منهم وهم يعجزون عن إصلاح المجاري، أو وقف عشوائية البناء، أو إخراج مشروع المياه من دائرة التعثر، أو وقف متنفذين من الاعتداء على بقايا المعالم التاريخية؟!
المدير الذي يعجز عن شق شوارع داخلية ومنظمة ومعبدة، عليه أن يخجل ويقدم استقالته فوراً. والمجلس المحلي العاجز عن تنفيذ المشاريع الخدمية، عليه ألا يتشبث التشبث المهين بمنصب يفقده ماء وجهه عند ناخبيه.
والمحافظ والوكلاء الذين قاموا بنزول ميداني الى جبن، ومروا بسياراتهم الفارهة من أمام أكوام القمامة وأنهار المجاري الطافحة، وتجولوا في أزقة محسوبة شوارع، وسط غياب التخطيط الحضري.. ولم يحركوا ساكناً.. عليهم أن يخجلوا ويستقيلوا لعدم صلاحيتهم في القيام بمهامهم في خدمة مواطنيهم.
ختاما ..
المدينة التاريخية جبن تستصرخ المسؤولين من بقايا ذوي الضمائر الحية، بالتحرك الفوري للحفاظ على بقايا المعالم التاريخية بترميمها وصيانتها بما يحفظ بقاءها واحتفاظها بأصالتها.
كما تستصرخ ضمير المحافظ البخيتي محافظ الضالع، بمنح هذه المدينة استثنائية، وتوفير مشاريع البنية التحتية والمشاريع الخدمية الضرورية، ووقف عبث العشوائية، وإنقاذها مما وصلت اليه أوضاعها المتردية بسبب تحولها الى مقلب قمامة وأنهار مجارٍ تهدد بكارثة بيئية. فهل يسمعها البخيتي؟
عدل سابقا من قبل حسين الحمري في الثلاثاء 16 سبتمبر 2008, 3:48 am عدل 1 مرات