..بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة :.....
الحمد لله الذي تتحير دون إدراك جلاله القلوب والخواطر ، وتدهش في مبادئ إشراق نوره الاحداث والنواظر ، المطلع علي خفيات السرائر ، العالم بمكنونات الضمائر ، واشهد ان لا اله الا الله :
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقة وحبيبة ، بلغ الرسالة وادي الامانة ونصح الامة حتي كشف الله به الغمة ، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالتة....
اكرم الاولين والاخرين علي الله ولا فخر ، سيد ولد ادم ولا فخر ،واول من تنشق عنه الارض يوم القيامة ولا فخر ،واول شافع ومشفع يوم القيامة ولا فخر ، وحامل لواء الحمد بيده ، واول من يدخل الجنة ولا فخر ..اللهم صلي عليه وعلي اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين ....
اما بعد::
فقد قال عز وجل في كتابه العزيز في سورة البقرة :
{ واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان }
لذلك فان خطبتي هذه سوف تدور ان شاء الله حول موضوع مستقل بذاته وهو الدعاء ونبدا موضوعنا بالعناصر وهي كالتالي :
1- فضل الدعاء.
2-اداب الدعاء
3-ما هي اوقات الاجابة.
4-من هم الذين يستجيب الله لدعائهم ..
5- علامة استجابة الدعاء.
وكانت هناك عناصر اخري كثيرة ولكن لا اريد ان اطيل عليكم فلنبدا بهذه العناصر وندخر الاخري لخطبة قادمة ان شاء الله
ونبدا موضوعنا ان شاء الله تعالي والعنصر الاول :
فضل الدعاء:
قال صلي الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة" ثم تلي قوله تعالي { وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم ضاحدين} رواه ابن حبان في صحيحه
فان الدعاء هو اعلي انواع العبادة ، واشرفها ، وارفعها ، والاية الكريمة قد دلت علي ان الدعاء من العبادة ، فانه سبحانه وتعالي امر عباده ان يدعوه ، ثم قال عز من قائل :{ان الذين يستكبرون عن عبادتي} فافاد بذلك ان الدعاء عبادة ، وان ترك دعاء الرب سبحانه وتعالي استغفار ، ولا اقبح من هذا الاستكبار ، وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالق له ورازقه وموجده من العدم وخالق العالم كله ورازقه ومحييه ومميته ومثيبه ومعاقبه !؟
فلا شك ان هذا الاستكبار طرف من الجنون وشعبة من كفران النعم.
وقد قال صلي الله عليه وسلم :
" لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع ما نزل ، ومما لم ينزل ، وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيمتلجان الي يوم القيامة .." رواه الحاكم في المستدرك والبزار
والحاصل : ان الدعاء من قدر الله عز وجل فقد يقضي الله الشئ علي عبده قضاء مقيدا بان لا يدعوه ، فان دعاه اندفع عنه هذا الشئ.
وقال صلي الله عليه وسلم ..:" ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا واعطاه الله بها احدي ثلاث : اما ان يعجل له دعوته ، واما ان يدخرها له في الاخرة ، واما ان يرفع عنه من السوء مثلها ."
وهذا الحديث واضح ولا يحتاج الي شرح.
كما ان الدعاء من اقوي الاسباب في دفع المكروه .، وحصول المطلوب .، ولكن قد يتخلف عنه اثره .، اما لضعفه في نفسه .؛ بان يكون دعاء لا يحبه الله . لما فيه من العدوان .، واما لضعف القلب وعدم اقباله علي الله.. فان بذلك الدعاء يخرج من العبد كما يخرج السهم من القوس الرخي الذي يخرج منه ضعيفا جدا ولا يكاد يصل الي هدفه ..، واما لحصول المانع من الاجابة من اكل الحرام ورين الذنوب علي القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليه .كمافي حديث ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :"ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة ، واعلموا ان الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ."فهذا الدعاء دواء نافع مزيل للداء.، ولكن غفلة القلوب عن الله عز وجل تحول دون تاثير الدواء وتبطل قوته .،وكذلك اكل الحرام يبطل قوته ويضعفها .وقد ذكر صلي الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة عنه قال:" الرجل يطيل السفر اشعث اغبر ، يمد يده الي السماء ، يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فاني يستجاب له..!!؟ "
والدعاء من انفع الادوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ويرفعه ويخففه اذا نزل .، وهو سلاح المؤمن، وعماد الدين ونور السموات والارض . كما قال صلي الله عليه وسلم " ان الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ، ونور السموات والارض ."
وله مع البلاء ثلاث مقامات :
احدهما ان يكون اقوي من البلاء فيدفعه .
والثاني ان يكون اضعف من البلاء فيصاب العبد بالبلاء ولكنه يخففه او يضعفه.
والثالث ان يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
ونكتفي في هذا العنصر بهذا القدر وننتقل الي العنصر الثاني وهو
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة :.....
الحمد لله الذي تتحير دون إدراك جلاله القلوب والخواطر ، وتدهش في مبادئ إشراق نوره الاحداث والنواظر ، المطلع علي خفيات السرائر ، العالم بمكنونات الضمائر ، واشهد ان لا اله الا الله :
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقة وحبيبة ، بلغ الرسالة وادي الامانة ونصح الامة حتي كشف الله به الغمة ، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالتة....
اكرم الاولين والاخرين علي الله ولا فخر ، سيد ولد ادم ولا فخر ،واول من تنشق عنه الارض يوم القيامة ولا فخر ،واول شافع ومشفع يوم القيامة ولا فخر ، وحامل لواء الحمد بيده ، واول من يدخل الجنة ولا فخر ..اللهم صلي عليه وعلي اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين ....
اما بعد::
فقد قال عز وجل في كتابه العزيز في سورة البقرة :
{ واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان }
لذلك فان خطبتي هذه سوف تدور ان شاء الله حول موضوع مستقل بذاته وهو الدعاء ونبدا موضوعنا بالعناصر وهي كالتالي :
1- فضل الدعاء.
2-اداب الدعاء
3-ما هي اوقات الاجابة.
4-من هم الذين يستجيب الله لدعائهم ..
5- علامة استجابة الدعاء.
وكانت هناك عناصر اخري كثيرة ولكن لا اريد ان اطيل عليكم فلنبدا بهذه العناصر وندخر الاخري لخطبة قادمة ان شاء الله
ونبدا موضوعنا ان شاء الله تعالي والعنصر الاول :
فضل الدعاء:
قال صلي الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة" ثم تلي قوله تعالي { وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم ضاحدين} رواه ابن حبان في صحيحه
فان الدعاء هو اعلي انواع العبادة ، واشرفها ، وارفعها ، والاية الكريمة قد دلت علي ان الدعاء من العبادة ، فانه سبحانه وتعالي امر عباده ان يدعوه ، ثم قال عز من قائل :{ان الذين يستكبرون عن عبادتي} فافاد بذلك ان الدعاء عبادة ، وان ترك دعاء الرب سبحانه وتعالي استغفار ، ولا اقبح من هذا الاستكبار ، وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالق له ورازقه وموجده من العدم وخالق العالم كله ورازقه ومحييه ومميته ومثيبه ومعاقبه !؟
فلا شك ان هذا الاستكبار طرف من الجنون وشعبة من كفران النعم.
وقد قال صلي الله عليه وسلم :
" لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع ما نزل ، ومما لم ينزل ، وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيمتلجان الي يوم القيامة .." رواه الحاكم في المستدرك والبزار
والحاصل : ان الدعاء من قدر الله عز وجل فقد يقضي الله الشئ علي عبده قضاء مقيدا بان لا يدعوه ، فان دعاه اندفع عنه هذا الشئ.
وقال صلي الله عليه وسلم ..:" ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا واعطاه الله بها احدي ثلاث : اما ان يعجل له دعوته ، واما ان يدخرها له في الاخرة ، واما ان يرفع عنه من السوء مثلها ."
وهذا الحديث واضح ولا يحتاج الي شرح.
كما ان الدعاء من اقوي الاسباب في دفع المكروه .، وحصول المطلوب .، ولكن قد يتخلف عنه اثره .، اما لضعفه في نفسه .؛ بان يكون دعاء لا يحبه الله . لما فيه من العدوان .، واما لضعف القلب وعدم اقباله علي الله.. فان بذلك الدعاء يخرج من العبد كما يخرج السهم من القوس الرخي الذي يخرج منه ضعيفا جدا ولا يكاد يصل الي هدفه ..، واما لحصول المانع من الاجابة من اكل الحرام ورين الذنوب علي القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليه .كمافي حديث ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :"ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة ، واعلموا ان الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ."فهذا الدعاء دواء نافع مزيل للداء.، ولكن غفلة القلوب عن الله عز وجل تحول دون تاثير الدواء وتبطل قوته .،وكذلك اكل الحرام يبطل قوته ويضعفها .وقد ذكر صلي الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة عنه قال:" الرجل يطيل السفر اشعث اغبر ، يمد يده الي السماء ، يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فاني يستجاب له..!!؟ "
والدعاء من انفع الادوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ويرفعه ويخففه اذا نزل .، وهو سلاح المؤمن، وعماد الدين ونور السموات والارض . كما قال صلي الله عليه وسلم " ان الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ، ونور السموات والارض ."
وله مع البلاء ثلاث مقامات :
احدهما ان يكون اقوي من البلاء فيدفعه .
والثاني ان يكون اضعف من البلاء فيصاب العبد بالبلاء ولكنه يخففه او يضعفه.
والثالث ان يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
ونكتفي في هذا العنصر بهذا القدر وننتقل الي العنصر الثاني وهو
__________________