بسم الله الر حمن الرحيم
عصر الاحجار في أيام التوهان
عصر الاحجار في أيام التوهان
بينما كنت أكتب هذه الصورة المبسطة والمتواضعة والضحك يتملكني كثيرا الا وهي عن أيام كادت أن تسلب عقولا وتذهب بها إلى أبعاد شبه خيالية.فقبل تقريبا سنة وستة أشهر بدأت هذه الحكاية التي يخالها البعض أنها من ابتكار خيالي لكنني أقول أنها موجوده ولا زالت لدى كثير من أبناء قريتي الذين غلبتهم الاوهام وتسلطت عليهم . بدأت الحكاية عن وجود أحجار ثمينة وألماس وغيرها من المعادن الثمينة في قرية العوابل وكان في بداية الامر عدد الذين يعتقدون ذلك محدود، وكانوا يتخذون رجل معروف بمقام المخبر عن أماكن تلك المعادن والاحجار ، وكانوا في كل يوم يتحاورن مع المخبر عن أماكنها فإذا غربت الشمس بدأت أيديهم تحفر وتحفر فما من واد ولا من تلة ولامن شعب إلا وحفرت أيديهم تلك الاماكن بحثا عن ما يزعمون وجوده ، وبينما كانوا يحفرون تراهم إذا وجدوا حجر أيا كان نوعه يزعمونه ألماسا وزمردا وزئبقا فما يفرغون من الحفر إلا وقد ملؤا أكياسهم حجارة وحصى ، وكانوا على ذلك الحال شهور وأيام ليست بالقليله. وبمرور الايام تطورت تلك الحكاية وصارت على كل لسان حتى أن بعضهم إن كان لديه حجرا كريما يبدأ يؤلف له قصة عن كيفية الحصول عليه وأنه وجده في مكان فلان وأنه وأنه وأنه فيشجع الناس على البحث في قريتي التي جعلوها ألماسا وذمردا. وكان أحدهم ينفق أموالا طائلة ويعطيها من يأتيه بحجر ألماس أو أي حجر كريم, وأنا أتسائل لماذا قرية العوابل حلها الالماس والزمرد . وبينما كانت الايام تمر تحولت عقول الناس إلى ألماسا فما يكاد بيت في قرية العوابل إلا وكان له نصيب في البحث عن الالماس والمعادن , فحتى النساء أقنعوهن بتلك الخيالات ، فترى جميع الناس في الساعة الثامنه ليلا وهم يحملون الاضوء بحثا عن الالماس والزمرد والاحجار الثمينة . فتراهم يتحركون كدفعات متدفقة وترى الاضواء في كل مكان حتى ترى قرية العوابل مدينة واسعه من شدة الاضوء التي كانوا يستخدمونها في البحث عن المعادن التي يزعمون وجودها ,والامر الذي شد انتباهي هو وجود مجموعات كثيرة ومتفرقة على جميع النواحي المحيطه بالعوابل ، فمجموعة تتجه نحو جبل ثمد ، ومجموعة أخرى تتجه نحو دامن ، ومجموعة أخرى تتجه نحو شعب فذعر ، ومجموعة أخرى تتجه نحو العقر ، ومجموعة أخرى تتجه نحو الضبيانية ، ومجموعة أخرى تتجه نحو عدنه ، ومجموعة أخرى تتجه نحو بنا ومجموعات كثيرة تبحث في داخل القرية نفسها وما يعودون إلا وجيوبهم ألماسا وزمردا كما يزعمون ، وأثناء بحثهم كانت أعينهم لا تفارق الارض وكانوا يركزون في البحث عن الالماس حتى أن أحدهم وجد حصى صغيره وكان المصباح عنده ضعيف فظن أنها ألماسا وعندما بدأ بفرز ما حصل عليه من ألالماس وجدها بعرة غنم. وكان بعض الناس يأخذون معهم زوجاتهم وعلى رؤسهن قدور لكي يملؤها ألماسا وزمرد. فما من شاب إلا ولديه نصف كيس من الالماس والزمرد ، حتى أن أحدهم يريد أن يشتري الكيلوا بأربعة ألف فكان أغلب الشباب لا يريدون البيع بل يرفضون ذلك وكان ذلك يدفعهم أكثر للبحث عن الالماس والزمرد. وبعد مرور أيام الالماس والزمرد جاءت أيام الخبايا والذهب والتوابيت والتماثيل العريقة وكأن الملكة سبأ أسست مملكتها في اليمن، وممن كان يعقد بوجود تماثيل وخبايا وذهب وتوابيت كان عددهم قليل جدا حتى أنني لا أتذكر إلا واحد ، حيث أن أساليبهم في البحث قد تطورت كثير حيث صاروا يحفرون الصخور والجروف وكانوا يستخدمون آلات ثقيلة في الحفر لكي يحصلون على تماثيل الملكة سبأ في قرية العوابل وكذلك خبايا عامر عبد الوهاب.
الاسباب التي رأيتها السبب فيما حدث :
1.تعاطي القات وما ينتج عنه من خيالات
2.الجهل الشديد المخيم على معظمنا
3.التأثر الشديد بالذين ليس لديهم من الحقيقة والدراية شيء
ملاحظات:
أولا: عندما كتبت هذه الصور ة المبسطة لم أذكر أي اسم لكي لا يغضب أحد
ثانيا :هذه الحكاية موجزة وقصيرة لانني لا استطيع وصف تلك الايام التي حلت بالناس
ثالثا : الغاية من كتابة هذه الحكاية هو توضيح مدى خفة عقول أبناء قريتنا ولعدم الانجرار إلى مثل هذه الاوهام وليس القصد منها التشهير